قوله تعالى الطيبون للطيبات
عمر دغوغي
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "الطيبون للطيبات" وفي هذه الآية وقع كثير من الاختلاف فقد بدأ الناس يقولون بأنها مقتصرة فقط على حالة معينة من المجتمع، وأحياناً الله يبتلي كل من الزوج أو الزوج بآخر ليس جيداً، والطرف الآخر الذي قال بأنها عامة جداً، فكل شخص أخذ من ما توافق طبعه، وجنسه، وتصرفاته، وفي هذا كان من الواجب أن يقف الإنسان أمام يالآية كثيراً، ويتأمل كيف أن الآية بنيت من البداية كالتالي: "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق من سورة النور، فنلاحظ أن الآية بدأت بالتصنيف بطريقة جميلة جداً حيث أخذت كريم"بالتصنيف بتفصيل عالي الدقة، فالله يقول بأن الخبيثة لا تكون في الزواج، واستمرار الحياة، إلا للخبيث والخبيث من الرجال لا يكون إلا للخبيثة من النساء، وعلى الجانب الآخر الطيبة من لطيب من الرجال، والطيب من الرجال للطيبات من النساء، فهذا أمرٌ حاسم، لا يجوز النساء لفيه التغيير أو التبديل، فهنا التفصيل واضح أشد الوضوح.
ولم تترك الآية أي فجوة للتأمل أو التأويل، فلقد بنيت الآية على التفصيل الدقيق لكل عنصر ،بنوع رابطة واحد لواحد، وهي ما تسمى في علم من عناصر العلاقة، وربطته بالعنصر الآخر اللغة الرابطة الأحادية، التي لا يجوز توجيه رابطة في العلاقات داخلها؛ لأنها لا يمكن أن تحتمل هذا أبداً، وأفكار الناس الخاصة بأن الرجل يكون طيباً متواضعاً، ويبلى بواحدة خبيثة تجتمع مع الخبيث وهذا لا يكون أبداً، غير أنه يجب قليلة الحياء والدين، فأقول كيف للطيبة أنعلينا نحن البشر أن لا نحكم من الأشكال فقد يكون من ظنناه طيباً خبيثاً، أو من ظنناها خبيثة طيبة كذلك، فالمسألة ليست برأينا وما يقوله الناس، والمسألة ليست من علاقة، ولا مشكلة لعلاقات، بل هي مسألة مختصة بالإثنين، الذين الطرف الخارجي أمثالنا، الذي يشاهد ايتشاركان جميع الأسرار، فالأمر متشابه لدى الطرفين، لذلك يقال لك بأن الزوجة، هي أكثر الناس قدرة على فهم زوجها، وأفكاره ؛ ليس بسبب أنها قريبة منه ، بل لأنها تصدر من نفس أفكارها تصدر من الطيبة والرحمة، وإن المصدر الذي يصدر منه، فإن كان زوجها طيباً كانت كان خبيثا صدر فكرها من الخبث والمكر، ولذلك نرى كثيراً من الأبناء العاقين، والذي تبرر لهم أمهاتهم أنهم عقوها، بسبب من تزوجوا، وفعليا تنسى الأم أنه تزوجها من نفس مصدره، صدر من نفس المصدر، حتى من أبرع ما فإن اتهمتها بالخبث، فإنها لا تعلم ابنها جيداً؛ لأنه يحكى المفسرون في هذا أن الرجل إن كان طيباً، والمرأة كذلك وغير في قلبه مع الزمن، فإنه يحدث الانفصال بين الطرفين في لحظة من اللحظات، ولا يمكن لهما الاستمرار أبدا ؛ لأنهم ة، فالرجل الطيب لا يحتمل اختلفوا في الرابط الأساسي، الذي يقوم عليه المودة والرحمالخبيثة، والطيبة لا تحتمل الخبيث، والخبيثة لا تحتمل الطيب وتعتبره ضعيفا، والخبيث لا .يحتمل الطيبة ويعتبرها ضعيفة أيضاً على نفس المنوال