مخاصمني..

مخاصمني..

نجاة حمص

 

قمة الإحراج أن تجلس الفتاة منا وسط جمع من النساء المتزوجات,الإحراج ليس في كون الجالسة عازبة وسط المرتبطات,وإنما في نوعية المشاكل التي تطرح,والحلول التي تعطى,والطامة الكبرى أن يكون لك كلام في الموضوع,ويتوجب عليك الصمت وألا اتهمت بأنك خبرة و"متعودة"..

 

والذي قد يهددني بسكتة دماغية,ان تشتكي الواحدة من هجر زوجها لها ولفرااش الزوجية,ثم تنهمر النصائح الخنفشارية,فهذه تنصحها بالصبر لأنها على الأقل وجدت رجل يوفر لها الأكل والشرب,وتلك تذكرها بالدعاء لزوجها بالهداية ,وأنا في داخلي العن شيطاني الأنثوي الذي يرغب في الإدلاء بدلوه..

 

لعبت بأظافري,عبثت بخصلات شعري,غيرت جلستي غير ما مرة,وفي النهاية قررت التدخل وأنا أرى تعابير وجهها التي تدل على عدم الاقتناع بما أعطي من مسكنات..

 

في ديننا المرأة التي لا تستجيب لزوجها إذا طلب منها لعب "الاحيه",تلعنها ملائكة السماء حتى تصبح,لكن ماذا عن المرأة التي بدورها تريد اللعب وشريكها "معفر" عليها,وربما حمل بطانيته وغادر غرفة العمليات,هذا إذا لم يكن ابن شحيبر ويطردها خارجا مستفردا بالسرير لوحده..

 

المرأة ليست كالرجل الذي يطلب ما يريد بصريح العبارة وبلا مواربة ,فهي ترى طلبها لزوجها انتقاص من كرامتها,وقد طمئنت صاحبتنا إلى أنها لن تفرط فيها,الأمر وما فيه : شوية "تقصدير" و إخراج الرجلين قليلا من "الشواري"..

 

أول ما أبديت رأيي,فتحت بعض الأعين على مصراعيها ذهولا,قهقهات من هنا وهناك ,أما صاحبتنا فبعد تفكير عميق,هزت كتفيها "اللي ليها ليها""..

 

ما إن دخل بعلها للبيت حتى أحس أن هناك شيء غير اعتيادي,لم تجري حرمه المصون لاستقباله وحمل محفظته وهي تتكلم بلا فواصل أو نقط ,لم تسأله عن أحوال عمله ولا اهتمت بمساعدته على قلع الجاكيت وخلع الحذاء,لم تقف على رأسه وهو يغير ملابسه وتحكي له تلك الأحاديث المملة عن أهلها وجاراتها وصديقاتها,وتضحك تلك الضحكات المنفعلة وبلا معنى,وحينما بحث عنها كانت مستلقية على الكنبة تشاهد التلفاز,كأنها أخرى,بيجامة أنيقة و ضيقة, نص كم والى نصف الساق,شعر منسدل على الظهر,وخصلة نافرة سقطت على عينيها,إزاحتها بروية وهي تلتفت إليه متسائلة,وأول ما وقفت جحظت عيناه..

 

ابتسمت في ثقة,وهي تجلب الأطباق لطاولة الأكل,متجاهلة نظراته,وكلما انحنت لوضع طبق,استغرقت بعض الثواني لتتأكد من مفعول ما ظهر مع الانحناء,بحثت عن شيء وهمي تحت الكنبة المقابلة له,وما إن قامت واستدارت إليه حتى رأته غارقا في عرقه "يبرد" ما يجول بداخله في طرف خبز من اللي أمامه..

 

بعد العشاء,حملت إحدى الروايات,وجلست قرب النافذة تحاول التركيز في القراءة,في البداية وجدت صعوبة كبيرة لكن بعد فترة تمكنت من التعود,خاصة وقد لاحظت اهتمامه,وكل يوم هدية,مرة عطر ومرة لبس ومرة حلي,بل حتى أعمال البيت كفاها إياها,مؤكدا عليها أن كل ما يريده منها هو الاهتمام بنفسها لا أكثر..

 

كانت تبتسم كلما التقيتها,وغمزتني قائلة " قال صبر ودعاء..والله ما يصلح إلا كيد النساء"..

عدد التعليقات (1 تعليق)

1

عبود

شيطانك الانثوي انسة نجية مرعب لكنه مثير مميز صحيت ان كيدهن عظيم

2016/12/15 - 09:18
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة