الأسود و الحظ السيء

الأسود و الحظ السيء

منصف الإدريسي الخمليشي

 

المغرب بإصراره و بعزيمته أعلن مشاركته و ضمن مقعدا في عاصمة الثلوج روسيا , ليكون من بين المشاركين في منافسات كأس العالم , المغاربة كلهم إصرار و عزيمة و سعداء بمشاركة الأسود في المنافسة الأممية المليئة بكل ما هو سياسي , و كانوا أسعد و هم مجتمعين على مائدة الإفطار و يشاهدون المقابلة الودية التي جمعتهم بدولة إستونيا .

السعودية كانت سببا رئيسي في عدم قبول ملف الترشيح لتنظيم كأس العالم ببلدنا الحبيب و هنا تبرز الأهداف السياسية التي سبق و أن ذكرتها في مقال سابق الذي عنونته ب''سياسة التهويد و رعب الصراعات '' فتصويت السعودية البلد العربي الوحيد الذي كان ضدنا , إنه المخطط الصهيوني لإشعال نار الحرب بين العرب و الغرب , لأنه الولايات المتحدة الأمريكية ذاك الأسد المجروح أصبح لديه فهود و فئران و قردة مجتمعين حوله , فتصويت السعودية للولايات الأمريكية كان ضربة الصاروخ لكل العرب فكل الدول العربية أعلنت غضبها و اشمئزازها جراء هذا الفعل الشنيع , و كتبت و ألفت النكت , رسمت الكاريكاتورات , و هذا هدف الإسرائليين اليهود هو جعل العرب في حرب أهلية كلامية , لما كان تصويت آل سعود للأمريكيين كان صراع ديني بالأساس فاختلط الدين بالرياضة و السياسة , سياسة كروية و دين أصبح في نظرهم في دوامة , الحرب الأهلية الكلامية التي يطغى عليها طابع السخرية فكان الصهيون هدفهم و العم سام و الأخ ترامب يشاهدون المسرحية من بعيد و يتضاحكون و العرب فيما بينهم يتباكون هذا كله من أجل قطعة بلاستيك دائرية لعبة تافهة , جميل المنافسة لكن الأجمل هو أن منافسة شريفة و حكم عادل و حيادي بعيد كل بعد عن النزاعات السياسية .

عزيز بوحدوز و معه كل الفريق الأسد برهنوا في مقابلتهم ضد العجم عن صلابتهم القوية و قدرتهم الفائقة حتى جاء الهدف الخطأ لبوحدوز , كلنا خطائون و كلنا نعبر عن غضبنا بالسب و الشتم باستثناء القلة القلائل ,فبوحدوز لم يكن قاصدا أن يهدف مرمى وطنه الحبيب , لكن وقع ما وقع من دون حسبان أو تفكير مسبق , لكن الذي هو غريب أن بعض المغاربة كانوا متصرعين في الحكم , فلعنوا لعزيز والديه الذين توفوا و لم يستشعر أبدا نعمة الوالدين , لما كل هذه القسوة على يتيم في حين أنه مجرد خطأ عابر و لعبة ستمر و مسابقة فقط , فالمغاربة بعد سماعهم للخبر أعلنوا تضامنهم و بقوة مع اللاعب بوحدوز , و أمانيهم كلها معلقة في أن يستمر بوحدوز في المعسكر , لأنه أعلن عن انسحابه و عن استيائه الكبير جراء الغلط الفادح و الذي جعله مكتئب جدا , فكلنا بوحدوز و نحن معه , لأننا حضاريون مغاربة أحرار و شعارنا حرية لرجل حر , بوحدوز درس , حتى لم نفز سنلقن للعالم هذا الدرس , أن بوحدوز رجل لعب بكل ما لديه لكن الحظ يغير كل الموازين .

 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة