المغرب ومونديال 2026 الرهان الصعب
عبد اللطيف مجدوب
الفيفا وتنظيم كأس العالم 2026
أعلنت الفدرالية الدولية لاتحاد كرة القدمInternational Football Association Federal (FIFA) عن مجموعة من المواصفات التقنية والتنظيمية التي سترافق تنظيم كأس العالم سنة 2026 في نسختها 23 الثالثة والعشرين منها :
* توفر البلد المضيف على 16 ملعبا كحد أدنى ؛ وبمعايير دولية وبأحدث المستجدات البنيوية والتقنية تفوق النسخة الأخيرة (دولة قطر 2022) ؛
* رفع عدد الفرق المشاركة في المونديال 2026 إلى 48 بلدا متباريا بدلا من 32 ؛
* توفر البلد المنظم على قاعدة فنادق قياسية قادرة على استيعاب أكثر من 8 ملايين من الجماهير القادمة من مختلف دول العالم ؛
* الترشح عبر مجموعات بثلاثة أعضاء مشاركة في التنظيم .
ملف المغرب التقني
سيكون المغرب على عتبة محاولته الخامسة لترشحه لاستضافة المونديال 2026 بعد سنوات 1994 ؛ 1998 ؛ 2006 ؛ 2010 .. ويعني هذا توفره على خبرة هامة في إعداد ملفات الترشيح تفوق عشرين 20 سنة ، بما يترتب عنها من إعداد منشآت رياضية ، وتسويق لملفه في المحافل الرياضية الدولية . وسنقف فيما يلي على أبرز خصوصيات ملفه التقني الخاص بترشيحه لاستضافة هذه التظاهرة الدولية :
* الموقع الجغرافي للمغرب والرابط بين ثلاث قارات يعتبر عامل تأهيل وتعزيزا قويا لملفه ؛
* المغرب مطالب ببناء 8 ملاعب عالمية وبتكلفة مالية جد ضخمة ؛
* هناك ملاعب بإمكان المغرب توسيع أشغال قدراتها الاستيعابية بما فيها المرافق كملاعب مراكش والبيضاء وفاس والرباط والقنيطرة ؛
* شبكة الطرق السيارة والسكك الحديدية بإمكان المغرب وعلى مدى 8 سنوات إعدادها بالمواصفات المطلوبة ؛
* هناك عدة دول افريقية وأوروبية (مثل فرنسا وروسيا مؤخرا) أبدت دعمها لملف المغرب ، فضلا عن وجود دول خليجية يمكن أن تساهم في الأغلفة المالية المرصودة للأبنية الرياضية والسياحية .
المغرب يركب التحديات
يلاحظ أن المغرب ؛ بعد أن طرق أبواب الجارتين اسبانيا والبرتغال في محاولة لتقديم ترشيحة ضمن هذه المجموعة ؛ وجد نفسه مضطرا إلى تقديم ترشيحه بمفرده إلى جانب خصمه ضمن مجموعة ( الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا) رغم أن لهذه الأخيرة ثقلا ماليا وسياسيا على المستوى الدولي ، فقد أعلنت أمريكا أن طاقاتها قادرة على استيعاب 23 مدينة بميادينها الرياضية والسياحية ، في حين أن المغرب يراهن فقط على 10 مدن .
من الجانب المالي الصرف وحسب التقارير المختصة فقد رصدت روسيا لتنظيم المونديال المزمع انطلاقه في الأسابيع القليلة القادمة مبلغا ماليا يتراوح بين العددين 25 إلى 26 مليار دولار ، بينما رصدت قطر الحجم المالي الإجمالي لاستضافة مونديال 2022 في 247 مليار دولار ، وبالتالي فسيكون على المغرب الراغب في الترشح لاستضافة مونديال 2026 رصد غلاف مالي لا يجب أن يقل عن 250 مليار دولار ؛ تبعا للتحديات والمستجدات المستقبلية . وهذه الورقة المالية وحدها تشكل أكبر تحد يمكن للمغرب أن يواجهه ، بالرغم من أن لديه ضمانات بهذا الخصوص ، كما يجب ألا نستثني الشعب من هذه الموارد المالية .
تحديات أخرى قد تعصف بملف المغرب
يجمل بنا أن نفكر بمنظور الفيفا حينما تضع في حسابات الترشح لاحتضان المونديال سؤال الأمن الاجتماعي والاقليمي ... وغني عن البيان أن ملف الإرهاب ورؤوس تنظيماته أكثرها تنتمي إلى الدول المغاربية وبعض البلدان الأوروبية ، ولذا فمن الصعب بمكان القبول باحتضان تظاهرة رياضية دولية من حجم المونديال في بيئة يتهددها العمل الإرهابي ، كما يجب ألا نغفل عن موضوع جبهة البوليساريو التي تنشط في كل الاتجاهات وعلى جميع الأصعدة للتشكيك في ملف الصحراء المغربية ، فضلا عن ركوبها لكل المناسبات لعرقلة أنشطة الدبلوماسية المغربية .
وحري بنا كذلك التوقف عند الملف الاجتماعي المفتوح على كل الاحتمالات طالما أنه لم يعرف ؛ حتى الآن ؛ طريقه إلى التسوية في مجالات عديدة كالحقوق والحريات ، وملف القضاء ، وعلاج ملفات الفساد الإداري وقضايا أجهزة المراقبة والاحتكار وهول الفوارق الاجتماعية .
لكن سننتظر تاريخ 13 يونيو 2018 لنعرف ما إذا كان بوسع المغرب كسب الرهان وبالتالي منحه الثقة من قبل كونغريس الفيفا لمواجهة كل التحديات واحتضان مونديال 2026