وداعا 2017

وداعا 2017

هشام بنوشن

 

قبل أن نودع هذه السنة بما لها وما عليها، يجب ألا ننسى كم حلما راودنا و لم نحققه و كم وعدا قطعناه و لم نف به و كيف كنا نريد ان نكون و كيف اصبحنا...

 

قبل أن نودع هذه السنة يجب أن نتساءل عن مصير كثير من سكان المغرب غير النافع لا ذنب لهم سوى التواجد في مناطق لا تتذكرها الدولة إلا في فترة الانتخابات أو عند طلب المساعدات الخارجية.

 

قبل أن نودع هذه السنة يجب ألا ننسى أن هناك أطفالا يموتون في قرى نائية بسبب البرد بينما كبار مسؤولينا يستمتعون بدفء المكيفات الهوائية بمكاتبهم الفخمة وكراسيهم الوثيرة.

 

قبل أن نودع هذه السنة علينا تذكر كل النساء التي يحملن على النعوش للبحث عن أقرب مركز صحي للولادة والتي يمتن هن ومواليدهن في الطريق.

 

قبل أن نودع هذه السنة يجب ألا ننسى بأن شرفاء هذا الوطن ما زالوا يقبعون داخل غياهب سجون المملكة الشريفة ودولة الحك والكانون عفوا الحق والقانون.

 

قبل أن نودع هذه السنة علينا ألا ننسى انه للحصول على ووثيقة إدارية نحن ملزمون بدفع ""القهيوة" للموظف العمومي الذي لا يهمه سوى ما يضعه في جيبه.

 

قبل أن نودع هذه السنة يجب أن نتذكر أن هناك رجال شرطة يوقفونك في "باراج" ويطلبون منك بكل أدب أن تعطيهم تمن الفطور وأنت لم تفطر بعد.

 

قبل أن نودع هذه السنة يجب ألا ننسى أن هناك أطفالا يقطعون عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى المدرسة بينما هناك أطفالا آخرين يوصلهم السائق بسيارات "إم روج" إلى باب المدرسة.

 

قبل أن نودع هذه السنة يجب أن نحيي ألف تحية نساء يقطعن كلومترات مشيا على الاقدام للحصول على قطرة ماء لإشباع عطش أطفالهن.

 

قبل أن نودع هذه السنة علينا ان نتذكر أننا أنفقنا الملايير لمجرد التأهل لكأس العالم بروسيا و بأن الشعب خرج عن بكرته محتفلا بذلك بينما لا يحرك ساكنا أمام الارتفاع الصاروخي للأسعار و الفساد الذي ينخر الوطن.

 

قبل أن نودع هذه السنة علينا تذكر كم أخطأنا في حق بعضنا البعض وكم أخطأنا في حق أنفسنا.

 

قبل أن نودع هذه السنة يجب أن نفكر في المستقبل ونفكر في أحلامنا المؤجلة.

 

قبل ان نودع هذه السنة لن ننسى اننا ما زلنا غرباء في مكان يقال انه وطننا.

 

وأنت تقرأ هذه الكلمات تذكر بأن هناك أناس ليست لديهم خدمة الانترنت ولا حتى شبكتي الماء الكهرباء.

 

سنة سعيدة وكل عام وأنتم بألف خير

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات