إعادة بناء حزب التجمع الوطني للأحرار بين "نيّة أخنوش" و" حربائية رشيد الطالبي العالمي
سعد التجاني
لا أحد ينكر أن حزب التجمع الوطني للأحرار لعب أدوارا مهمة ف التاريخ السياسي للمغرب الحديث، رغم كل ما يقال عنه وينعت به من كونه حزبا إداريا يخدم في العمق الإدارة والدولة، لكن لنتفق على أن هذا القول الذي يطلقه الإعلاميون والرأي العام والمحللون السياسيون هو قول ساذج وتتجلى سذاجته في كونه ينسى أن جل الأحزاب في العالم وليس فقط في المغرب دائما يكون وراء تأسيسها رجال دولة أو مقربون منها أو فاعلون معروفون في الساحة بمواقفهم الوطنية أما الباقي فتفاصيل ، وبالتالي فالتجمع الوطني للأحرار كباقي الأحزاب له تاريخه الخاص لكن لا أحد يمكنه أن ينكر الدور الذي يلعبه هذا الحزب وطنيا وسياسيا في خدمة البلاد والمصالح العليا للوطن، لكن الكفاءات التي يتميز بها الحزب دائما ما تبقى مغمورة ومطمورة بسبب بعض الأشخاص الذين أرادوا تحويل مؤسسة حزبية عريقة كالتجمع الوطنية للأحرار إلى أخوية تشتغل بمنطق المافيا والضرب تحت الحزام، وفي هذا الإطار يمكن القول أنه أخيرا بعد تولي السيد عزيز أخنوش مسؤولية قيادة الحزب استبشر الجميع خيرا خاصة بعد تصريح السيد أخنوش برغبته في إعادة هيكلة الحزب وطنيا وتقوية أجهزته وتنظيماته الموازية التي تم إقبارها من طرف حراس المرحلة القديمة، لكن نية أخنوش والنية هنا دلالة على الرغبة التلقائية والعفوية لدى الرجل في العمل، اصطدمت بحربائية رشيد الطالبي العلمي الذي يشرف اليوم على الإعداد لمؤتمر وطني للحزب تنعقد عليه أمال وطموحات كل التجمعيين والتجمعيات ليكون محطة تاريخية حاسمة معبرة عن الإنتظارات الكبرى للمغرب ملكا وشعبا ومؤسسات، لكن إسناد هذه المهمة لرجل يعتبر من المنتمين لمرحلة ساهمت في تخريب وتدمير مؤسسات التجمع الوطني للأحرار وأنا شاهد عليها منذ التأسيس، جعل هذه المرحلة وهذه الإنتظارات التي يعقدها التجمعيون والتجمعيات وكل المغاربة على حزب عريق وقوي بأطره وكفاءاته كلها تضرب عرض الحائط، فالتجمعيون والتجمعيات والمغاربة لم ينسوا يوما ما قام به رشيد الطالبي العلمي في رغبته في تفويت الحزب ورهنه إلى أحزب أخرى، كما لم ينسوا المآمرات
التي انخرط فيها ضد قيادات حزبية ساهمت في بناء التجمع الوطني للأحرار، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فالرجل له سمعته على الصعيد الوطني وخاصة في منطقة الشمال فالجميع يعرف التفاصيل من سانية الرمل إلى كابونيغرو ، فإسناد رئاسة لجنة الإعداد للمؤتمر القادم للتجمع الوطني للاحرار لرشيد الطالبي العلمي وهو المؤتمر تنعقد عليه رهانات سياسية وتنظيمية مفصلية في تاريخ التجمع الوطني للاحرار كان مخيبا للآمال، فالمغرب الجديد الذي دشن أسسه جلالة الملك باستراتيجية جديدة غايتها تقوية الجبهة الداخلية للمغرب تنمويا وسياسيا والجبهة الخارجية بالعودة إلى عمقه الإفريقي تقتضي نخبا وفاعلين سياسيين لهم مبادئ صلبة لا تحركها المنافع ولا المصالح ولا المناصب، فالسيد رشيد الطالبي العلمي الذي تم الحجز على معمل سري له من طرف القابض الجماعي بمدينة تطوان، رفقة خلية التتبع بالمجلس البلدي، وقد نشر الخبر حينها في جريدة المساء ولم يتقدم السيد رشيد الطالبي العلمي بأي توضيح للرأي العام في الأمر حول معمله Nciur، الذي يقوم بصناعة الجلد، خارج القانون، ولم يصرح صاحبه بمستخدميه الذين يبلغ عددهم حوالي 100 عامل، كما لم يؤد ولو درهما واحدا إلى خزينة الدولة منذ انطلاق أنشطة المعمل سنة 1992، وهو ما ضيع عليها مبلغا ماليا قدرته مصالح الخزينة العامة بمليار سنتيم. فشخص يترأس اللجنة التنظيمية التي تعد لمؤتمر خاص بحزب عريق لم يؤدي ضرائبه للدولة وغش الدولة لايمكن الرهان عليه في مرحلة مفصلية تنعقد عليها آمال التجمعيات والتجمعيين الحقيقيين الذي غايتهم خدمة الحزب وخدمة البلاد والمغاربة، ومن المعروف لدى ساكنة تطوان تواطؤ الطالبي العلمي مع لوبيات العقار والتدخل المباشر لهم في تسهيل عملياتهم، كما من المعروف لدى ساكنة تطوان المقصيين وليس المستفيدين عدم وفاء الطالبي العلمي بكل وعوده الإنتخابية فهو بمجرد ما يحصل على مقعده يذهب في إجازات بعيدة عنهم يخدم بها مصالحه إلى الإنتخابات التي تليها وهو ما تجسد في معاقبة الساكنة له حينما لم تصوت فئة كبيرة له في المدينة وهو ما جعل مكانة الحزب تتراجع، سيقول قائل أن الحزب حاضر في المدينة، لكن السؤال السياسي المطروح حاضر وسط من؟ وبين من؟ إن كانت الغاية هي المواطنين فالحزب لم يعد حاضرا بينهم، وإن كانت الغاية هي الأعيان فهؤلاء لايتهمهم غير مصالحهم ومنافعهم.
ونحن على باب تشيل الحكومة يتم تداول لائحة مسربة بكونها لائحة الوزراء الذين سيتم استوزارهم في الحكومة المقبلة، ومن بين الأسماء اسم السيد رشيد الطالبي العلمي الذي أسندت له حسب الصحافة وحسب اللائحة المسربة وزارة وزير الهجرة ومغاربة العالم، بالله عليكم أيها التجمعيون والتجمعيات ألم يعد هناك على مستوى هرم الدولة عاقل يستطيع أن يستوزر سوى السيد الطالبي العلمي، فالمغاربة اليوم يتابعون عن كثب، ومن المفترض في إي تنظيم حزبي ديمقراطي وطني قوي نريد بنائه أن يكون في مقدمته المشهود لهم بالكفاءة والأخلاق والمبدأية والوفاء للحزب وللوطن وليس للمصالح والمنافع؟.