ما الهدف من رسالة أحمد عصيد إلى السيد وزير التربية الوطنية بشأن سلوك بعض الأساتذة داخل الفصل؟
ذ.سمير قريوح
تجرأ المدعو أحمد عصيد مرة أخرى على الطعن في دين الإسلام؛ دين المملكة المغربية بمقتضى الدستور والذي جاء فيه "الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية" (الفصل الثالث من الدستور)، والضرب في ثوابت الأمة من خلال التلبس بلباس النصح للسيد وزير التربية الوطنية.
فبعد طعنه وسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ووصفه له بالإرهابي والتطاول على المقررات الدراسية ووصفها حسب تعبيره أنها:"كتخلي التلميذ ينحاز إلى عقيدة واحدة"، ويقصد بذلك العقيدة الإسلامية التي نص عليها المنهاج التربوي بالمغرب، وبعد طعنه في حاكم البلاد الملك محمد السادس حفظه الله ونصره من خلال الطعن في الملكية، خرج الآن كعادته و بمراهقته الفكرية يطعن في المدرسين والمدرسات ويصفهم بالغلو والتطرف و يطعن في مادة التربية الإسلامية، لأنها حسب زعمه تشكل خطرا على المجتمع المغربي وتساهم في تحاقن الصراع الأسري.
ورجوعا إلى مضمون الرسالة،نجد المدعو "أحمد عصيد" يتحدث عن امرأة جاءت إليه تشتكي من بعض المدرسين الذين ينشرون الغلو والتطرف بين المتعلمين معتبرا نفسه وزيرا للتربية الوطنية حتى يشتكي إليه آباء وأمهات التلاميذ، بل ونصب نفسه متحدثا رسميا باسم آباء وأمهات التلاميذ!!
ثم انتقل للحديث عن المدرسة المغربية بشكل عام وكيف صارت مكانا باعثا على إذكاء الصراع الأسري تمهيدا لبلوغ هدفه الرئيس من الرسالة وهو الطعن في مادة التربية الإسلامية ومحاولة جعلها مادة حاملة للتطرف والغلو والاستلاب الفكري وسببا في التخلف، كما سبق ان قال: "إن الدين هو سبب تخلف العرب والمسلمين".
وقد ادعى المدعو "أحمد عصيد" أن أساتذة التربية الإسلامية يقومون بتصريف المحتويات التي تم تنقيحها في المقرر القديم شفويا قصد تمرير إيديولجية التطرف والغلو والإرهاب، وهذا ادعاء كاذب وضرب في أساتذة مادة التربية الإسلامية بشكل عام وإلقاء للكلام على عواهنه، لأنه ببساطة لا يملك أي دراسة ميدانية تثبت ما ادعاه من كذب وافتراء، كما يمكن لأي شخص أن يدعي أن مادة الفلسفة؛ هي مادة حاملة للتخلف والإلحاد والأفكار التي تتصادم مع مقتضيات الدستور، وأن مدرسيها يمررون الأفكار الإلحادية لعقول المتعلمين.
والعجيب في الرسالة أن المدعو أحمد عصيد ذكر قيما إنسانية معتبرا أنها لا أصل لها في ديننا الإسلامي، وهي في الحقيقة من القيم الإسلامية الأصيلة التي حث عليها ديننا الحنيف؛ كالنظافة واحترام الآخر والتحلي بالأمانة ومحاربة الغش والرشوة واعتبار الناس سواسية ونبذ العنصرية والكراهية، وهذا يدل دلالة واضحة على جهل المدعو أحمد عصيد بالقيم الإسلامية أو تجاهله لها.
وأنا أتساءل مع كل من قرأ الرسالة، هل يتصور أن يقول المدرس للمتعلم (إن المرأة التي لا تضع الغطاء على رأسها لا يجوز الأكل والشرب معها) !!أو أن ( الذي لا يصلي ولا يصوم لا ينبغي الشعور تجاهه بأي شعور إيجابي)!! ، أو أن أستاذة اللغة الفرنسية تدرس باللغة العربية الفصحى لأن اللغة الفرنسية لن تنفع المتعلم في آخرته!!، فمثل هذا الكلام من "أحمد عصيد" يدعوا إلى الشك في مصداقيته، خاصة وأن هدف الرجل -كما هو معهود عنه- الطعن في مادة التربية الإسلامية بل و في الدين بشكل عام.
وأخيرا؛ أود أن أشير إلى أن المدعو "أحمد عصيد" ليس غرضه من الرسالة إصلاح المنظومة التربوية أو تكوين الأساتذة تكوينا رصينا، ولا يهمه أبناء الشعب المغربي، بل غاية ما يسعى إليه هو محاربة دين الإسلام وعلمنة الدولة وإفراغها من مرجعيتها الدينية.
وختاما أود أن أوجه هذه الرسالة إلى ملك البلاد أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين حفظه الله و نصره، أن يضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه التطاول على دين الدولة وعلى مؤسساتها، أوالمساس بمقدسات الشعب المغربي.
ذ.سمير قريوح
أستاذ باحث في الدراسات الإسلامية.