رب وامعتصماه انطلقت ..لكنها لم تلامس نخوة المعتصم

رب وامعتصماه انطلقت ..لكنها لم تلامس نخوة المعتصم

الطيب مؤنس

 

مع تزايد الهجمة البربرية التي تشتها قوات المجرم بشار الاسد بغطاء جوي روسي ومساندة مليشيات حزب الله وإيران على حلب الشرقية ما زالت نداءات الاستغاثة وطلب العون تتواصل من داخل أحياء هذه المدينة المحاصرة ,ولعل أبلغ وأشد نداء هو ذاك الذي وجهته فتاة حلبية حرة من خلال رسالة قوية ومعبرة اشعلت بها مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الاخيرين رسالة تخاطب الضمائر الحية للتحرك والنجدة وتقيم الحجة على من على من يدعون أنهم يحملون هموم الامة .

 

تقول الرسالة "إلى شيوخ الامة إلى شرعيي الفصائل إلى كل من ادعى يوما أنه يحمل هموم الامة العقائدية

 

أنا إحدى فتيات حلب التي سيتم اغتصابها بعد لحظات فلم يعد هناك سلاح ورجال تحول بيننا وبين وحوش ما يسمى الجيش الوطني

 

لا أريد منكم أي شيء ..حتى الدعاء لا أريده فما زلت قادرة على الكلام وأظن أن دعاءي سيكون أصدق مما ستقولون كل ما أريده منكم ألا تأخدوا مكان الله وتفتوا في مصيري بعد موتي .أنا سأنتحر ولا أكثرت إن قلتم أني في النار

 

سأنتحر … لأنني لم أصمد كل تلك السنوات في بيت أبي الذي مات و في قلبه حرقة على من ترك .

 

سأنتحر ليس لشيء بل كي لا يتلذذ بجسدي بضعة عناصر .

 

كانوا و منذ أيام يخافون نطق اسم حلب ….

 

سأنتحر لأن في حلب قامت القيامة و لا أعتقد ان هناك جحيم أقسى من هذا …

 

سأنتحر … و كلي علم أنكم ستتوحدون على فتوى دخولي النار .. الشيء الوحيد الذي سيوحدكم هو انتحار فتاة .

 

ليست بأمك و لا بأختك و لا بزوجتك .. فتاة لا تهمك …

 

سأختم قولي بأن فتواكم لدي أصبحت كهذه الحياة لا قيمة لها على الإطلاق فأحفظوها لأنفسكم و لأهليكم ….

 

سأنتحر …

 

و عندما تقرأون هذا اعلموا أنني مت طاهرة رغماً عن الجميع….

 

نداءات شيوخ واستغاثات سبايا ونساء وصرخات أطفال تتعالى وتنطق من مدينة الشهباء عساها أن تجد من تلامس شغاف أسماعهم لكن يبدوا ألا حياة لمن ينادى .

 

مشاهد وصور مرعبة لدمار شامل عم كل الانحاء والارجاء جثت وأشلاء منتشرة وإعدامات ميدانية بدم بارد ستبقى شاهدة على موت الضمير الانساني ووصمة خزي وعار على من يدعون زيفا الانتصار لحقوق الانسان .

 

أين العزة والنخوة العربية ؟وأين النصرة الواجبة ؟ فأمام هذا الخذلان المبين والصمت المريب الرهيب لا نملك إلا نردد مع الشاعر وهو يستحضر و يستدعي عزة وإباء الملك العباسي المعتصم بالله عندما جهز جيشا جبارا لنصرة فتاة مسلمة أهينت كرامتها فاستنجدته بصرختها الشهيرة وامعتصماه :

 

رب وامعتصماه انطلقت.......ملء أفواه الصبايا اليتم

 

لامست أسماعهم لكنها ........لم تلامس نخوة المعتصم

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات