كارثة متجددة ....الدعاة يتساقطون في مستنقع السياسة
مصطفى بن عمور
القاعدة الواقعية تقول : إن قطعة جديدة لن تفلح في تغيير مسار آلة صدئة ...
هذا قانون لا يرتفع...
أذكر هذا الكلام وأنا أطالع خبر ترشيح الأستاذ حماد القباج ضمن لائحة حزب العدالة والتنمية .....وردود الفعل التي رافقت الخبر سواء من الحزب نفسه أو من خارجه بين مرحب ومتذمر كاره ...وكل يقدم سببا او يسوق حجة يراها معاضدة لموقفه ومزكية لحجته ...
والشيخ حماد القباج ليس متطرفا ولا متدعشنا ..وإنما هو باحث وواعظ إسلامي ...ذو منهج سلفي وسطي له آراؤه المشهورة في بعض مؤلفاته ومقالاته المنشورة في مواقع متعددة كهيسبريس وهوية بريس ....ولكن السياسة بقذارتها المعروفة لن تتركه في سلام خاصة وانه انتمى سياسيا لحزب خذل المغاربة وانحرف عن مساره وبرنامجه الذي عاهد عليه المغاربة في حملة انتخابية سابقة ....لذلك علقت على خبر ترشحه للانتخابات مع حزب العدالة..في صفحته الرسمية ..فقلت فيه :
لقد فجعتنا فيك
فقد ينتخبكم الصالحون ....ولكن سيتحكم فيكم المفسدون ...ثم تلتصق بكم كل آثامهم وخبائثهم ...فإما تتبرؤون منها ..،او تصبح جزءا من تراثكم ...فينبذكم الصالحون ...فتصبحون لا إلى هؤلاء يقبلونكم ...ولا إلى هؤلاء يثقون فيكم...
وأضيف قائلا : لقد كانت لنا عبرة في الأستاذ المقرئ أبو زيد ....فبعد أن كان مصباحه مشرقا منيرا بأفكاره ومعارفه ومحاضراته التي استفدنا منها كثيرا من سنين عندما كانت الحركة حركة بمقوماتها ورجالها ...انطفأ مصباحه بعد أن سحب الحزب نفَس الدعوة واختطف روح الحركة ...وأصبح مجرد تابع لحزب خذل المغاربة وأغرقهم ومن معه في حكومة التقية المخزنية في مصائب لم تكن بدايتها العفو عن المفسدين ولم تكن نهايتها شرعنة السطو على أموال الموظفين والموظفات وسرقة مدخراتهم في صندوق التقاعد وكان الأستاذ أبو زيد ممن زكى ذلك ودافع عنه ولم تكن منها مصيبة رهن المغاربة في سلسلة العبودية المالية لصندوق النقد الدولي سوى جوهرة الشيطان في واسطة عقد من ظلام ...... ولم نعد نسمع له في الفكر والعلم النافع إلا قليلا مما لا يغني ولا يسمن ....
ولقد قلبت الموضوع من جوانبه وسلطت عليه ضوء النقد والتمحيص من ظاهره منقبا عن باطنه ، لعلني أجد جوابا عن هذا السؤال .
وهو سؤال أوجهه للشيخ حماد القباج ومن معه ؟؟
بأي صفة سينتخبكم الناس ؟؟
هل بصفتكم باحثين إسلاميين ووعاظ سلفيين معتدلين تسعون إلى ترسيخ الإسلام وقيمه وتعاليمه في الناس ؟؟
أم بصفتكم سياسيين متمكنين من قدرتكم على التأثير والفعل في ميدان السياسة وصراعاتها وتحقيق برامجكم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ؟؟
فأما الصفة الأولى فهي متاحة لكم دون انتخابات ولا دخول للبرلمان ولا للحكومة ...لان البرلمان ليس مكان القاء الدروس والمواعظ كما هو معروف متفق عليه .
وأما الصفة الثانية فنحن نشهد أنكم لا تملكون منها شيئا ...فالحزب الذي انتميتم إليه حزب لا برامج له ولا خطة وإنما برنامجه الحقيقي هو تطبيق الأوامر من الجهات العليا والبحث لها عن تخريجات مناسبة ...من قبيل ( دهن السير يسير ) ...فهو حزب محكوم لا حكم له ....باع نفسه للمفسدين بعد أن عفا عنهم وانقلب على الشعب انقلاب الأفعى على ماسك ذيلها ...حزب لم يقدم شيئا يخدم الإسلام أو ترسيخ قيمه أو الدفاع عن قضاياه ....حزب وضع يده في يد المفسدين ليعصروا المستضعفين والحلقات الضعيفة في السلسلة الطبقية عصرا تئن له الألسن والمواجيد .....
فمن رشحكم للصفة الأولى فهو حسن الظن مغفل ...سينقلب عليكم بعد حين ...لأنكم لن تلبوا رغبته ولن تحققوا له شيئا من أفق انتظاراته ...
ومن رشحكم للصفة الثانية حسن الظن أيضا مغفل ...أو ذكي خبيث يريد توظيفكم لمصلحته وبعدها يرميكم رمي النواة ...او يرهنكم بمشروع حزب فاشل ظالم ...فتسوء صورتكم وتتلطخ ذمتكم ...
لقد كانت لكم في تجارب من سبقكم عبرة ....
فأدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان ...ولات حينئذ مندم
الاستاذ مصطفى بن عمور
الدعوة والساياسة
جوابا على مواطن شكرا لطرحك لهذا السؤال الاشكالي الهام الذي يحتاج الى مقال خاص ....ولكن باختصار شديد اقول الدعوة مرتبطة اساسا بنصوص وافراد لهم خصوصيات محددة سلفا في ذهن الداعية ... السياسة مرتبطة بواقع وجماعة متنوعة مختلفة الى حد التناقض .... وعليه فالداعية ان كان تخصصه منكب على النصوص الوعظية والارشادية الموجهة لاشخاص محددين يرغبون في بضاعته ...فهذا لا يصلح للسياسة .. والسياسي هو المرتبط بالواقع المعيشي من جوانبه المختلفة وينبغي ان يكون متمرسا به نظريا وعمليا كما ان نشاطه يشمل اشخاص المجتمع دون تمييز مذهبي او فقهي او ديني فهو يهتم بما يجمع مع الحفاظ على الخصوصيات ... وهذا معلوم من تراثنا الاسلامي بوضوح مبين ...فقد قدم رسول الله وخلفاؤه اشخاصا للسياسة والامارة وقدموا اخرين للدعوة والموعظة والفقه ... ومن جمع بينمها بجدارة فذلك خيرهم مثل الخلفاء الراشدين .
مواطن
سؤال نطرحه على صاحب المقال ،: وكأنك تعتبر البلد لا حاجة له بالسياسة وإنما حاجته ألى الدعوة فحسب لذلك تتحسر على حصيلة البجيدي لانه غرق في السياسة ونسي الدعوة