هيسبوليس

هيسبوليس

ليس‮ ‬من‮ ‬عادتي‮ ‬أن‮ ‬أخصص‮ ‬هذا‮ ‬الركن‮ ‬للدفاع‮ ‬عن‮ ‬نفسي،‮ ‬فقد‮ ‬تعودت‮ ‬أن‮ ‬أجعله‮ ‬منبرا‮ ‬للدفاع‮ ‬عن‮ ‬الشعب‮ ‬ومستضعفيه‮ ‬ومظالمه‮. ‬واليوم،‮ ‬أطمع‮ ‬في‮ ‬سعة‮ ‬صدركم‮ ‬لكي‮ ‬تسمحوا‮ ‬لي‮ ‬بتخصيص‮ «‬عمود‮» ‬اليوم‮ ‬لصد‮ ‬واحدة‮ ‬من‮ ‬أعنف‮ ‬وأبشع‮ ‬الحملات‮ ‬التحريضية‮ ‬والتشهيرية‮ ‬التي‮ ‬أتعرض‮ ‬لها‮ ‬منذ‮ ‬مدة‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬المواقع‮ ‬الإلكترونية‮ ‬البوليسية‮ ‬والمسخرة‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬أعداء‮ ‬التغيير‮ ‬وحماة‮ ‬الباطل‮ ‬وجنود‮ ‬الفساد‮.‬
أول‮ ‬من‮ ‬اكتشفوا‮ ‬أهمية‮ ‬الفيسبوك‮ ‬والتواصل‮ ‬الافتراضي‮ ‬مع‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬في‮ ‬المغرب‮ ‬ليسوا‮ ‬شباب‮ ‬حركة‮ ‬20‮ ‬فبراير،‮ ‬وإنما‮ ‬حميد‮ ‬شباط،‮ ‬عمدة‮ ‬فاس‮. ‬ورغم‮ ‬أن‮ ‬خصومه‮ ‬ينعتونه‮ ‬بالسيكليس‮ ‬والأمي،‮ ‬فإن‮ ‬الرجل‮ ‬يحسب‮ ‬له‮ ‬أنه‮ ‬كان‮ ‬أول‮ ‬سياسي‮ ‬يستعين‮ ‬بخدمات‮ ‬شباب‮ ‬متخصص‮ ‬في‮ ‬تقنيات‮ ‬التواصل‮ ‬عبر‮ ‬المواقع‮ ‬الاجتماعية‮ ‬ويؤسس‮ ‬لموقع‮ ‬اسمه‮ «‬شباط‮ ‬أونلاين‮» ‬يضع‮ ‬فيه‮ ‬تسجيلات‮ ‬لخطبه‮ ‬وجولاته‮ ‬الخيرية‮ ‬وتصريحاته‮ ‬النارية‮.‬
شباط،‮ ‬عكس‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬الحزبيين‮ ‬والسياسيين،‮ ‬فهم‮ ‬أن‮ ‬المستقبل‮ ‬في‮ ‬التواصل‮ ‬بين‮ ‬الشباب‮ ‬سيكون‮ ‬عبر‮ ‬المواقع‮ ‬الإلكترونية،‮ ‬ولذلك‮ ‬جند‮ ‬لخدمته‮ ‬كتيبة‮ ‬من‮ ‬التقنيين‮ ‬المبحرين‮ ‬المتخصصين‮ ‬في‮ ‬برمجة‮ ‬المواقع‮ ‬وصناعتها،‮ ‬ووظف‮ ‬معرفتهم‮ ‬لخدمة‮ ‬صورته‮ ‬ومصالحه‮ ‬والدفاع‮ ‬عن‮ ‬امتيازاته‮ ‬و‮«‬منجزاته‮».‬
ولم‮ ‬تقتصر‮ ‬وظيفة‮ ‬هؤلاء‮ «‬الجنود‮» ‬المجندين‮ ‬لخدمة‮ ‬ولي‮ ‬نعمتهم‮ ‬على‮ ‬تعداد‮ ‬محاسن‮ ‬ومزايا‮ ‬العهد‮ ‬الشباطي‮ ‬الذي‮ ‬دخلته‮ ‬فاس،‮ ‬وإنما‮ ‬وضعوا‮ ‬كل‮ ‬خبرتهم‮ ‬التقنية‮ ‬للتصدي‮ ‬بالتشويه‮ ‬والتشهير‮ ‬ونشر‮ ‬الإشاعات‮ ‬المغرضة‮ ‬بخصوص‮ ‬الحياة‮ ‬الخاصة‮ ‬لكل‮ ‬من‮ ‬يتجرأ‮ ‬على‮ ‬الاقتراب‮ ‬من‮ ‬مملكة‮ ‬شباط‮ ‬المحروسة،‮ ‬وخصوصا‮ ‬شركة‮ «‬فتح‮ ‬الجديد‮» ‬التي‮ ‬تشكل‮ ‬حصان‮ ‬طروادة‮ ‬الذي‮ ‬يختفي‮ ‬وراءه‮ ‬شباط‮ ‬والملياردير‮ ‬كسوس‮ ‬ووزير‮ ‬الإسكان‮ ‬توفيق‮ ‬احجيرة‮ ‬وآخرون‮ ‬يستفيدون‮ ‬من‮ ‬الصفقات‮ ‬المجزية‮ ‬التي‮ ‬تحصل‮ ‬عليها‮ ‬هذه‮ ‬الشركة‮ ‬المحظوظة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬أنحاء‮ ‬فاس‮.‬
وعندما‮ ‬كتبنا‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬العمود‮ ‬عن‮ ‬العلاقات‮ ‬السرية‮ ‬والوطيدة‮ ‬التي‮ ‬نسجها‮ ‬شباط‮ ‬مع‮ ‬المخابرات‮ ‬منذ‮ ‬بدايات‮ ‬ظهور‮ ‬نجمه‮ ‬النقابي‮ ‬في‮ ‬فاس،‮ ‬خصوصا‮ ‬عندما‮ ‬أشعل‮ ‬النار‮ ‬في‮ ‬المدينة‮ ‬لصالح‮ ‬إدريس‮ ‬البصري‮ ‬لكي‮ ‬ينتقم‮ ‬من‮ ‬عامل‮ ‬المدينة‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يتحدى‮ ‬البصري‮ ‬ويتعامل‮ ‬مع‮ ‬القصر‮ ‬مباشرة،‮ ‬وكيف‮ ‬أخفى‮ ‬مدير‮ ‬المخابرات‮ ‬شباط‮ ‬في‮ ‬بيته‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬هدأت‮ ‬العاصفة‮ ‬وتمت‮ ‬تبرئته‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮ ‬قضائيا‮ ‬من‮ ‬أية‮ ‬مسؤولية‮ ‬جنائية‮ ‬عما‮ ‬وقع‮ ‬بفاس‮ ‬من‮ ‬خراب‮ ‬ودمار‮ ‬وتقتيل،‮ ‬ثارت‮ ‬ثائرة‮ ‬شباط‮ ‬ولزم‮ ‬الصمت‮ ‬ولم‮ ‬يستطع‮ ‬أن‮ ‬يكذب‮ ‬كلمة‮ ‬واحدة‮ ‬مما‮ ‬نشرناه‮.‬
وحتى‮ ‬عندما‮ ‬كتبنا‮ ‬عن‮ ‬تواطئه‮ ‬الظاهر‮ ‬والخفي‮ ‬مع‮ ‬الوالي‮ ‬الغرابي‮ ‬في‮ ‬فضائح‮ ‬تتعلق‮ ‬بالرخص‮ ‬الاستثنائية‮ ‬لمشاريع‮ ‬بدأت‮ ‬سياحية‮ ‬ثم‮ ‬تحولت‮ ‬إلى‮ ‬مشاريع‮ ‬سكنية‮ ‬وتجارية،‮ ‬اختار‮ ‬الاثنان‮ ‬معا‮ ‬دس‮ ‬رأسيهما‮ ‬في‮ ‬الرمال‮ ‬بانتظار‮ ‬أن‮ ‬تهدأ‮ ‬العاصفة‮.‬
