حول مناظرة وفاء سلطان ومحمد الفزازي (ح 2)
محمد ناجي
الحلقة الثانية : وأعرض عن الجاهلين
ذكرت في الحلقة السابقة أن من جملة ما نقلته هذه المناظرة للجمهور شيئا من أخلاق المتناظرين، واقتصرتُ فيها على تبيان طريقة مخاطبة الدكتورة للشيخ الفزازي بسماحة الشيخ، وحضرة الشيخ وما إلى ذلك، في الوقت الذي لم يكن الشيخ يخاطبها إلا بالجاهلة والملحدة والمجنونة ، مما يمكن أن نعتبره نوعا من اعتماد الشيخ على أسلوب وضيع وصيغ محرمة أدبيا وأخلاقيا في التحاور الذي ينبغي ألا نَـسقط به إلى مستوى متدن من البذاءة والإسفاف الذي لا يفيد الناس في شيء .
اما اليوم فإنني أود أن أبين أن الشيخ لم يكن في هذه المناظرة منسجما مع ذاته ، ولا كان منضبطا مع نفسه، متحكما في أعصابه، ولا كان متوافقا حتى مع ثقافته الإسلامية التي أساء اختيار نصوصها المناسبة لما هو فيه ،
ذلك أن من مستحبات فن التناظر أن ينطلق النقاش بين المتناظرين بشكل ودي، وأن يُظهر كل منهما في بداية كلامه نوعا من الترحيب بزميله ، وبجمهور المتابعين، مع التعبير عن غايته "النبيلة" من تلك المناظرة ـ سواء صدقا أو تأدبا ـ، فيصرح بأنه لا يبادل خصمه عداء، وأنه لم يأت ليخوض معه حربا، أو ليجري مقابلة في الملاكمة، أو غير ذلك من العبارات التي من شأنها أن تمنح الجمهورَ انطباعا طيبا عن الشخصين المتناظرين . . ومعلوم أن الشيخ الفزازي قد مارس التناظر بقدر ما في لحيته من شعرة، فلا يمكن أن يخفى عليه هذا، أو يتغافل عنه في أحواله الطبيعية العادية؛ خاصة إذا لم يكن هو البادئ بالكلام، حيث تقتضي السماحة والخُلق القويم، أن نقابل خطاب البادئ بمثله، إن حسنا فحسنى، وإن غيره فمبثله، أو بالحسنى وهو الأكرم.
فإذا نحن عدنا إلى كيفية بدء الدكتورة وفاء سلطان لحديثها في هذه المناظرة، سنجدها تبدأ كلامها قائلة :
« أهلا بكم
أرحب بالسيد الشيخ محمد الفزازي، وبالإخوة المشاهدين.
أتمنى في البداية أن أشير إلى أن المناظرة مهما كانت طبيعتها ليست خلافا شخصيا بيني وبين الشيخ؛ بل صراع وجودي بين عقيدة ... وبين بديهيات الأخلاق والعلوم....»
فبماذا رد عليها الشيخ عندما أخذ الكلمة لأول مرة :
بعد البسملة والصلاة على رسول الله التي هي من الإكليشيهات الروتينية التي يرددها الشيوخ في بداية أي كلام لهم ، قال :
«أما بعد
الواقع أنني أجد نفسي أمام ركام من الهراء، ومن الترهات، ومن الكلام الفارغ الذي لا قيمة له ، ولولا، ويشهد الله عز وجل، لولا أنني متابع، لأنّ هناك الكثير من الذين يتابعوننا، لطبقت قول الله عز وجل : ((وأعرض عن الجاهلين)) . الحقيقة أن الدكتورة وفاء سلطان الأميرة، أميرة للجاهلية والجاهلات بامتياز» (الدقيقة : 11.35)
هكذا بدون رد لتحية الدكتورة، ولو من باب "حسن السلوك" ، أو رد التحية بمثلها كما يأمر بذلك الدين الإسلامي . وهذا يدل على أن الرجل كان قد فقد شيئا من تركيزه وتوازنه وقدرته على ضبط النفس بعد مداخلة الدكتورة وفاء سلطان، فلم يتمكن من الظهور بمظهر الرجل الشديد الصنديد، القادر على التصدي لأي نوع من الهجوم، بحنكة وصمود، بحيث يبدو وكأنه لم ينل منه شيئا .
فإذا أضفنا إلى تجاوزه عن رد التحية، تصريحَه برغبته في الانسحاب من المناظرة، فقد حُـقَّ لنا أن نحمل ذلك على أن الشيخ لم يعد يقوى على الصمود ولا حيلة له بالرد ؛ وأن قواه قد خارت حتى قبل أن يأخذ الكلمة لأول مرة؛ لأنه لم يسبق أن شاهدنا متناظرا يعلن عن رغبته في الانسحاب من المناظرة قبل أن يتبادل النقاش والجدال مع غريمه،، وإن كان الانسحاب أو الإعلان عنه مذموما سواء في وسط المناظرة أو آخرها، فما بالك بإظهار الرغبة فيه قبل الإدلاء بالحجة وبسط الدليل ..
لقد خلف الإعلان عن هذه الرغبة في الانسحاب من البداية، وتبريرها بآية تُـذَكّـرُنا لفظا ومعني بأبي جهل (ولقبه في الأصل أبوالحكم) ، ثم إتباع كل ذلك بسيل جارف من الشتائم
والتسفيه والسخرية قبل أن ينطق بأي كلمة علمية أو شرعية أو منطقية يرد بها على مناظِرته (بالكسر)، وقبل الأخذ في مناقشة أي فكرة مما طرحته ؛
كل هذا خلف انطباعا بان الشيخ قد ينتهي به الأمر إلى أن ينزع حذاءه ويضرب به الدكتورة وفاء ـ وما ذاك على الشيوخ بممتنع، ولا هو مستبعد في حقهم، فالحذاء آخر سلاح يلجأون إليه قبل الإعلان عن انكسارهم وتقهقرهم أمام حجج الخصم القاصمة ـ.
ولكن الله فعل خيرا أنهما لم يكونا على مائدة واحدة.
وأما تبرير الشيخ لرغبته في الانسحاب بالآية القرآنية : ((وأعرض عن الجاهلين)) ، فهو تبرير فاسد من عدة جوانب :
أولا : فمن حيث الآية في حد ذاتها ، فقد بترها الشيخ ، واقتصر فيها على ما نطلق عليه الوقوف عند ((ويل للمصلين )) ، لأن الآية تقول :
((خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))
فلماذا لم يعمل الشيخ بنص الآية كاملا، واقتصر على الإعراض وحده ليبرر به رغبته في الانسحاب من المواجهة ؟
يقول البغوي في شرح هذه الآية :
«وروي أنه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : ما هذا ؟
قال ـ جبريل ـ : لا أدري حتى أسأله ـ يعني حتى يسأل الله عنها ـ .
ثم رجع فقال : إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك».
فحتى لو افترضنا أن الدكتورة وفاء سلطان كانت قد آذته في مداخلتها الأولى، وظلمته بقولها كلاما غير الحق في نظره،، فأول ما يوجب الإسلام على سماحة الشيخ اتخاذه في مثل هذا الموقف، هو العفو والأمر بالعرف ـ بأي معنى كان مما فسره به المفسرون ـ، ثم يأتي الإعراض بعد ذلك .
لكن الشيخ الفزازي، الذي زلزلته ضرباتها، يظهر أنه لم يكن يجد في نفسه القدرة على المتابعة بتقديم العفو، والمجادلة بالمعروف وبالتي هي أحسن، فإذا لم يؤد ذلك إلى نتيجة محمودة؛ يمكن أن ينتقل بعده إلى الإعراض، ولو انه تصرف ليس بالسديد حتى بتعاليم الإسلام ـ كما سنرى بعد قليل ـ .
فما بالك إذا زاد طينته بِـلة، ونعت كل كلامها «بالهراء والترهات والكلام الفارغ» !
ثانيا : ما دامت تلك الآية هي أول ما بدأ به الشيخ كلامه، فمعنى ذلك أنه يعتبر مناظِرته جاهلة، وأنه لا يجد حرجا في وصمها بالجهل من أول وهلة .
