نرفض التكفير الداعشي و ندعو للحوار البناء و التمدن الاخلاقي
احمد الخالدي
لو تأملت الامم بجميع مذاهبها قليلاً و أطالت النظر في احوال عصر الصحابة الاجلاء ( رضي الله عنهم ) فكيف كانت تلك المرحلة المهمة في بدايات انتشار ديننا الحنيف و التي شكلت انعطافة كبيرة فيما بعد ، فهل كانت مشحونة بالطائفية المذهبية أم انها كانت تملئها المحبة و التسامح و العيش بسلام في رحاب الرحمة الالهية التي توحدت تحت رايتها كل التوجهات و الاراء رغم اختلافها الذي ذاب في كيان قيم و مبادئ الاسلام السمحاء ، فمع التباين في وجهات النظر إلا أنه لم يك مدعاةً لسفك الدماء و استباحة الحرمات و اهانة المقدسات بذرائع واهية و حجج عقيمة لا تمت للواقع بأي صلة وكما ينتهجه تنظيم داعش اليوم بحق الشعوب الاسلامية بمختلف طوائفهم الدينية و بدعوى أنهم مخالفين لمعتقده و مبناه الذي يقوم على التجسيم و التشبيه لله تعالى مستغلاً حالة الفوضى و الانقسامات التي تعيشها المجتمعات الاسلامية وبذلك فقد سنحت له الفرصة في اختراق صفوف المسلمين و نشر بدعه و افكاره الضالة و تعاليمه المنحرفة وهذا مما يؤسف له فيا ترى متى تستيقظ الامم من سباتها وتؤسس للحوار البناء الاخلاقي الاسلامي بين ابناءها حتى تتمكن من مواجهة الفكر التكفيري الداعشي التيمي بالفكر الاسلامي المتحضر و المتجدد على طول مراحل التأريخ الانساني ولهذا نقول و ندعو كل اخوتنا و اهلنا في كافة المذاهب الاسلامية إلى التعقل و العقلانية في الحوار و و الخروج من حالة الانزواء و التقوقع الذي يضر و لا ينفع وتلك دعوة وجهها المرجع الصرخي الحسني إلى جميع ابناء الطوائف الاسلامية داعياً إياهم إلى نبذ الطائفية المذهبية و الانخراط في سلك الحوار الهادف و انتهاج اساليب التمدن الاخلاقي الاسلامي بغية تشخيص الدعوات الشاذة التي تريد دب الفرقة و البغضاء بين ابناء الدين الواحد جاءت تلك الدعوة للمرجع الصرخي خلال محاضرته (16) من بحثه الموسوم ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) بتاريخ 10/2/2017 حيث قال الصرخي : (( نحن نقول يوجد اختلاف لكن المهم كان موجود التعايش السلمي بين الصحابة هذا يكفي، أنت لا تنتظر مني أن انتقل وأترك مذهبي وأنا أيضًا لا انتظر منك أن تترك مذهبك، طبعًا أنا اعتقد بالحقّ واتمنى أن يصيب هذا الحقّ وأن يدخل هذا الحقّ في قلوب الجميع وأنت بالمقابل أيضًا تعتقد بهذا، بما عندك من دليل فأنا أتمنى أن يدخل الناس وكلّ الناس في مذهبي لأنني اعتقد به أنّه حقّ وأنت أيضًا تتمنى هذا فليس فيها مشكلة، لك الأجر في التمني وأنا لي الأجر أيضًا في هذا، فلا تنتظر مني أن أترك مذهبي وأتي إلى مذهبك وأدخل فيه، وتتعامل وتؤسس وتقف المواقف على هذا الأساس فلا يصح هذا
نحن الآن نحتاج إلى الحوار، نحتاج إلى التمدن الأخلاقي الإسلامي، الحوار الإسلامي، المجادلة بالحسنى ))
فعلى مدار أكثر من الف سنة و الامة لا زالت بأمس الحاجة إلى الحوار الهادف الذي يُعيد الامور إلى نصابها ؟ لا ندري متى تخرج من سباتها فتعيد كرامتها التي سلبت و حقوقها التي انتهكت على يد دواعش التكفير الفكري و الدكتاتورية الفكرية ؟ .