عفوا " بنكيران " كلامك جاء متأخرا
تمام ياسين
في تحليل بسيط للكلمة التي ألقاها عبد الإله بنكيران خلال المؤتمر السادس لشبيبة حزب العدالة و التنمية بالرباط نهاية الأسبوع الماضي ، يتضح جليا أن مكانة الرجل داخل حزبه و مع مناضليه مازالت قائمة نظرا للكم الهائل من التصفيقات و الهتافات و الصفير الذي يصم الأذان و الذي لم يكف من بداية الخطاب و حتى نهايته اللهم إن كان البيجيد قد وصله داء شراء " الحياحة " من بعض جيرانه.
خطاب بنكيران بالنسبة لي كان روتينيا كعادته بحيث يذكرنا دائما بأنه ملكي حتى النخاع و أنه ينصح حزبه بالسير على خطى الملك و غيرها من الشعارات التي ألفناها منه ، و ينسى أن الشعب المغربي كله ملكي بطبعه و لكن الفرق أن هناك من يقر بها و يعمل في صمت و هناك من يقولها و يصدع رؤوسنا دون أن يفيد في شيء لا وطنه و لا ملكه . بنكيران هذه المرة أضاف خلال كلمته بأنه و حزبه ليسوا " مخازنية " لا أعرف حقيقة المغزى من هذه الكلمة و لكن تأويلها يوضح أنه يعترض على بعض التوجيهات و يبدي على حد قوله النصائح كعادته لأنه لا يضع حجرا تحث لسانه .
الكلمة كذلك شملت المحيط الملكي الذي نسي بنكيران أن يسميه بإسمه القديم " التحكم " حين وجه له سهام النقذ كما هي العادة دائما في خطاباته السياسية السابقة ، حيث قال بالحرف " راكم عيقتوا علينا " يقصد بالجمع هنا حزبه ، و لكنه تفادى أن يذكر من هم هؤلاء الذين لا يريد الحديث عنهم مخافة أن يغضبهم ، فقط مجرد إشارات من بعيد كما يقال " لي عضو الحنش كيخاف من الحبل " و هو فعلا ما قاله بنكيران في بداية مداخلته أنه توارى عن الأنظار حتى يمر مشروعه بأريحية .
الجديد في كلام بنكيران و الذي جاء من أجله على ما أعتقد إلى مؤتمر شبيبته هو ذلك الهجوم على عزيز أخنوش حيث إنطلق أولا بالتعقيب على تصريحه الأخير بأنه سيفوز بإنتخابات 2021 متهما إيه ب " تشوافة " أو أن هناك ضمانات من جهات معينة أو أنه فقط سيكرر التجربة الفاشلة للحزب " المعلوم "، على حد قوله ، لينتقل بعد ذلك إلى توجيه رسالة مشفرة إلى صاحب " أغراس أغراس " بأن زواج المال و السلطة خطر على الدولة .
ما أثارني فعلا في كلام هو شيئان إثنان أولا نبرة صوته العالية و الحسرة البادية على وجهه نتيجة غيابه أو تغيبه عن المسرح السياسي منذ فترة مما أذى إلى عصبية مفرطة في حديثه ، و كأن زعيم البيجيدي أخذ أول فرصة له للحديث أمام جمع من الناس ، بحماسة زائدة " برد قلبوا " كما يقولون و الشيء الثاني الذي أريد أن أسأل بنكيران عنه فرضا لو أن البلوكاج لم يقع و بقيتم على رأس هذه الحكومة هل كنا سنسمع نفس الخطاب ؟؟؟؟ لكنه أجابني ضمنيا على هذا السؤال و قال بالحرف أنه كانت تجمعه ب " سي عزيز " علاقة طيبة قبل البلوكاج الحكومي .
سؤالي الثاني الذي كنت سأطرحه على بنكيران أليس في الحكومة الحالية و السابقة أصحاب أموال ؟؟ ألم يكن هناك زواج للمال و " السلطة السياسية " في عهدكم كرئيس حكومة ؟؟؟
لقد تعودنا مع بنكيران قاعدة تقول " لا صداقة و لا عداوة دائمة في السياسة " و هو ما حدث من قبل مع الأمين العام السابق لنفس الحزب صلاح الدين مزوار عندما كان يتبادلان معا التراشق بالكلام كل في خطاباته . لكن مع عزيز أخنوش أظن أن الأمر سيكون مختلفا فالرجل الحالي للأحرار يعرف جيدا من أين تأكل الكتف؟؟؟و لا يتكلم كثيرا فقد شكل الحكومة كيفما يريد هو و أرغم بنكيران على الجلوس في بيته و اليوم يرغمه على أن يخسر أخر ورقة في جيبه .
عندنا في الدرجة العامية مثل يقول " إلى طلقتها بلا ما توريها دار باها " الكل يعرف منزل والده الآن ، بنكيران أصبح اليوم ورقة محروقة سياسيا و هؤلاء الذين يهتفون بإسمه في قاعة مولي عبد الله ربما يتغافلون عن ذلك و عليهم أن يعلموا بأن حماسة بنكيران الزائدة و كلماته العنترية لن تفيذ في أرجاعه إلى تشكيل الحكومة أو رئاسة حزبه ، فقط هو يحاول بين الفينة و الأخرى أن يخرج من جحره ليقول إني مازلت حيا ، لكن الواقع يقول أن هذه الحكومة و على الرغم أنها لا تعبر عن إرادة الشعب في الإنتخابات الاخيرة إلا أنها هي من تحكم و تسير البلاد و العباد سواء شاء بنكيران أو أبى .
بنزيان
اش هاذ تخربيق ،فبنكيران لن ينسى أسى المخربيق.