الخطوط العريضة للمؤامرة الإيرانية الجزائرية على الأمن القومي المغربي،
عمر الياسيني
يأتي القرار الرسمي المغربي القاضي بقطع العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الايرانية، بناء على سياق دولي وجهوي أفرز مؤامرة خطيرة استهدفت الأمن القومي للمغرب بالاساس، وذلك باستخدام منظمة "حزب الله" الموالية لإيران، وهي المنظمة التي استخدمت كالية لتجسيد التعاون الأمني والإعلامي والعسكري بين جبهة البوليساريو والايرانيين.
وتأتي هذه الخطوة الإيرانية الغير المسبوقة في سياق دولي خاص، حيث أنه بعد سقوط المعسكر الشرقي و وتراجع نظام كوبا وسقوط نظام القذافي في ليبيا، وهي الأنظمة التي كانت تغذي الانفصاليين في الصحراء عسكريا وسياسيا واقتصاديا و ديبلوماسيا، تشكل مناخ دولي جديد مبني على موازين قوى جديدة سواء في شمال إفريقيا أو الشرق الأوسط، ارغم الجزائر و البوليساريو على اللجوء إلى داعمين جدد، وكانت الوجهة هذه المرة هي ايران، نظرا لما لها من تجارب في مجال التكوين والتدريب في الحرب المدنية وحرب العصابات، مستغلين رغبة إيران في البحث عن موطئ قدم في شمال افريقيا وفتح قناة للاستقطاب المذهبي والايديولوجي في هذه المنطقة وانطلاقا من التراب الجزائري، وهو ما سيمكن إيران من ضمان صوت لها في الجامعة العربية سواء ضد السعودية في حربها ضد الحوثيين،او ضد الحلف المعارض لنظام الأسد في سوريا. ولعل قيام السلطات المغربية باعتقال المدعو قاسم تاج الدين القيادي الأول في مالية حزب الله في شمال إفريقيا زاد في تأجيج الصراع بين المغرب وتنظيم حزب الله في لبنان.
وحسب بعض المصادر فان الاستراتيجية الايرانية في هذا الملف ارتكزت على اربع محاور رئيسية وتتمثل في: المحور الجزائري والايراني واللبناني ومخيمات البوليساريو، وكل هذه المحاور عرفت عمليات تنسيقية وتكوينية واستخباراتية بين الايرانيين والجزائريين وقياديين في جبهة البوليساريو وذلك بحضور سياسي وعسكري لتنظيم حزب الله في جميع هذه المحطات وهو ما يؤكد الحضور الايراني في هذا الملف واهدافه السياسية البعيدة المدى عبر اختراق منطقة شمال افريقيا اعتمادا على الجبهة الانفصالية وبتنسيق متكامل مع الدولة الجزائرية ،
ومدى تأثير ذلك على الأمن القومي المغربي وميزان القوى في المنطقة، خصوصا في ظل العزلة السياسية والدبلوماسية التي أصبح يعاني منها الانفصاليون، وهو ما دفع الجزائر إلى البحث عن حليف استراتيجي جديد في المنطقة لضرب التوازن والاستقرار الأمني في شمال إفريقيا وبالتالي زعزعة الأمن القومي للمغرب، والتعجيل ببروز قوى سياسية إقليمية جديدة خدمة لتحالف دولي معروف من أهدافه خلق دويلة في الصحراء المغربية خدمة لأهداف توسعية واطماع اقتصادية تسعى إليها الجزائر وحلفاؤها، وهو أمر جاء بموازاة مع طموح إيراني جامح للتواجد السياسي والاقتصادي والمذهبي في المنطقة.لكن فطنة خذام الوطن خارج التراب الوطني كانت لهم بالمرصاد واجهضت على كل مخططاتهم الغير الشرعية وحولتهم الى اضغاث احلام .