فهل الدكتورة وفاء سلطان جاهلة بالفعل؟
ما هو معيارك يا سماحة الشيخ الذي تفرق به بين الجاهل والعارف، أو بين الجاهل وغير الجاهل عموما، حتى ننظر في صحة تقييمك وصواب حكمك؟
لقد عـرَّفته الدكتورة بنفسها ، والشيخ الفزازي كان يعرفها قبل أن يناظرها ـ كما سأوضح ذلك فيما بعد ـ فقالت له : «أنا زوجة وأم وعاملة وكاتبة وفيلسوفة وطبيبة» (1.32.30) ،، وما دامت عربية تمارس عملها في الطب النفسي بأمريكا ، فهي بالضرورة تتقن اللغة الأنجليزية؟
فإذا كان كل هذا في نظر الشيخ الفاضل لا يشفع لها ليخرجها من دائرة الجاهلين، حتى بعد أن عـرّفته بنفسها ، حيث لم يكف عن نعتها بالجاهلة؛ فهذا وربّي لمن سَـفَـه الرأي.
علم هذه المرأة بتخصصها ـ يا سيدي ـ ينتفع به الناس، لأن غايتها منه أن تساعد الناس على الشفاء والتعافي مما يشقي حياتهم ولا يتركهم يعيشون حياة سوية طبيعية، إما لمعاناتهم من اكتئاب، أو لشعور مفرط بالخوف، أو لمعاناة متكررة من الكوابيس، أو لعدم قدرتهم على التكيف في وسطهم ومجتمعهم ، أو حالة تـوَحّـد يعاني منها الطفل ، أو شك مقلق غير مبرر يساور الزوج أو الزوجة، أو معاناة من نسيان مفرط غير عادي، إلى غير ذلك من الحالات النفسية والأعراض المرضية السلوكية اللاشعورية التي يكاد لا يخلو منها إنسان.
غاية هذه السيدة من علمها أن تجعله في خدمة الإنسان ، مطلق الإنسان؛ لا تنظر إلى دينه أو عقيدته أو لونه أو جنسه وهو على سرير مصحتها ينتفع من علمها وخبرتها لتعيده إلى حياته العادية الطبيعية، ولتحوله إلى عنصر فعال ومفيد في مجتمعه، يأخذ ويعطي، ويستهلك وينتج، ويؤثر ويتأثر.. إلى إنسان سوي ينفعل بمحيطه ويتفاعل معه، مهيأ لينتج أو ينشئ ذرية صالحة قد تكون ممن ينتفع العالم كله بعلمهم أو اكتشافهم أو مهاراتهم.
ولذلك؛ فوالله لأن أكون جاهلا مثل الدكتورة وفاء سلطان، خير لي من أن أكون عالما مثل الشيخ الفزازي؛ الذي بافتراض انه غير متاجر بالدين؛ فكل غايته من علمه ـ كيفما صـرّفه ـ أن يُـدخله الجنة.
... ولا عذر للشيخ بأنه كان يقصد جهلها بقواعد اللغة، فهي ترفع المفعول، وتنصب المجرور، وتصحف في آي القرآن، لأن كونها ترفع بدل أن تنصب، وتصحف في بعض
الآيات، لا يجيز نعتها بالجهل. بل أقصى ما هنالك أن نقول لها : لقد أخطأت في قراءة هذه الآية أو تلك، ونصوب لها خطأها وأجرنا على الله.
أما إذا اعتبرنا أن كل من يخطئ في اللغة أو يصحف في استظهار آية من القرآن ، جاهلا؛؛ فسيكون علينا أن نطرد معظم الصحفيين العاملين في الإذاعة والتلفزة المغربية ، لأنهم جهلة باللغة وقواعدها بغاية الامتياز، ولأن منهم من يعجز عن قراءة آية في مصحف بين يديه، وقلما تجد ضمنهم من يفرق بين أحد عشر وإحدى عشر ،، أو من يقول: أحد المستشفيات ، بدل قوله: إحدى المستشفيات .
وما قولك يا سماحة الشيخ في أخطاء فظيعة ترد في نصوص أحكام قضائية بالعشرات في الحكم الواحد أحيانا، كقولهم : حضر المدعيين، وصرح الشاهدين، وتقدم دفاعهما من هيئة المحامون بمدينة كذا ... وحكمت المحكمة بثلاثة سنوات على فلان .. ناهيك عن الأخطاء الإملائية واللغوية التي تكاد تلتهمك بتنطعها؟
وما قولك يا شيخنا المحترم في أستاذ جامعي يطرح نصا قصيرا للاختبار النهائي في سنة جامعية بكلية العلوم القانونية ، وهو يتضمن خطأ لا يرتكبه تلميذ الخامس ابتدائي ، كما في ذلك النص الذي نُشر وتبعته ضجة كبيرة حول موضوعه، دون أن يتطرق أحد إلى خطئه النحوي الفظيع، والذي لو وقع في جامعة أخرى في العالم ، لألغي الامتحان، ولأعيد النظر في صحة وسلامة الشهادة التي يحملها ذلك الأستاذ. وهاك النص ، وأنت أدرى طبعا بالخطإ النحوي الذي يتضمنه، وبالتركيب الركيك الذي يغشاه . يقول النص : «يوجد في قمة الهرم السياسي المغربي الله عز وجل، يتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم في المقام الثالث ، سبط الرسول الذي يسوس الأمة ويراقب ممثليها . وإذا كان الله أحد لا شريك له وتتجلى وحدانيته في إيمان ووعي كل مؤمن ، فإن حضور الرسول عليه السلام ، يتم عن طريق خليفته في الأرض جامع السلطات .
على ضوء هاته المقولة ، حلل الصلاحيات السياسية والروحية للملك وفقا لمقتضبات دستور 2011؟»
بل الأنكى من هذا والأمر؛ لو كنت تشهد بالحق وتذيعه؛ فإن شيخكم الأكبر، صاحب المؤلفات الطويلة العريضة ، وحامل راية الإعجاز القرآني في العالم، والذي يطبل له جمهور عريض من المسلمين في كل أرجاء الأرض ، ومنهم من يعتبره أكبر مجتهد في تفسير القرآن في العصر الحاضر، وأحسن من يفهمه الفهم الصحيح على وجه الأرض من قدماء ومحدثين ، وهو بالتأكيد أكثر شيوخ هذا العصر شهرة، وأبعدهم صيتا .. هذا العالم الذي تتسابق القنوات والجامعات لاستضافته والاستماع إلى محاضراته ،، يمكنني أن أقول لك وبملء فمي : إنه رجل أمي لا يفقه في النحو ولا في اللغة شيئا ، ومع ذلك يتصدى
لتفسير القرآن ، ويتجول بمحاضراته في تفسير القرآن في العالم كله ؛ وإذا أردتَ أن تتأكد وتحكم بنفسك، فأنا أحيلك على مقال نشرته عنه في ثلاث حلقات بعنوان :
(زغلول الدجال: أباطيله وافتراءاته العلمية) ولم يوقفني عند الحلقة الثالثة؛ وقد كنت أنوي الاستمرار في تسفيه ترهاته وأباطيله العلمية المزعومة؛ إلا إشفاقي على بعض أهلي ومعارفي ممن يـعِــزّ علي أن أضعهم في موقف يربك حياتهم، وقد يشقيهم، وهم الذين ينعمون بشيء من الاستقرار الوجداني، بإيمانهم الذي زرع في وجدانهم منذ نعومة أظافرهم، فألفوه.
وعلى كل حال ، سأكون سعيدا ـ ولو أن سماحتك لا تريد لي ذلك ـ لو اطلعت على تلك الحلقات ، ووصفت الشيخ النجار بالوصف الذي يناسبه.
ثالثا : في غمرة سكرة الضربات الموجعة ، نسي الشيخ الفزازي الجانب المضيء من القرآن، ولم يتذكر إلا الجانب الذي لم يكن صالحا لتلك المناسبة .
فإذا افترضنا أن الشيخ اعتبر أن الدكتورة وفاء سلطان التي تخاطبه، جاهلة ، ألم يكن حريا به أن يستحضر الآية التي في سورة الفرقان، والموجهة لعامة المسلمين ، بدل أن يتذكر آية سورة الأعراف التي وجهت للنبي خاصة، في صراعه مع أبي جهل وأتباعه ؟
نحن المسلمين خاطبَنا القرآن قائلا : (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ))
فأين قولك السلام يا سماحة الشيخ ؟ وأين استجابتك لقول الرحمن بأن تقول سلاما ، قبل أن تقول ((وأعرض عن الجاهلين))؟
رابعا : أما تبرير الشيخ للبقاء والاستمرار في المناظرة بأن هناك جمهورا يتابعه ، فإنني أراه يدخل في باب العذر الذي هو أقبح من الزلة، لأن الشيخ الفزازي كان في الواقع غافلا حتى هذا الجمهور الذي يتابعه، فلم يرحب به ولا التفت إليه ولو بكلمة واحدة كما فعلت الدكتورة الفاضلة، التي رحبت بالمشاهدين بعد ترحيبها بالشيخ.
شيخنا محمد الفزازي لم ير في جمهور المتابعين لمناظرته إلا مجرد شماعة يعلق عليها بقاءه في وضع لا يحسد عليه، ولا يستطيع الانسلال منه، لعدة اعتبارات؛ لا حاجة إلى ذكرها، فاختار أخف الضررين.
إنني لا أستطيع أن أجد تفسيرا لهذا التصرف من ابتدائك بهجوم ظالم (وقح) ، والتعبير عن رغبتك في الانسحاب، عملا بآية خاصة وليست عامة، ثم الاختباء وراء جمهور لا يهمك، لتبرير بقائك لإكمال المناظرة، ووصفك لكل ما ذكَـرَته الدكتورة بأنه «ركام من الهراء ومن
الترهات ومن الكلام الفارغ الذي لا قيمة له» مع أن نصف كلامها على الأقل هو آيات من القرآن، لم تصحف فيها جميعا.
فكيف يصل بك الاهتزاز إلى اعتبار الآيات التي ذكرتها وفاء سلطان «ركاما من الهراء ومن الترهات ومن الكلام الفارغ»
إنك إذا كنت قد وصلت إلى هذا الاقتناع ـ ولو لاشعوريا ـ فتلك حياة أخرى سوف تستمتع بها إن شاء الله، ستحرر عقلك، وتفتح صدرك لحقيقة ربانية رائعة، عالية مجنحة في كل أرجاء الكون، وليست محصورة بين دفتي كتاب، تدلك على وجود الله حقيقة وعقلا ، لا وراثة ونقلا، وتبهرك بعظمته وجلاله، وستراك تعظمه وتجله أكثر مما يجله ويعظمه أي داعية أو شيخ، مهما بلغ إيمانه بالله مبلغا عظيما، لأنك ستنزهه سبحانه وتعالى عن كثير مما لا يليق بجلاله وعظمته ، فلن يقبل عقلك مثلا، أن تجعل الله خالق هذا الكون الذي لا حدود لعظمته وأسراره، يخوض في حرب مادية ضد بشر؛ هم من أتفه خلقه وأضعفه، وهم أدنى وأحقر من أن يرسل لهم جيشا من الملائكة مسومين ليغلبوهم، وهم الذين الذي لو واجهتهم حفنة من الصعاليك لأبادتهم عن آخرهم،، وستدرك بعقلك وبصيرتك أن الله سبحانه وتعالى لو أراد لهذا الإنسان؛ بل لهذا الكون كله؛ ألا يكون لما كان، وأنه ما كان له أن يخلق مخلوقا ليعبده ستين عاما ، أو يعذبه عذابا سرمديا لا ينتهي أبدا ، فهذا أقسى درجات الظلم، حتى بمقاييس البشر التي تضع العقوبة على قدر الضرر اللاحق بالمتضرر، فأي ضرر يلحق بالله عز وجل إذا لم نُـصَـلّ ولم نصم؟
فتأمل هذا يرحمك الله، وإني لأتوسل إليه عز وجل أن يفتح بصرك وبصيرتك فترى الحق حقا والباطل باطلا .
آمين إنه سميع مجيب .
Sociologue
رفقا بالشباب أيها الفقهاء
إذا كانت العلوم التي أنتجتها التجارب و المختبرات والتي تنهل منها الدكتورة وفاء سلطان لتنور عقول الناس بالدليل و الحجة الدامغة مجرد هراء و ترهات و كلام فارغ، فماذا نقول عن خزعبلات الفزازي المستفزة، الذي يكلخ معشر المراهقين من الشباب و السذج من الناس و الذي ما زال يخوفهم من نار جهنم و يعدهم بجنات عدن و الحريات، ذلك الشيخ المتفقه في الدين و السياسة و الذي " حنا ضحكنا معاه قلنا ليه راك مفكر و هو دارها بصح و من تم و هو يصدع لينا فراسنا."
محمد ناجي
اعتذار عن إرسال نسخة خطأ
معذرة للقراء هذه النسخة أرسلت خطأ ، فهي الوسخ ، وليست النسخة المصححة وقد أعذت إرسال النسخة المصححة إلى الموقع ليعوض بها هذه مصدر الخطإ أنني تركت الوسخ والنسخة المصححة بنفس العنوان فمعذرة مرة أخرى