البؤس في زمن بنكيران

البؤس في زمن بنكيران

محمد الهجري

 

لقد عرف المغرب في زمن بنكيران قفزة مهمة على جميع الأصعدة السياسية منها و الاقتصادية و في مجالات الصحة و التعليم ... إلخ، لكنها للأسف قفزة نحو الخلف ، و سيقف التاريخ مطولا عند هذه الفترة ليسجلها بمداد الذل و العار، فلا المريض أصبح يلج المستشفيات بسهولة أكبر دون الحديث عن جودتها و لا "الراميد" يغنيه عند الحاجة إليه، و لا الموظف خفت أعباءه و انجلت غيوم القروض من حوله، ولا الشباب وجد فرص الشغل الموعودة التي يتكفل له العيش الكريم و ترحمه من نظرة الحزن في عيون والديه ، و هنا أقف عند هذه الشريحة الأخيرة التي أنتمي إليها لأتساءل : ماذا قدم بنكيران و حكومته لمعشر الشباب ؟ و أين هي هذه الفئة من المجتمع من مخططاته؟ و هل يعتبر بنكيران و حكومته الموقرة هذه الشريحة العمرية كما الدول المتقدمة رأسمالا بشريا به تكون التنمية و بدونه لا مستقبل للوطن؟

 

لكي لا أكون مجحفا في حق الرجل فهو يهتم بنا أيما اهتمام و إنجازاته للشباب كثيرة و هامة، فرغم حربه الضروس على التماسيح و العفاريت التي تأسر مخيلته إلا أنه لم يبخل علينا جزاه الله عنا خيرا، و من ضمن ما فعله لمعشر الشباب أن التعليم في زمانه يسير بخطى ثابتة نحو الخوصصة الإجمالية و سيصبح من أركان حياة الترف لدى المغاربة فقط لمن استطاع إليه سبيلا، و المدارس أصبحت تستقبل في بعض مناطق البلاد ما يناهز60 تلميذا في القسم الواحد و تعاني خصاصا مهولا في الأساتذة، و غياب شبه تام لمؤسسات تعليمية جديدة، و في زمانه المعظم زادت نسبة الهدر المدرسي حيث أشارت إحصائيات ل " الاتحاد الوطني و الدولي لمحاربة الهدر المدرسي" إلى أن حوالي400 ألف طفل يتركون مقاعد الدراسة سنويا، و لازال المغرب و لله الحمد يتسلق مؤشرات جودة التعليم نحو الأسفل في المرتبة 101 تسبقنا كولومبيا و لكننا نتقدم على بوتسوانا بفضل السيد رئيس الحكومة فله منا كل الشكر، و على مستوى التوظيف يسجل السيد بنكيران أن حكومته ابتكرت أسلوبا جديدا يسمى " تكوين بدون توظيف، و توظيف بالعقدة و بدون تكوين " ليتلاعب بهذه الخطة بأرقام البطالة بالمغرب التي تبقى رغم ذلك محبطة لذى الشباب، خاصة حاملي الشهادات منهم الذين يشكلون غالبية العاطلين، و يبقى السيد بنكيران المبشر بالقحط و السنوات العجاف، يطل علينا لينذرنا بربط الحزام الذي انقضت عرواته و ثقبنا أخريات، هو و وزراء حكومته السمان الغلاظ الذين لو تنازلوا بمعية أعضاء الغرفتين و باقي الموظفين السامين عن جزء من رواتبهم الجزافية و تعويضاتهم المبالغ فيها و الخيالية في ولاية حكومية واحدة، لربما بنيت المستشفيات و المدارس و وظف العاطلون...و....و لكن هيهات، أكيد هي أضغاث أحلام

عدد التعليقات (4 تعليق)

1

يوسف

التفكير البخيل

تحليل عميق ينزل بالفكر ٥٠ درجة تحت الصفر ، كأنه يرى الحقيقة بمنظار آللا حقيقة ، تحليل ثاقب ومثقوب ، ويرى كل شي بالمقلوب.

2017/02/25 - 01:54
2

عبدالله

كان يا ما كان

قبل بنكيران كان المغرب جميلا ومستشفياته تستقبل المغاربة بالمجان ودون طوابير وكان التعليم منقدما والدليل ان آباءنا وأجدادنا أميون وكان الناس يجدون الوظائف بسهولة ولم يكن فساد ولا رشوة ولا غلاء معيشة وكان الناس من فرط الحرية ينامون على الساعة الثامنة مساء وكان الشباب في بحبوحة وربما كنت تنعم بكل شيء فجا ءبنكيران فحرمك فله من الله ما يستحق فقد جاء بالجفاف والفيضانات حتى المنتخب الوطني حرمه من الوصول الى نهاية كأس افريقيا

2017/02/25 - 07:47
3

الفاتح العمراني

الحقيقة

مقال موضوعي ورائع وواقعي هذا الحلايقي كل ارقام ولايته الاولى تراجعات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وحتى على مستوى الادخار عند المغاربة سجل تراجعا مهولا.. لكن دائما ستجد المداويخ البواجدة عبدة شيخهم الفاشل ينتقدونك ﻻن سيدهم الحلايقي مقدس ولاينطق عن الهوى...فواصل كتاباتك وليذهب حزب تجار الدبن وأتباعه من المداويخ الى مزبلة التاريخ

2017/02/25 - 01:28
4

حكيمة

تبارك اللع عليك س محمد

2019/02/21 - 04:20
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات