الوطن يئن، فماذا أنتم فاعلون؟
مارية الشرقاوي
في غياب شبه تام للحكومة عن التفاعل مع القضايا الراهنة للوطن ، نجد خرجة رئيس الحكومة السابق في كلمة ألقاها بمؤتمر شبيبة حزب العدالة و التنمية أحدثت رجة وسط الأغلبية وربما ستصبح زلزالا في المقبل من الأيام حسب ما نستشفه من ردود أفعال ، حيث قامت حفيظة بعضهم ولم تقعد ، لدرجة مقاطعة أشغال المجلس الحكومي تعبيرا عن رفضهم لما قيل في حقهم ، بل هناك من طلب رئيس الحكومة بجعل بنكيران يطبق فمه وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه والغريب أنه حدد المدة التي ينبغي على هذا الأخير أن يلتزم خلالها الصمت وهي من الآن إلى غاية سنة 2021 ، مما جعلنا كمتتبعي للشأن السياسي نستغرب لهكذا ردود ونطرح تساؤلا عميقا : هل هي بداية حرب انتخابات 2021؟
إذا كان كذلك فلا يسعنا إلا أن نصلي صلاة الجنازة على مشهدنا السياسي ، فعوض خوض حروب كلامية وردود أفعال غير مسئولة و الضرب من تحت الحزام ، عليهم الانكباب على قضايا الوطن فالوطن يئن ، الوطن صنف في المرتبة 123 من أصل 188 دولة في الجانب التنموي حسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة حول مؤشر التنمية و المحزن أن مركزه المؤسفهذا جاء بعد دول عربية تعيش حروبا وعدم استقرار كليبيا . بلغت البطالة ذروتها في صفوف الشباب فحسب فالتقرير الصادر عن المندوبية
السامية للتخطيط عرف معدل البطالة تزايدا بحيث قفز من 9,1 سنة 2016 إلى 9,3 سنة 2017 ، التعليم صنف في المرتبة 21 ضمن أسوأ دولة في منظومة التعليم ، الصحة ليست في متناول الجميع ، المواطنون محاصرون بالثلوج في الأطلس لا يستطيعون الوصول لشراء لوازم المعيشة و لا إلى المصحات مما جعل العديد يفارق الحياة ، و يكفي إطلالة قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة المواطنين يستنجدون بجلالة الملك في قضايا هي من اختصاص الحكومة كالصحة و الشطط في استعمال السلطة لتتضح الرؤية ويظهر الفشل الذريع للحكومة في تدبير الشأن العام .
فعوض القرارات الفوقية والسطحية لضرب بعضكم البعض وخوض حملة انتخابية سابقة لأوانها، دبروا عن قرب شؤون البلد ، لا تستعملوا معاناة المواطن ورقة في حروبكم ، الاستوزار ليس مكتبا مكيفا و خدما وحشما ، ليس الجلوس على مقعد مريح وإصدار قرارات نشاز عن الواقع المعيش قرارات مستفزة لا تفسير لها سوى تفسيرا واحدا هو أنكم في عالم أخر غير عالم بلدكم غير مطلعين على قضايا ومعاناة المواطن ، الاستوزار مسؤولية اتجاه الوطن ، اجتهاد و إبداع في الحلول للمعضلات و المشاكل التي يجتازها البلد و ما أكثرها ، لهذا تواضعوا انزلوا من بروجكم العالية ، من أجل الوطن اتركوا أنانيتكم جانبا و اشتغلوا بقلب رجل واحد، ليكن استوزاركم غايته خدمة الوطن لا طمعا في السلطة و الجاه ، استرجعوا ثقة المواطن في السياسيين ، إننا و الله فقدنا ثقتنا فيكم و أنتم السبب.