في إنتظار الملك مرة أخرى

في إنتظار الملك مرة أخرى

محمد أوسار

 

 

مركز لمعالجة الإدمان في مدينة ينخرها عظامها المدمنون، قاعات رياضية مغطاة و مراكز سوسيوتربوية و مشروع لمركز لمعالجة السرطان، مرحلة أخرى من مخطط مارتشيكا، مشاريع للتأهيل الحضري و أفكار أخرى قد تخرج للوجود بمنطقتنا… لكن فقط حين يحضر الملك؟

منذ تولي محمد السادس عرش أسلافه و الناظور و الريف يعيشان دينامية تنموية غير مسبوقة، و لكن البعض يحاول في كل مرة تمريغ هذه الدينامية في وحل السياسات الترويجية، فالمشاريع المذكورة أعلاه و الجاهز معظمها للإفتتاح منذ أسابيع، ممنوعة على المواطنين، مغلقة و يتم تأخير تجهيز بعضها عمدا في إنتظار الزيارة الملكية.

و لا أعرف لماذا تعود بي هذه المفارقة لكارثة زلزال الحسيمة حين تم توقيف عمليات الإغاثة بالمساعدات أربعة أيام ليكون الملك اول من يسلمها.

إن أي ملاحظ قد يفهم أن تأخر أسابيع في افتتاح مؤسسات خدمية كهذه قد يعني خسارات لا يدركها أو يحس بها إلا المعني بها، كم من مدمن يبدأ علاجاته مبكرا و كم من  شارع و حي يصلح عاجلا و كم من مؤسسة تفتح ابوابها للطلبة و الشباب و الجمعيات سريعا، في احترام لقيمة الزمن الذي تتفوق فيه علينا الغنية و الفقيرة من الدول.

إن هذه الملاحظة التي يتناقلها الشارع المحلي و ليس للمرة الاولى للأسف، تزداد تأثيرا و حدة مع التأجيل المتتالي للزيارة الملكية و تفقد هذه المشاريع التنموية جزءا كبيرا من ألقها و لا تزيد الواقفين وراء إغلاقها إلا حيرة امام واقع يفوق تمنياتهم بكل تأكيد.

فعكس ما يظن عدد منا، فإن عددا كبيرا من المسؤولين المحليين و من كل المستويات يشاركون الشارع إمتعاضه من إغلاق المؤسسات المنتهى من إنشائها أياما و أسابيعا و ربما شهورا، و لكنهم مطالبون بحكم مسؤولياتهم بالتحفظ و البحث عن المبررات الواهية و ربما تطوير الأساليب و اختلاق المعوقات التقنية لتفادي الوقوع في شر الإجابة على السؤال البديهي…

لماذا لا تفتح هذه المؤسسات في وجه المواطنين و ليأت الملك ليدشنها حين تسمح أجندته، كما يحدث في أي مكان، أو لماذا يدشنها الملك اصلا حين يتعلق الأمر بمشاريع بسيطة و محلية أي عامل أو وال أو وزير قد يحل محله فيها.

إن للملك محمد السادس بصمات شخصية على عدد من المشاريع الكبرى بالناظور و الريف بل و يتابع بعضها بشكل دوري من مكتبه بالقصر الملكي بالرباط و من المدن التي يزورها، كما أن حضور الملك للإقليم يشكل فرصة للمواطن البسيط لينعم بالأمان و النظافة طيلة أيام إقامته، و لكن تأخير افتتاح بعض المؤسسات الحيوية و ربط هذا التأخير بضرورة انتظار وصول الملك لن يفيد في أي شيئ صورة الملك بين شعبه بالمنطقة و لا يعبر عن رغباته الحقيقية كما أحسسناها في كل زياراته السابقة بقدر ما يكرس ممارسات مخزنية  بالية، محشوة بالنفاق و الزيف.

إن صورة الملك في قلوب شعبه تحفظ و تصان بالحرص على الاسراع بخدمة مصالح المواطنين لا تعطيلها بإسم الملك.

* كاتب صحفي من الناظور

email: [email protected]

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة