المغرب بلد مُضحك
عبد الله الدامون
في السنوات الأخيرة، صار المغرب بلدا مضحكا بسبب تناقضاته المريعة، وأيضا بسبب تلك المواقف الكاريكاتورية التي يرتكبها سياسيوه وبعض علمائه والكثير من أحزابه.
الصحف الأجنبية، وخصوصا صحف الجيران، شرقا وشمالا، عادة ما تستغل تناقضاتنا لكي تسخر منا وكأننا سيرك. وعندما خرج الفقيه عبد الباري بن الصديق بتلك الفتاوى المصيرية حول جواز مضاجعة الرجل الحي لزوجته الميتة، ثم جواز استخدام المرأة الوحيدة للقنينة والجزرة لإشباع رغبتنها الجنسية، فإن صحف العالم ضحكت علينا حتى استلقت على قفاها.
أكثر الصحف ابتهاجا بهذه الفتاوى هي الصحف الإسبانية، والتي تحب كثيرا هذه الأخبار الغريبة التي تتعلق بنا، لأن الإسبان يرون فينا دائما جارا غريب الأطوار؛ وجارا مقلقا ومزعجا، سياسيا وجغرافيا؛ وجارا مخيفا، دينيا وحضاريا؛ وجارا مضحكا أيضا.
الإسبان ينزعجون دائما من فلاحة المغرب، وهم عادة ما يدعون إلى تحجيم الصادرات الفلاحية المغربية نحو أوربا، وفي بعض الأحيان يعترضون طريق الشاحنات التي تحملها ويتلفونها لأنها كثيرة ورخيصة الثمن، لكنهم هذه الأيام بدَوْا مرتاحين جدا لفتوى الشيخ عبد الباري الذي أوجد استعمالات أخرى للمواد الفلاحية، وبذلك ستقل كميات هذه الخضر الموجهة نحو أوربا وسيرتفع ثمنها، وسيجد الإسبان متسعا لخضرهم في الأسواق الأوربية.
قبل ذلك، انتحرت أمينة الفيلالي في العرائش، وتساءلت صحف الغرب: هل من الممكن أن يكون هناك قانون في العالم يسمح بتزويج المغتصبة لمغتصبها؟ ورغم كل ما يلف تلك القضية من غموض، فإن الخبر صار متعة في الصفحات الأولى لأشهر الصحف العالمية.
وقبل أيام، لم يفهم أحد شيئا حين ذهب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى الجزائر لحضور جنازة الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة، ثم انسحب من الجنازة بسبب حضور ممثل عن البوليساريو، مع أن أغبى سياسي في المغرب كان يتوقع أن تكون البوليساريو حاضرة في الجنازة. والغريب، فعلا، هو أن مسؤولين مغاربة يجلسون مع أعضاء البوليساريو ويصافحونهم في مفاوضات «مانهاست»، لكنهم ينسحبون من جنازة بسبب حضورهم.
ويبدو أنه لا يمر أسبوع دون أن يكون المغرب على موعد مع سيرك خاص؛ فقبل أيام، ارتمت زوجة سفير الولايات المتحدة الأمريكية على خدي بنكيران لكي تطبع عليهما قبلة، أو ما شابه ذلك، وتلك المرأة بلغت من العمر عتيّا ورُفع عنها القلم، لكن رغم ذلك تحولت القبلة إلى قضية، وتصاعد الجدل وكأن بنكيران ضُبط متلبسا في أحضان جينفير لوبيز.
وعلى ذكر القبلات، كان بنكيران قبل أشهر على موعد مع حكايات قبلات مختلفة، عندما ارتمى على وجه رئيس الحكومة الإسباني الجديد، ماريانو راخوي، لكي يطبع عليهما قبلة، لكن راخوي تمنـّع وكأنه قيس يتدلل على ليلاه. لكن المثير في قضية راخوي هو أنه قبل سنتين، خرجت مظاهرة في الدار البيضاء، قيل إن عدد المشاركين فيها ثلاثة ملايين شخص، والهدف منها هو التنديد بماريانو راخوي وحزبه الشعبي. لكن في النهاية صار راخوي حبيبنا، ونتطلع إلى تقبيله فلا نجد إلى ذلك سبيلا.
