الكرامة
محمد رواسي
شعار رفعه المغاربة في عهد الاستعمار الذي كان يذبح أبناءهم ورجالهم ويستحي نسائهم.
ويحرق محاصيلهم ويعذب ثم يقتل كل من وقع تحت قبضته. ويستغل كل خيراتهم.
شعار حملوه في قلوبهم وكتب على جبين كل مقاوم العزة أو الموت دمي فداء وطني.
وورث الأبناء هذا الشعارا ردحا من الزمن تم بدأ يذبل إلى أن جاء العهد الذي أصبحت كرامة المواطن المغربي أول ما يتنازل عنه أو يبيعه مثل مجموعة من البرلمانيين.
يرفع هذا الشعار اليوم خال من كل معنى.
لاكرامة للمواطن داخل إدارته حيث يتم جرجرته وجره إلى الرشوة والابتزاز.
لاكرامة له في الشارع العام حيث يسمع كلام السب والشتم والالفاظ الساقطة ولربما أصبحت مشاعة داخل الأسر وداخل مؤسسات التربية والتعليم. فقدت التربية وفقد الحياء في فضاء الشارع والبيت والمدرسة.
أهدرت كرامة المواطن في النقل بين المدن وداخلها عربات متهالكة دخانها يملؤ الأجواء من حولها. مكسورة النوافذ بداخلها ازدحام وروائح كريهة لاحق لحامل ولا لمسن في الجلوس.
يمكن للقطار أن يتوقف بك في مكان خال لمدة دون سابق إنذار.
أما إذا ركبت امرأة سيارة الأجرة من نوع مرسديس 240 وكانت في المقعد الأمامي بجانب رجل فهما في غرفة النوم لا ينقصهما الا التلفاز اي كرامة بعدها.
إذا تظاهر المواطنين ولو في صمت من داخل بيوتهم ينعتهم الوزراء بالمداويخ ويهددونهم بالمتابعة القضائية ويزيدونهم عناءا برفع الأسعار وقطع الأرزاق. تبعا للحكمة إذا ضربت على خذك الأيمن من طرف سيدك فأعطيه الخد الأيسر ليرضى عنك.
أي كرامة بقيت وبناتنا القاصرات الخادمات تكوى بالنار وتجلد بالسياط وتستعبد داخل البيوت وتحرم النوم والأكل.
أية كرامة تستيقظ الناس في الصباح ولاتجد الشاي والسكر والخبز والغاز في بيوتها. وبعد طلوع الشمس يعود رب الأسرة من الموقف الذي ظل واقفا فيه لساعات عارضا ساعديه للعمل فلم يجده. أية كرامة والدولة تجمع الملايير من المواطنين لتأتي الذئاب وتنهشها وتجفف كل المنابع.