هنيئا، المغرب منظما لمونديال 2026
أوعقى حميد
مر الملف المغربي المرشح لاحتضان مونديال 2026 إلى مرحلة التصويت بعد تجاوزه عقبة لجنة التقييم والتنقيط TASK FORCE التي لم تكن رحيمة معه، حيث منحت الملف المغربي 2.7 نقطة من أصل 5، في حين منحت الملف الأمريكي 4 نقاط من أصل 5، حيث كان من الشروط أن يحصل كل ملف على تقييم يزيد أو يساوي 2 على 5.
لا شك أن القوانين الجديدة للفيفا والتي اعتمدتها عقب فضائح الفساد الأخيرة من إعطاء الحق في التصويت على البلد المنظم للمونديال لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي عوض اقتصار الأمر على أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا فقط فتح المجال للمغرب الذي تحرك بشكل جيد واستمال الكثير من الاتحادات لصالحه وخصوصا في أفريقيا للفوز بتنظيم المونديال، لكن بالمقابل تم تضمين مسطرة الترشح لشرط حصول أي بلد مترشح على 104 أصوات، فإذا كانت هناك نسبة من الممتنعين عن التصويت، وحصل المغرب مثلا على 100 صوت وحل في المركز الأول خلال التصويت، فإنه لن ينظم البطولة، وستتأجل العملية إلى سنة 2020 مع إعادة فتح الباب أمام بلدان من آسيا وأوروبا.
يتضح جليا أن المغرب في مرمى أمريكا بوضوح، إما الرضوخ للتوجيهات بخصوص السياسة المغربية في أفريقيا والعديد من القضايا الإقليمية الحساسة، أو عرقلة تنظيم المونديال الذي بلا شك سيقلب المغرب أرضا على عقب من خلال تنفيذ المخطط المونديالي الذي تبلغ قيمته أزيد من 12 مليار دولار في حال فاز بتنظيمه، شخصيا، مادام المغرب أحد الحلفاء الإستراتيجيين لأمريكا، فلا أعتقد أن المغرب سيدخر جهدا في تطبيق التعليمات الأمريكية إرضاء لأمريكا أولا، وتحقيق حلم راوده لعشرين سنة مضت.
هذا ما حدث بالفعل، فبعد زيارة وفد الفيفا وتفقده للمنشآت الرياضية والسياحية والبنية التحتية لمجموعة من المدن المرشحة لاحتضان مباريات كأس العالم، توجه الجنرال عبد الفتاح الوراق مباشرة لأمريكا لإبرام صفقات عسكرية وصفت بالضخمة وغير المسبوقة، والتي تستهدف بشكل رئيسي شراء طائرات "إف 16 الحربية"، وتم الاتفاق على تفاصيل المناورات العسكرية التي تنظم على الأراضي المغربية والتي يشارك فيها الجيش الأمريكي والقوات المسلحة الملكية، بالإضافة إلى عدد من الدول الإفريقية، والمسماة " الأسد الإفريقي" والتي مرت بنجاح، وإبرام العديد من الاتفاقيات التي لم يعلن عن تفاصيلها لحد الآن.
أما بخصوص خرجات الرئيس الأمريكي "ترامب" من خلال تغريداته حول الكأس العالم وتهديداته المباشرة للدول، وخصوصا الأفريقية وحثها على دعم الملف الأمريكي أو سيتم إلغاء الهبات التي تقدمها أمريكا واسترسل قائلا، ما جدوى الدعم الذي نقدمه لكم إذا لم تقفوا إلى جانبنا في هذه المناسبات، فما هي إلا رسائل للمغرب لتقديم مزيد من التنازلات في بعض القضايا الإقليمية وأخرى مرتبطة بالحدود المغربية الجزائرية التي يحتاج فيها المغرب دعما أمريكيا في مجلس الأمن، أي قضية بوليزاريو.
المغرب سيفوز بتنظيم المونديال، في حال سارت الأمور كما أرادتها أمريكا.