أنتي......سيدتي الساذجة !!
شيماء المريني
ارفعي هامتكِ ولا تقبلي بأقل مما تستحقين ، فأنت لست امتدادا للرجل بل أنت المجتمع برمته سارعي للمجد واقتنصي كل هدف حتى تبلغي مراقي الصعود وتتبؤين مراتب الخلود . سواء أكنتِ ؛ أما ، زوجة أو أختا ، ستظلين أنثى تندرجين في قائمة نون النسوة ، نون أبت الرضوخ والاستسلام على مر العصور والأزمان ، و سعت سعيا حثيثا لإبراز ذاتها و اتبات قدراتها في شتى المجالات رغم تعدد المعيقات و كثرة المطبات .
سيدتي الساذجة ، هل ستستسلمين للسلطة المجتمع الذي يصفك " عورة " تسبب الفتن ؟ ام ستُقيدك العادات والتقاليد التي دفعتك للزواج قاصرة ؟ هل تقبلين على نفسك أن تكوني متمما في حين انك الكل قصرا وليس شرطا ؟
منذ بزوغ التاريخ اعتبروك وسمة للعار واختاروا وأدك عوض تربيك على المبادئ و الأخلاق ، سواسية مثلك مثل الصبيان . حاربت ، ناضلت و مسيرة حاشدة قدت حتى احتللت الصدارة وبجدارة . فكيف تقبلين بأقل مما تستحقين و أنت قد أصبحت رمز القيادة في سائر المجالات وعنصرا فعالا جوهريا في كافة المجتمعات ؟
سيدتي ، اخرجي من قوقعتك المتداعية و اهدمي كافة الحواجز الواهية ، التي حالت بينك و بين تطلعاتك ، اكسري حاجر الصمت وارفضي تلك الوقائع المجتمعية الهزيلة التي تهدف إلى استعبادك ؛ من قمع ، عنف و اضطهاد تطاول على كرامتك الإنسانية ، فقد تختلف الأحداث وتتنوع المظاهر ليظل الإشكال واحد ؛ كطفلة لم تبلغ عقدها العاشر تُجبر على الزواج من شيخ ستيني و مغتصب يعقد قرانه على ضحيته أو اسر تفضل بيع فلذات أكبادها بحجة الفقر والجوع ، صور نمطية باتت لدينا عادية كباقي الأمور الروتينية التي تعودنا عليها في حياتنا اليومية .
سيدتي ، لم تخلقي لتستعبدي أو ليتم التحكم بكي تارة من طرف الأب و تارة أخرى من طرف الزوج و كأنك دمية خرساء ! عزيزتي أنت لست جسدا كما يتراءى للبعض لإشباع رغباتك أو شئ يباع و يشترى ليتم التفاخر بجماليته ، بل أنت اسمى من ذلك أنت كيان مستقل بذاته جوهره الحنان ، اللطف و الدلال ، لكن هذا ليس سببا لاحتقارك و وضعك في لائحة الإضافات فالقليل من الموازنة بين اللطف والصرامة بات ضروريا للضمان و لو نسبة من الاحترام .
قولي " لا " باختصار و تجنبي الدموع فهي ليست مجدية في زمان ساد فيه قانون الغاب و تعالى فيه الاحتقار ليصبح شعار ...... تذكري عزيزتي أن عزتك فوق كل اعتبار و كرامتك سامية على الأنام ، واجهي الشدة بالعزم والحزم وبادري لاتخاذ القرار والترفع عن رأفت تلك وذاك ، لا تنبطح بل استمر في السمو ومواجهة كل التيارات العاصفة ، بكل جرأة عبري عن رايكي نعم اسمعي صوتك واجعلي الاختيار اختيارك والقرار أنت صاحبته ، سيدتي الساذجة كوني أنت الحدث وليس مجرد جزء منه .
سامية يومي
♡♡
أشكرك عزيزتي شيماء على إثارة موضوع كهذا، فالكثيرون يتغافلون عنه؛ عليهم أن يعرفوا أن المرأة هي المجتمع فهي تلد نصفه وتربي النصف الآخر، لذلك يجب أن يتم مناقشة هذه المواضيع أكثر فنحن الآن في القرن الواحد و العشرين و زمن الصمت قد ولى ♡♡ أعيد شكري، و أتمنى لك التوفيق و أشكرك على غيرتك الشديدة على بنات بلدك خاصة و بنات العرب عامة .