إشراك أحزاب المرجعية الإسلامية في السلطة والتَّيْس المُسْتَعَار
عبد الكريم مطيع
في المغرب استعار المخزن طائفة من منتحلي المرجعية الإسلامية وأشركها في السلطة، بدعوى الديمقراطية، وقبلت هي ذلك وبررته لأتباعها بدعوى الإصلاح من الداخل، ثم مرر المخزن في حكومتها الأولى تشريعات علمانية تلغي التشريعات الإسلامية الثابتة في الكتاب والسنة، وأقر بمباركتها ومشاركتها تشريعات أخرى اقتصادية وسياسية وأخلاقية أضرت إضرارا كبيرا بأمن المغاربة الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وأجهزت على كثير من حقوقهم وقيمهم في مجال العدالة وحقوق الإنسان والحرية الدينية والاجتماعية والثقافية، ثم في الحكومة الثانية احتفظ المخزن بهم مرة أخرى، من أجل تمرير الإجهاز على ما بقي من قيم إسلامية وحضارية يعتز بها المغرب عبر التاريخ. فكانوا بذلك وما زالوا بمثابة (المحلِّل) لما حرم الله.
وفي تونس أيضا أشركت العلمانية التونسية في السلطة نفس الطائفة الإسلامية التي بررت مشاركتها بدعوى المحافظة على البقاء والإصلاح من الداخل، ثم دعا رئيس تونس إلى إلغاء تشريعات الميراث الإسلامية، وإلى إباحة تزويج المسلمة من غير المسلم يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو لادينيا. وإلى الاحتفاظ بحزبهم (محللا).
بذلك استخدمت العلمانية لتحليل ما حرم الله (إسلاميين) من المغرب، و(إسلاميين) من تونس، استخدمتهم محللين لما حرم الله، أي: (تيوسا) مستعارة، كما سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لعن الله المحلِّل والمحلَّل له).
وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بالتَّيْس المُسْتَعَار؟ ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (هو المحلِّل، لعن الله المحلِّلَ والمحلَّلَ له )
ترى هل سيكتفون بتيسين مستعارين في المغرب وتونس؟، أم سيستعيرون تيوسا أخرى في أقطار عربية أخرى؟...