إدارتنا و لغة سير حتى تجي

إدارتنا و لغة سير حتى تجي

عبدالعظيم مكوار

 

 

انه لمن البديهي أن نعيد الكرة ثانية ونتحدث عن المشاكل اليومية التي يعانيها المواطن العادي في الإدارة المغربية, من تماطل,رشوة ,محسوبية , زبونية و كدا التمييز الذي تحدثه هذه الأخيرة بين المواطنين وتهميش بعضهم على حساب الأخر.مما يولد لهم  كرها و حقدا اجتماعيا وحساسية من الإدارة. ... لكن ما دمت في المغرب الذي دأبت إداراته على إهانة المواطن البسيط إلى أقصى الحدود، فلن تسمع من الموظف غير عبارة " مَاعَنْدِي     

                             مَنْدِيرْلِيكْ " أو"سير حتى تجي "مهما صرخت مستنكرا ومنددا ...

إنها بلا شك واحدة من أبشع صور الإذلال و الإهانة التي يتعرض لها المواطن البسيط في مغرب القرن الواحد والعشرين،بالرغم من أن دلك حق يضمنه الدستور.  فما ذنب المواطن حتى تُعَطَّل مصالحه ؟او أن يدفع ثمن خطأ لم يرتكبه ؟


وكثيرا ما يبرر بعض الموظفين أو الأجراء التهاون في العمل في ضعف الأجرة، أو ظروف العمل الصعبة، إلا أن هذا لا يعني تضييع مصالح الأفراد.
فثقافة الكسل وعدم الجدية في العمل انتشرت على نطاق واسع، خصوصا في القطاع العام.

 

و يرى البعض أن أسباب هذه الثقافة التي سادت في الوسط المغربي منذ عقود،  مرتبطة بالبنية الثقافية داخل الأسرة والمؤسسات التعليمية. و كونها  مرتبطة أيضا بالتنشئة الاجتماعية، وغلبة المطالبة بالحقوق على القيام بالواجبات، بالإضافة إلى غياب الوعي.

في حين يرى البعض الأخر أن الحل يكمن في إعادة الاعتبار للعنصر البشري، والاستثمار في هذا العنصر ، دون نسيان الجانب الثقافي عبر التوعية بالضمير المهني وحس المسؤولية, بالإضافة إلى ضرورة إصلاح أنظمة الترقي والأجور واعتماد حوافز لتشجيع العمل، فضلا عن دور الأسرة والمدرسة والعمل على ترسيخ ثقافة المسؤولية لدى التلاميذ والطلبة، والدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام والمجتمع المدني والحركات الإسلامية التي تقوم بمجهود ولكن تحتاج إلى مضاعفته.

 

ولا نبرئ الشعب أو ننزهه من العجرفة والعنجهية والتعامل الفظ في الكثير من الأحيان مع الموظفين داخل الإدارات المغربية. فبعض المواطنين يساهمون في بعض المظاهر غير المقبولة مثل إقدام بعضهم على عدم احترام الطابور، أو الإقدام على تقديم الرشوة من أجل الانتهاء بسرعة من الإجراءات الإدارية. فمهما انتقدنا الإدارة المغربية فعلينا الاعتراف بوجود  ذوو الضمائر الحية و الحس الوطني، يخدمون الناس مهما كانوا بسطاء أو أميين، يتعاملون معهم برفق ومحبة، يستقبلونهم بابتسامة، و يساعدون على تخفيف الأمر على المواطن، وشرح المستوجب عليهم بصبر وحكمة رغم انفعال المواطن، إنهم عملة نادرة تذوب في بحر الفساد ذو اللجة العميقة والأمواج المتلاطمة.

 

كل هذه الإشكالات تحط من مستوى الإدارة الوطنية ، و تشكل عائقا حقيقيا من أجل تنمية مستدامة  وحقيقية. لكون الإصلاح الإداري يعتبر أساسيا و فاعلا نحو التغيير والانفتاح      والتقدم، لأنه جزء لا يتجزأ من مكونات كثيرة أخرى من المجتمع.

 

و انه لمن الواجب على الأفراد احترام عقود العمل التي تقضي بالجدية والوفاء، كما يجب أن يكون الفرد محتسبا، وإذا شعر بأن حقوقه غير مكتملة، يطالب بحقوقه بالتي هي أحسن,  مؤمنا بأنه  مواطن يلتزم بالواجبات  ويتمتع بالحقوق, لأنه لا توجد أمة تطورت بدون ثقافة التفاني في العمل و احترام الأخر.

 

 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات