دور وسائل الإعلام المغربي المرتزق في تكريس الظلم البيروقراطي المتوحش داخليا وخارجيا
طريق لمقدمي
مما لاريب فيه,أن كل أبناء وبنات الشعب المغربي المغلوب على أمرهم بات يعرف حقيقة البيروقراطية المغربية التي كشرت على أنيابها النتنة وصارت "دراكولا" تمتص دماءنا وتقتص منا عبر كل مؤسساتها الإدارية "المشبوهة" سواء كانت الجامعة أو الإدارة (((العمومية))) رافعة شعار "البقاء للأقوى والموت والمذلة لما تبقى"..
أمام هذا الواقع المؤلم, وفي انعدام أي وسيلة إعلامية شريفة ونزيهة, يلتجئ إليها "المواطن" و"المواطنة", أضعف الإيمان كما يقال لكشف وفضح كل الممارسات "النازية والفاشية" التي تنهجها البيروقراطية المتعفنة في دولة المغرب, التي تزغرد وتطبل لها أدواتها الإعلامية (الجرائد اليومية والتلفزة..) بأنها دولة الفقراء والحقوق والدمقرطة..,في المقابل نجد الإعلام المغربي يعتم كل الإنتفاضات المحلية التي فجرتها ولازالت تفجرها الطبقات المسحوقة والمدكدكة الرازحة تحت نير الإستعباد البيرقراطي بكل تلاوينه وعناوينه..وانتفاضة أبناء وبنات الحسيمة وجرادة وتوريرت وجرسيف وتازة..لدليل ساطع على الظلم والقهر الممارس علينا..ناهيك عن الإضرابات عن الطعام بالجملة والمفرق في كل السجون الخاضعة تحت سيطرة البيرقراطية الطاغية, بل أكثر وأخطر من ذلك وإلى حدود كتابة هذه الأسطر يخوض مجموعة من الطلبة والطالبات في أغلبية المؤسسات الجامعية إضراب مفتوح عن الطعام وصل إلى مراحل جد متقدمة وخطيرة دون أي استجابة من طرف البيروقراطية الحاكمة /المتسلطة(الطلبة 6 المناضلين في جامعة فاس على طريق الشهادة في يومهم 23 من الإضراب المفتوح عن الطعام)..
إذن,فلا جرائد ورقية كانت أم إلكترونية جريئة ونزيهة, ولا أخبار سليمة وصحيحة, فالكل في فلك البيروقراطية الفاسدة والمفسدة يرقصون ويغنون عن "دولة الحق والقانون" عن أي قانون وحق يتكلمون ويكذبون دون خجل..
فعلى سبيل المثال لا الحصر, الإدارة المسؤولة عن الوظيفة العمومية مثل, "وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي.." أو "المندوبية السامية "لقدماء المقاومين" وأعضاء جيش التحرير" وغيرها كثير..فعندما يحلو ويطيب لها ان تضفي الشرعية على تواجدها ونهبها للميزانيات العامة المقدرة بالملايير من الدراهم..,تنتقي بمساعدة ما بات يعرف عند المعطلين والمعطلات ب"مراقب الدولة",بمعنى,إن أردت الوظيفة يتوجب عليك أن تكون كالدجاجة التي تنحني بعنقها إلى أسفل السافلين كدليل على الخنوع والخضوع والإنبطاح..لكل مكونات الدولة والبيروقراطية التي تشكلها,أما إن كنت تقول لا وترفض كل ظلم أين ما كان وتفضح الزبونية والمحسوبية والإتصالات الهاتفية وما إلى ذلك..فطبيعي أن يكون مصيرك كمصيري "الوظيفة" من "الثالوث المحرم"..
وعلاقة مع المتغيرات الدولية والإقليمية والتي سأقف عندها ليس للتفصيل, بل كل الخطط الغربية باتت مكشوفة ومفضوحة حتى عند شعوبهم هم, أقصد أمريكا وأتباعها ومنهم دول عربية, لأنني انطلقت من الخاص أي الداخل, لكي أوضح علاقة الواقع المر المغربي بالعام الخارجي..,فكل ما نتابعه عبر وسائل الإعلام الشريفة والنزيهة,مثل قناة الميادين والإخبارية والجريدة الإلكترونية الموضوعية - رأي اليوم- التي تنقل الرأي والرأي المعارض بكل موضوعية وبدون أدلجة الخبر, وتشويهه كما تفعل قنوات "البيترودولار" كقناة الجزيرة والعربية...وهلم جرا.
فالحروب التي نشهدها اليوم سواء الحرب على سوريا أو إيران والعراق وليبيا...هي في جوهرها حربان,حرب بهدف تدمير حضارة بلاد الشام وبلاد الرافدين بصفة عامة أي كل ما توصل إليه العقل العربي والإسلامي من
إنجازات فكرية/تقنية/صناعية..,وحرب ترمي إلى تفعيل "الوعد والمخطط الصهيونيين" القديم/الجديد الذي ينشد إلى رسم خريطة جغرافية جديدة هدفها الأول والأخير تفتيت وتشتيت العرب والمسلمون وتفريق كلمتهم,لأن في اتحادهم وتعاضدهم ستكون نهاية العنجهية والطغيان الأمريكي وكل أتباعه, وهذا ما صرح به نخبهم المثقفة مثل "صامويل هنتنغتون" في كتابه "صدام الحضارات" و"جوزيف ناي" في كتابه "القوة الناعمة"..عندما نصحوا صناع القرار في الغرب بأن يعملوا بكل جهد على تشتيت شمل العالم العربي والإسلامي على امتداد خط المغرب-أندونيسيا,لأن في اتحادهم سيكون أفول نجم الغرب الغاشم/الظالم..
فمن المسلم به أن نجد البيروقراطية العربية عامة والمغربية على وجه الخصوص,تزكي طرح الإمبرياليات وتقدم الطاعة والولاء لهم عبر قطع العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية..مع كل الدول المناهضة والمقاومة والممانعة للحروب التي تشنها أمريكا وإسرائيل ووكلائها الدواعش على الجغرافية العربية عامة وبشكل خاص بلاد الشام, أرض الحضارة, ومنبع الكلمة الحرة, والفكر النير, سوريا الحضارة, وأنا هنا لا أدافع عن أشخاص بعينهم أو أنظمة سياسية معينة كما يمكن أن يتوهم البعض,بقدر ما أروم إلى قراءة الواقع, ليس كما تصوره بعض وسائل الإعلام العربية بكل أشكالها, بل كما يتعين قراءته بعمق منهجي ينطلق من التحليل الملموس للواقع الملموس باستحضار التخطيط الصهيوني المبيت القديم/الجديد اتجاه عالمنا العربي والإسلامي..
إذن,نحن أبناء وبنات الشعب المغربي أمام استبدادين,الأول داخلي تمارسه كما أسلفنا الحديث, البيروقراطية المحلية وأدواتها الإعلامية المرتزقة والمرتشية, أما الثاني, فهو استبداد اقتصادي وسياسي وثقافي, خارجي, تمارسه الإمبرياليات الفرنسية/الأمريكية/البريطانية..,عبر تحكمها في كل المؤسسات الدولية خاصة منها النقدية(صندوق النقد الدولي) وبواسطة إملاءات هذا الأخير تفرض دولة البيروقراطية علينا كشعب مغربي محروم ومظلوم,قرارات تستهدف بالدرجة الأولى القوت اليومي للفئات الفقيرة كل الفقر,وهذا ما يجسده الإرتفاع المرعب لكل المواد الإستهلاكية الضرورية من سكر ودقيق وحليب وقنينات الغاز والشاي..علاوة على فرض رسوم خطيرة على الطلبة والطالبات في المؤسسات الجامعية وكذا تفعيل الطرد في حقهم المشروع في استكمال الدراسة سواء في الثانوي أو الجامعي,إضافة إلى غلاء فواتير الماء والكهرباء(...).
وكما هو معلوم لدى الرأي العام المحلي والدولي,لتلك الخطوة النضالية الراقية التي يستمر في تفعيلها على الملموس الشعب المغربي بكل فئاته المقهورة والمحرومة من أبسط شروط العيش الكريم, والمتمثلة في مقاطعة بعض المنتوجات الإستهلاكية في أفق إبداع وتجسيد أشكال نضالية تصعيدية تذهب إلى رفض كل السياسات القمعية,اللاشعبية/اللاديمقراطية/اللاوطنية التي تفرضها علينا البيروقراطية ومن يدور في فلكها النتن,وكل هذا يهدف من ورائه الشعب المغربي إلى تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية..,وهو ممكن تحقيقه في ظل استمرار الإستبداد باعتباره "الديناميت" الذي سوف يفجر كل الطغاة.