الأحزاب المغربية تساهم بقوة في جعل هذه البلاد مضحكة؛ فقبل ما يسمى «الربيع العربي»، كان حزب الأصالة والمعاصرة يستعد لكي يعتلي سدة الحكم، وكان حليفه الكبير، صلاح الدين مزوار، يختار ربطات العنق التي سيرتديها خلال حفل تنصيبه زعميا جديدا، وفي النهاية اندحر «البام» إلى الصفوف المتأخرة، وصعد حزب العدالة والتنمية الذي كان على وشك الحلّ قبل سنوات.
حزب الاتحاد الاشتراكي بدوره يساهم في إبداع الصور الكاريكاتورية في هذه البلاد غريبة الأطوار؛ فعندما كان هذا الحزب يترأس الحكومة، صارت قضية المناضل الراحل، المهدي بن بركة، في طي النسيان، وكان زعماء هذا الحزب يتجنبون ذكره كما يتجنبون ذكر الطاعون، وتعرض القاضي الفرنسي راماييل، الذي كان يحقق في القضية، لمعاملة مهينة من طرف قياديين في هذا الحزب نفسه. لكن الآن، بعد عودة الاتحاد الاشتراكي إلى ما يسمى المعارضة، صار يرفع صوته بقوة لإعادة فتح موضوع الراحل بن بركة، هذا الرجل الذي لا يستحق كل هذه الإهانة.
abdu_12
اولا السلام على الكل وخاصة استاذنا المتألق دوما بواضيعه الحساسة والقيمة التي تثير الاشمزاز في قلوب الناس مما يقع للمغرب من مضايقات سواء من جيرارنا العرب او جارنا الاسباني حتى خرج الينا صحفي لانعرف عنه اي صلة ويساوم ويبيع ويقترح على الحكومة المغربية بيع مليلية والله حتى اصبح البلد ليس له قيمة ولا شان بل وكانه ليس له رجاله ولا حكومته تدافع ولا الناطق الرسمي باسم الحكومة يعني بلد مضحك كثيرا وكثيرا جدا حتى هؤلاء لا يعيرون اي اهتمام للبلد وما يتعرض له حتى اصبح لقمة سائغة والكل يطلق لسانه عليه بدون حرج حدث ولا حرج حتى اصبح لسانهم طويل جدا يقولون فيه ما شاء...وخرج علينا شوبير ويتهم بناتنا واخواتنا بالدعارة والفساد ونسي بلده انه غارق في الدعارة والفساد... ويطلع علينا صحفي آخر ويقول ان المغاربة شلونا على راسهم ...ماذا وقع للمغرب حتى اصبح العوبة في يد هؤلاء العرب لاشغل لهم ولا مشغلة سوى المغرب والشعب المغربي ياله من بلد غابت عنه الروح الوطنية والغيرة الوطنية لقد ذهب كل شيء لم يعد لنا اي اعتبار ولا اي قيمة بل اصبحنا مشوهين لاقيمة لنا بين الدول لان الكل يضرب بنا المثل والقول والقيل حتى اصبحنا مثل اقوال وحكم يضرب بنا المثل في كل شيء ...والله عندما ارى هؤلاء اشمئز كثيرا واقول هل هذا البلد لايوجد لديه رجال يدافعون عنه لو كان المغاربة تفوهوا بكلمة واحدة تجاه مصر او الجزائر لقامت الدنيا ولم تقعد لكن لم يعد الحياء والروح الوطنية الكاملة موجودة بل فقدنا الثقة في النفس واصبحنا عالة على انفسنا بدون ان نحرك ساكنا وكانهم اخرسونا بأفواههم حتى صرنا صم بكم عمي فهم لا يعقلون ........لا حول ولا قوة الا بالله
عادل
حفظك الله يا عبد الله الدامون وحفظ الله \"اخبارنا\" لانها هى الوحيدة التى تنشر مقالاتك الرائعة فى موقعها ولقد اكتشفناك وعرفناك من خلالها, دمت ودامت ملاحظاتك الدقيقة وعمق احساسك وتعبيرك الادبى المتالق. انا اشهد لك انك لا تنطق الا حقا وكل من قال قولا عكس دلك فهو آثم لانه يشهد زورا. فرحمة الله على الصادقين ولعنة الله عن الكادبين. حقيقة يا أخى انك ودجدت النعت الدى ينطبق على هده البلد, سياسييها, احزابها, فقهائها وحتى بعض المعلقين على هده السياسات والاحزاب والفقهاء البلاد المضحكة. فى غياب المنطق والعقل لا يبقى الا التهريج.