ولو‮ ‬كانت‮ ‬لدينا‮ ‬عدالة‮ ‬في‮ ‬المغرب‮ ‬لفتحت‮ ‬النيابة‮ ‬العامة‮ ‬تحقيقا‮ ‬قضائيا‮ ‬حول‮ ‬كل‮ ‬جملة‮ ‬كتبناها‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬إجلاء‮ ‬الحقائق‮ ‬ومعاقبة‮ ‬أحدنا،‮ ‬فإما‮ ‬أننا‮ ‬نكذب‮ ‬على‮ ‬هذين‮ ‬الرجلين‮ ‬ونستحق‮ ‬أن‮ ‬ندفع‮ ‬ثمن‮ ‬ذلك،‮ ‬أو‮ ‬أن‮ ‬هذين‮ ‬الرجلين‮ ‬فعلا‮ ‬متواطئان‮ ‬على‮ ‬الفساد‮ ‬وبالتالي‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يدفعا‮ ‬الثمن‮.‬
وعوض‮ ‬أن‮ ‬يجيب‮ ‬شباط‮ ‬والذين‮ ‬يدورون‮ ‬حول‮ ‬فلكه‮ ‬عما‮ ‬كتبناه‮ ‬حولهم،‮ ‬فضل‮ ‬هذا‮ ‬الأخير‮ ‬اللجوء‮ ‬إلى‮ ‬سياسة‮ «‬التقلاز‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬الجلابة‮» ‬لكي‮ ‬يخلط‮ ‬الأوراق‮ ‬مستعملا‮ «‬خبرته‮» ‬الإلكترونية‮ ‬لإبعاد‮ ‬الأنظار‮ ‬عن‮ ‬جرائمه‮ ‬العمرانية‮ ‬و‮«‬تسليطها‮» ‬على‮ ‬كاتب‮ ‬هذا‮ ‬العمود‮. ‬وهي‮ ‬تقنية‮ ‬قديمة‮ ‬ومتجاوزة‮ ‬تهدف‮ ‬إلى‮ ‬تبديد‮ ‬اهتمام‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬وراء‮ ‬التفاهات‮ ‬والكلام‮ ‬السوقي‮ ‬الفارغ‮ ‬من‮ ‬المحتوى‮ ‬والشتائم‮ ‬الرخيصة‮ ‬والاتهامات‮ ‬الباطلة،‮ ‬عوض‮ ‬تقديم‮ ‬الأدلة‮ ‬وتفنيد‮ ‬الاتهامات‮ ‬التي‮ ‬وجهناها‮ ‬إلى‮ ‬شباط‮ ‬والوالي‮ ‬الغرابي‮ ‬المتواطئ‮ ‬معه‮ ‬في‮ ‬جرائمه‮.‬
وهكذا،‮ ‬لجأ‮ ‬السيد‮ ‬شباط‮ ‬إلى‮ ‬خدمات‮ ‬أحد‮ ‬معاونيه‮ ‬الشباب‮ ‬المتخصصين‮ ‬في‮ ‬تصميم‮ ‬المواقع‮ ‬الإلكترونية،‮ ‬محمد‮ ‬جبيلو،‮ ‬والذي،‮ ‬يا‮ ‬للمصادفة‮ ‬العجيبة،‮ ‬يشرف‮ ‬له‮ ‬أيضا‮ ‬على‮ ‬موقعه‮ ‬الخاص‮ «‬شباط‮ ‬أونلاين‮»‬،‮ ‬لكي‮ ‬يشتري‮ ‬اسم‮ ‬موقع‮ ‬إلكتروني‮ ‬اختاروا‮ ‬له‮ ‬بين‮ ‬الأسماء‮ «‬نيني‮ ‬يامومو‮.‬كوم‮». ‬ولغباء‮ ‬شباط‮ ‬ومعاونيه،‮ ‬فقد‮ ‬وضعوا‮ ‬موقعهم‮ ‬التحفة‮ ‬بنفس‮ «‬السيرفور‮» ‬الذي‮ ‬يحتضن‮ ‬موقع‮ «‬شباط‮ ‬أونلاين‮» ‬تحت‮ ‬عنوان‭ (‬Internet Protocol IP‭ : ‬91.121.49.141‭)‬،‮ ‬مما‮ ‬يكشف‮ ‬بوضوح‮ ‬عن‮ ‬الأيادي‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬وراء‮ ‬إنشاء‮ ‬هذا‮ ‬الموقع‮ ‬السخيف‮ ‬ولصالح‮ ‬من‮ ‬يشتغلون‮ ‬ومن‮ ‬هم‮ ‬الأشخاص‮ ‬الذين‮ «‬يسهرون‮» ‬على‮ ‬تنشيطه،‮ ‬وبأي‮ ‬ثمن‮. ‬
ولا‮ ‬غرابة‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬ما‮ ‬دام‮ ‬محمد‮ ‬جبيلو‮ ‬وأنور‮ ‬لكحل،‮ ‬المشرفان‮ ‬على‮ ‬الموقع‮ «‬التحفة‮»‬،‮ ‬يشتغلان‮ ‬مع‮ ‬شباط‮ ‬ويسهران‮ ‬على‮ ‬موقعه‮ ‬الشخصي‮ ‬مقابل‮ ‬تعويضات‮ ‬شهرية‮.    ‬
المثير‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الاختراع‮ ‬الإلكتروني‮ ‬العجيب‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬مدير‮ ‬شركة‮ ‬الاستضافة،‮ ‬أيمن‮ ‬رميلي،‮ ‬لا‮ ‬يقول‮ ‬لنا‮ ‬كيف‮ ‬يؤدي‮ ‬ثمن‮ ‬هذه‮ ‬الاستضافة‮ ‬لشركة‭ ‬OVH‭ ‬التي‮ ‬يوجد‮ ‬مقرها‮ ‬في‮ ‬فرنسا،‮ ‬علما‮ ‬بأن‮ ‬هذه‮ ‬الشركة‮ ‬لا‮ ‬تقبل‮ ‬زبائن‮ ‬مغاربة‮ ‬بحكم‮ ‬أن‮ ‬تحويل‮ ‬الأموال‮ ‬من‮ ‬المغرب‮ ‬نحو‮ ‬الخارج‮ ‬يتطلب‮ ‬ترخيصا‮ ‬مسبقا‮ ‬من‮ ‬مكتب‮ ‬الصرف‮. ‬
وبما‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الموقع‮ ‬اختار‮ ‬أن‮ ‬يهاجم،‮ ‬بأسلوب‮ ‬يفتقر‮ ‬إلى‮ ‬حس‮ ‬السخرية،‮ ‬شخصا‮ ‬اسمه‮ ‬رشيد‮ ‬نيني‮ ‬يضعه،‮ ‬منذ‮ ‬سنوات،‮ ‬شباط‮ ‬وولي‮ ‬نعمته‮ ‬الغرابي‮ ‬ومن‮ ‬يحميهما‮ ‬معا‮ ‬في‮ ‬وزارة‮ ‬الداخلية‮ ‬وأجهزة‮ ‬المخابرات،‮ ‬في‮ ‬لائحة‮ ‬المطلوبة‮ ‬رؤوسهم‮ ‬للقطع،‮ ‬فإن‮ ‬موقعا‮ ‬آخر‮ ‬اسمه‮ «‬هيسبريس‮»‬،‮ ‬لصاحبه‮ ‬الحمدوشي،‮ ‬تخصص،‮ ‬منذ‮ ‬إنشائه‮ ‬قبل‮ ‬سنوات،‮ ‬في‮ ‬استعمال‮ ‬اسمي‮ ‬في‮ ‬عناوين‮ ‬لمقالات‮ ‬سخيفة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬استدراج‮ «‬نقرات‮» ‬الزوار‮ ‬إلى‮ ‬قراءتها‮ ‬وتكثير‮ ‬عددهم‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تقديم‮ ‬أرقام‮ ‬الزوار‮ ‬إلى‮ ‬شركة‮ «‬غوغل‮» ‬للحصول‮ ‬على‮ ‬إشهاراتها‮ ‬وتحويل‮ ‬عائداتها،‮ ‬التي‮ ‬تتجاوز‮ ‬ألف‮ ‬أورو‮ ‬يوميا،‮ ‬لحسابه‮ ‬البنكي‮ ‬في‮ ‬كندا‮ ‬حيث‮ ‬يقيم‮. ‬
ومن‮ ‬يدخل‮ ‬إلى‮ ‬هذا‮ ‬الموقع‮ ‬ويكتب‮ ‬اسمي‮ ‬الكامل‮ ‬في‮ ‬محرك‮ ‬بحثه‮ ‬سيحصل‮ ‬على‮ ‬قائمة‮ ‬طويلة‮ ‬جدا‮ ‬بالمقالات‮ ‬التي‮ ‬نشرها‮ ‬هذا‮ ‬الموقع‮ ‬حولي،‮ ‬وسيلاحظ‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬يشد‮ ‬الانتباه‮ ‬فيها‮ ‬هو‮ ‬عناوينها‮ ‬المثيرة‮ ‬والفضائحية،‮ ‬أما‮ ‬مضامينها‮ ‬ففارغة‮ ‬تماما‮ ‬وأسلوبها‮ ‬مفكك‮ ‬ومرتبك‮ ‬ومليء‮ ‬بالأخطاء‮ ‬التعبيرية‮ ‬والإنشائية‮.‬
لقد‮ ‬أصبح‮ ‬الأخ‮ ‬الحمدوشي‮ ‬بفضلي‮ ‬أحد‮ ‬أكبر‮ ‬أثرياء‮ ‬الهجرة‮ ‬المغربية‮ ‬بكندا‮. ‬هنيئا‮ ‬له‮ ‬بما‮ ‬يجمعه‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬اسمي‮ ‬وصورتي،‮ ‬لكن‮ ‬من‮ ‬حق‮ ‬زوار‮ ‬موقعه‮ ‬أن‮ ‬يعرفوا‮ ‬أنه،‮ ‬بغض‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬الأرباح‮ ‬المادية‮ ‬التي‮ ‬يحققها‮ ‬من‮ ‬وراء‮ ‬استهدافي‮ ‬بتلك‮ ‬المقالات‮ ‬السخيفة،‮ ‬يختفي‮ ‬هدف‮ ‬آخر‮ ‬أكثر‮ ‬خطورة‮ ‬يتناغم‮ ‬تماما‮ ‬مع‮ ‬الحملة‮ ‬المسعورة‮ ‬التي‮ ‬يخوضها‮ ‬ضدي‮ «‬لوبي‮» ‬مكون‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬كبار‮ ‬رجالات‮ ‬الدولة‮ ‬والمال‮ ‬والإعلام‮ ‬الذين‮ ‬لم‮ ‬يستطع‮ ‬أي‮ ‬واحد‮ ‬منهم‮ ‬أن‮ ‬يكذب‮ ‬الأخبار‮ ‬والتحقيقات‮ ‬التي‮ ‬نشرناها‮ ‬حوله‮. ‬وهكذا،‮ ‬لم‮ ‬يجدوا‮ ‬من‮ ‬حل‮ ‬آخر‮ ‬للرد‮ ‬سوى‮ ‬الاختباء‮ ‬وراء‮ ‬عصابة‮ ‬من‮ ‬المسخرين‮ ‬المندسين‮ ‬بين‮ ‬أسلاك‮ ‬المواقع‮ ‬الإلكترونية‮ ‬وشبكة‮ ‬الفيسبوك‮ ‬لترويج‮ ‬الأكاذيب‮ ‬والأباطيل‮ ‬حولي‮ ‬وحول‮ ‬أسرتي‮ ‬والشركة‮ ‬التي‮ ‬تصدر‮ ‬جريدة‮ «‬المساء‮» ‬بهدف‮ ‬إضعاف‮ ‬معنوياتي‮ ‬ودفعي‮ ‬إلى‮ ‬إلقاء‮ ‬السلاح‮ ‬والاستسلام‮.‬
لذلك‮ ‬أجد،‮ ‬اليوم،‮ ‬من‮ ‬الضروري‮ ‬أن‮ ‬أثير‮ ‬انتباه‮ ‬القراء‮ ‬الأعزاء‮ ‬بشكل‮ ‬خاص‮ ‬والرأي‮ ‬العام‮ ‬بشكل‮ ‬عام،‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬أتعرض‮ ‬له‮ ‬اليوم‮ ‬من‮ ‬تشويه‮ ‬وتشهير‮ ‬واستعداء‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ ‬مقدمة‮ ‬لما‮ ‬سيأتي‮ ‬في‮ ‬القادم‮ ‬من‮ ‬الأيام‮. ‬
فقد‮ ‬بدؤوا‮ ‬بحرق‮ ‬نسخ‮ ‬من‮ «‬المساء‮» ‬في‮ ‬كلية‮ ‬فاس‮ ‬ووقفة‮ ‬الحسيمة،‮ ‬وصوروا‮ ‬ذلك‮ ‬وعمموه‮ ‬عبر‮ «‬اليوتوب‮»‬،‮ ‬وجند‮ ‬بعض‮ ‬رجال‮ ‬الأعمال‮ ‬فرقة‮ ‬من‮ ‬الصحافيين‮ «‬السيرورات‮» ‬الذين‮ ‬يلمعون‮ ‬أحذيتهم‮ ‬مقابل‮ ‬الإعلانات،‮ ‬لكي‮ ‬يرمونا‮ ‬بأرخص‮ ‬التهم‮ ‬المشينة،‮ ‬محرضين‮ ‬بعض‮ ‬الصغار‮ ‬الذين‮ ‬اكتشفوا‮ ‬النضال‮ ‬قبل‮ ‬يومين‮ ‬على‮ ‬اتهامنا‮ ‬بالسخرة‮ ‬لصالح‮ ‬الأجهزة،‮ ‬مع‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬الشعارات‮ ‬والمطالب‮ ‬التي‮ ‬ينادي‮ ‬بها‮ ‬زملاء‮ ‬هؤلاء‮ ‬الشباب‮ ‬اليوم‮ ‬كنا‮ ‬نحن‮ ‬سباقين‮ ‬إلى‮ ‬رفعها‮ ‬في‮ ‬وقت‮ ‬كان‮ ‬فيه‮ ‬أغلبهم‮ ‬لم‮ ‬يكتشف‮ ‬وجود‮ ‬الجرائد‮ ‬بعد‮.‬
إننا‮ ‬واعون‮ ‬تمام‮ ‬الوعي‮ ‬بأن‮ ‬ما‮ ‬نقوم‮ ‬به‮ ‬يدك‮ ‬حصون‮ ‬وقلاع‮ ‬رجالات‮ ‬اعتبروا‮ ‬أنفسهم‮ ‬مقدسين‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬البلاد،‮ ‬بحيث‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يتسامحوا‮ ‬معك‮ ‬عندما‮ ‬تنتقد‮ ‬الملك،‮ ‬لكنهم‮ ‬غير‮ ‬مستعدين‮ ‬للتسامح‮ ‬مع‮ ‬من‮ ‬ينتقدهم‮. ‬إنهم‮ ‬ملوك‮ ‬الطوائف‮ ‬الجدد‮ ‬الذين‮ ‬أحاطوا‮ ‬بلاطاتهم‮ ‬بالأتباع‮ ‬وشعراء‮ ‬التكسب‮ ‬والانتهازيين‮ ‬الذين‮ ‬يزينون‮ ‬لهم‮ ‬غطرستهم‮ ‬وشططهم‮ ‬وأنانيتهم‮ ‬المفرطة‮ ‬في‮ ‬التضخم‮.‬
هؤلاء‮ ‬الأقزام‮ ‬يعرفون‮ ‬أن‮ ‬عصرهم‮ ‬الذهبي‮ ‬قد‮ ‬شارف‮ ‬على‮ ‬الانتهاء،‮ ‬ولذلك‮ ‬فهم‮ ‬يشهرون‮ ‬أثقل‮ ‬أسلحتهم‮ ‬للدفاع‮ ‬عن‮ ‬حصونهم‮ ‬وقلاعهم‮. ‬ولعل‮ ‬السلاح‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬يجيدون‮ ‬استعماله‮ ‬هو‮ ‬سلاح‮ ‬التشهير‮ ‬والإشاعة‮ ‬والكذب‮ ‬والتلفيق‮. ‬ولأن‮ ‬مصالحهم‮ ‬تلتقي‮ ‬مع‮ ‬مصالح‮ ‬بعض‮ ‬الصحافيين‮ ‬الفاشلين‮ ‬الذين‮ ‬شكلت‮ ‬لهم‮ «‬المساء‮» ‬عقدة‮ ‬في‮ ‬حياتهم‮ ‬المهنية‮ ‬والنفسية،‮ ‬والذين‮ ‬لم‮ ‬يسبق‮ ‬لهم‮ ‬أن‮ ‬حاربوا‮ ‬مفسدا‮ ‬أو‮ ‬فضحوا‮ ‬لصا‮ ‬من‮ ‬لصوص‮ ‬المال‮ ‬العام‮ ‬كما‮ ‬ظلت‮ ‬تصنع‮ «‬المساء‮» ‬يوميا‮ ‬منذ‮ ‬ظهورها،‮ ‬فإنهم‮ ‬يتحدون‮ ‬في‮ ‬محاربتنا‮ ‬انتقاما‮ ‬من‮ ‬نجاح‮ ‬هذه‮ ‬الجريدة‮ ‬ونجاح‮ ‬منشوراتها‮ ‬الأخرى‮ ‬التي‮ ‬وجدت‮ ‬جمهورها‮ ‬بسرعة‮ ‬قياسية‮. ‬
وهكذا،‮ ‬صرنا‮ ‬نحن‮ ‬هم‮ ‬اللصوص‮ ‬وقطاع‮ ‬الطرق‮ ‬والانتهازيين‮ ‬وعملاء‮ ‬المخابرات،‮ ‬بينما‮ ‬اللصوص‮ ‬وقطاع‮ ‬الطرق‮ ‬الحقيقيون‮ ‬والانتهازيون‮ ‬بالفطرة‮ ‬والمخابراتيون‮ ‬يحظون‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬هؤلاء‮ ‬الأقزام‮ ‬و‮«‬السيرورات‮» ‬بالأمان‮ ‬والتوقير‮.‬
إنهم‮ ‬يحاولون،‮ ‬بكل‮ ‬ما‮ ‬أوتوا‮ ‬من‮ ‬مكر‮ ‬واحتيال‮ ‬وخبث،‮ ‬قلب‮ ‬الحقائق‮ ‬حتى‮ ‬يتحول‮ ‬اللص‮ ‬إلى‮ ‬شريف‮ ‬والشريف‮ ‬إلى‮ ‬لص‮. ‬وليس‮ ‬أحسن‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الفترة‮ ‬الحرجة‮ ‬التي‮ ‬يعيشها‮ ‬المغرب‮ ‬بالنسبة‮ ‬إلى‮ ‬هؤلاء‮ ‬لخلط‮ ‬الأوراق‮ ‬وتغيير‮ ‬الكراسي‮ ‬والأقنعة‮.‬
نحن‮ ‬نعرف‮ ‬من‮ ‬يحركهم‮ ‬ومن‮ ‬يقف‮ ‬وراءهم‮ ‬ومن‮ ‬يمدهم‮ ‬بالدعم‮ ‬اللازم‮ ‬لخوض‮ ‬حربهم‮ ‬القذرة‮ ‬ضد‮ ‬الصحافة‮ ‬التي‮ ‬اختارت‮ ‬الاصطفاف‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬الشعب‮ ‬ضدا‮ ‬على‮ ‬لصوصه‮ ‬ومصاصي‮ ‬دمائه‮. ‬
هذه‮ ‬معركتنا‮ ‬المصيرية‮ ‬التي‮ ‬لن‮ ‬نتراجع‮ ‬عنها‮ ‬مهما‮ ‬كلف‮ ‬الثمن‮.    ‬

عدد التعليقات (1 تعليق)

1

مصطفى

و الله إن القلب ليحزن و العين لتدمع و لكن اللسان لا يجب أن يصمت و يدون القلم كل ما يجب فضحه في حق هؤلاء المندسين بيننا و المحسوبين علينا و نحن برءاء منهم براءة الذئب من دم يوسف. و نحن نكن لك يا أيها الشجاع الاحترام و كل الشكر على ما تنوب به عنا. و كما قلت فإنه عهدهم في زوال إلى غير رجعة إنشاء الله

2011/03/21 - 10:28
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات