انشروا الحب ليعم السلام

أمال السقاط

 

كلمة ثقيلة في الميزان ,خفيفة على اللسان,عظيمة في الوجدان,سر الحكمة والبيان,والرحمة والتالف والعرفان ,والتعايش والتاخي بين بني الانسان.,اساس الخصب والنماء والتشييد والعمران,ومعيار تحرر النفوس والشعوب والاوطان من كل  تلك القيود البائتة ,او العقد المقيتة الخبيثة ,المجثتة لكل ضعف  او ياس او خذلان,او نقص اوعقد او بؤس اهوان.            هناك من قال عنها  هي نار بل بركان .,في حين راها اخر قبس من نور بل هي الخير كله والبرهان.

 كلمة من حرفين اثنين يحتويان على معان رقراقة,ومشاعر دفاقة يستعذب ذكرها اللسان,وتستريح عند سماعها الاذان , تشتاق اليها القلوب في كل لحظة وان , لتعيش من السعادة ازهى الالوان ,ومن الطمانينة والسكينة  ارقى اتزان.                                                                                           حرفان يؤسسان من القيم انقاها ومن المبادئ ابقاها,ومن المعاني والاخلاق ارقاها,ليحول الانسان الى مسالك  ما كان  ليسلكها لولاها ,وميول ما كان يميل  اليها دونها.,وكان هذه الثانية بوح اخر دون الحرفين او اللسان ,وشاهد امان على تعاقد والتزام وبرهان, وعلى عمق وثقل ما يحملان  من دلالة ورسوخ وتباث واتزان.,لاغنى لاي حرف منهما عن الاخر ,وكذلك الانسان,ليكونا فيكونا اجمل كلمة من كلمات  المعجم العربي.,انها كلمة الحب,فهل لها من حضور ناضج واع  ومسؤول في المجتمع العربي ,دون زيف او تحايل او تحريف او زعم او بطلان؟فهل نحن فعلا نعرف معناها ومغزاها ككلمة,كدلالة,كمحتوى ,كمعنى ,كغاية,كوجود.,ام انها مجرد كلمة او مصطلح كباقي المصطلحات المفبركة الاخرى  التي سرعان ما تنسف من قدسية وجلال كينونتها,وجمال معناها,وعظيم وظائفها,ونبل غايتها السامية ,البانية الغالية,بمجرد رغبة مهوسة  لخدمة مصالح فانية ,مجردة من  روح الانسانية ,للاسف الشديد,.لاسيما وان الكل يصبو وينشد الحب ,والكل يتغنى وينشد عن الحب,بل ان الكل يرغب ان يحب وان يكون محبوبا,الكل يسعى جاهدا مجتهدا الى الحب الى الحياة ,الى الوجود.,لكن اسمحوا لي مرة اخرى بالسؤال,هل نحن نعرف فعلا معنى الحب؟واصوله  ومعاييره  وحدوده؟هل تعلمنا منذ البداية كيف نحب؟نحب ذواتنا دون عقد او غرور او نرجيسية متطرفة؟ ان نحب بادراك وتدبر ومسؤولية  هنا وهنالك خالقنا ؟نحب ديننا ,نحب اسرنا ,نحب مجتمعاتنا في توادد وتسامح  ولطف ؟هل تعلمنا ان نحب  بالقلب واللب والفعل والاخلاص اوطاننا., ونحن نرى ما نرى -والقلب يعتصر دما وحرقة على ما اصابها من تيه وضياع  وحروب وفقر ومرض وتخلف وخوف؟ 

هل نحن واعون وقادرون على الحب بكل  نضج وادراك ومسؤولية ورقي ,حب الحياة بكل الوانها واختلافاتها,بكل تموجاتها وتياراتها ,بكل ابعادها ,بكل عواصفها ,بكل فصولها ؟؟         ثم هل هيئنا منذ الصغر على حب الاخر رغم الاختلاف وعلى ان نجعل من هذا الاخير  ائتلاف, وبانه غنى وثراء وتكامل واعتراف, واحترام وتوادد ثم تواصل واغتراف؟؟؟            هل تعلمنا بالفعل والممارسة والتحقيق والتطبيق ان الحب ليس مجرد كلمة ,او نظرية  دون معان سامية ووقيم بانية  بان الحب هو الاس والعماد والاساس لبناء الفرد والجماعة,والحصن الحصين  الحامي المجتمعات من اي تلف اوتخلف او ضعف اوخسف,ولجلال وجمال ورقي  ونبل الانسانية وسلامة توازنها من اي انحراف او انحلال,اوتجريف او تخريف او بدع  او اغتصاب اونسف؟؟؟  

لهذا وغيره لا يجب ونحن نتحدث عن الحب   , ان يختزل هذا المفهوم في علاقة  بين رجل وامراة ,بل ان الحب  ارقى من ذلك  بكثير, بحيث ان حية الانسان لا تستقيم ولا يكون لها معنى بدون الحب,فبالحب خلق الله تعالى الخلق,وبالحب امرهم سبحانهبعبادته, وبالحب سيكافئ المولى تبارك وتعالى عباده المخلصين الصالحين.,ولكي نصل الى مرتبة الحب,الحب المتكامل يجب اولاان نصل الى التسامح المتكامل ومنه الى الحب والذي سيقودنا الى مرحلة العطاء بسخاء,لانك لن تستطيع ان تعطي بدون الحب ,ولن تستطيع  ان تحب دون التسامح.,لان التسامح والحب والعطاء امور مرتبطة بعضها  ببعض فلا تستطيع ان تصل اى واحدة  دون الاخرين,فعندما تصل الى هذه المرحلة سوف تصل الى الراحة النفسية , وسوف تعلم ان امر الله كله خير وسلام.

 فانشروا وانثرا وازرعوا الحب  لتحصدوا الامن والطمانينة والسلام.


قراءة التعليقات (21)
المقالات الأكثر مشاهدة