اللَّهْطَة” لا يمكن أن تصنع التنمية
عبد الواحد زيات
سارعوا إلى انقاذ صندوق تقاعد البرلمانيين. أنقذوا معاشكم حتى لو غرق الشعب كله في الثلج أو الأمطار أو تم ترتيب المغرب في ذيل التنمية..لا يهم كل هذا .
احرصوا على ضمان معاشكم مقابل فترة قصيرة، وارفعوا دعم صندوقكم حتى يتدفق ويعم الخير عليكم، ولا تنسوا أن يشمل تقاعدكم حتى أُسَركم،ولِمَ لا توريثه.لكنكم ستظلون مدينين لأصوات الناخبين التي مكنتكم من أن تتوفروا على رصيد من الامتيازات .
لا يهم أن تحضروا أو تتغيبوا أو تصمتوا أو حتى تتكلموا ؛فعدد من يحملون الهَمَّ قليل داخل قبتكم حتى لا نقول ليس هناك شمع يضيئ عتمة الظلمة.
تحالفوا بينكم على شعب مغلوب مقهور .. انتفضوا وابحثوا لمعاشكم عن صيغ التبرير من أجل ديمومته وبقاءه.
لا يهم ..اختلفوا حول مصالح المواطنين وضعوا كل العصي في العجلة حتى لا تدور.لكن اتفقوا فيما بينكم لتدور عجلتكم. هناك من يعيش وضعا مأساويا من البرلمانيين يُدمي حال المغاربة، فانتم الأولى من ساكنة غارقة في الثلج تنتظر حفنة دقيق وزيت وسكر.
أتساءل: لماذا لم تفكروا ،أنتم أيضا ،في الحصول على بطاقة “راميد” خاصة حالة زميل برلماني سابق ،ضاقت به السُّبُل ،أَثَّرَت فيكم كثيرا.
كنتم أشرس في الدفاع عن معاشكم ؛وتم “بيع الماتش” بالكامل ل…تمرير الصفقة .
مع ذلك ،لم تربحوا المعركة،بل خسرتم الكثير وأظهرتم أنكم “ملهوطين” أكثر من أي كائنات سياسية على وجه الأرض؛
وتم تعرية واقع النخبة السياسية بأنها لن تتنازل عن الفتات، بل تعضُّ بالنواجذ عليه.
معاشات البرلمانيين كانت أكبر مصيدة وقع فيها كبار السياسيين اختاروا الإبقاء عليها وليس إلغاءها.. أما الرأي العام ،فهو على يقين أنه لا يمكن أن تكون ديمقراطية ولا تعادلية ولا تشاركية … بوجود كائنات برلمانية تتفق وتُجْمِعُ على تعدد التعويضات و تعدد المعاشات، إلى جانب تعَدُّدِ الأجور والمهام والصِّفات والسيارات و”الفيلاّت”..
الطمع السياسي لن يصنع التنمية.