عفوا السيد الرئيس

عفوا السيد الرئيس

محمد رواسي

ما فتئ رئيس الحكومة السيد العثماني يردد ان برلماني ووزراء ومسؤولين من حزب العدالة والتنمية يعيشون نفس الأوضاع أو قريبة منها قبل توليهم المسؤولية.

وفي كل لقاء يحاول شرح ما يتمتع به هؤلاء من نظافة اليد والابتعاد عن الكسب الحرام.

 والأمر كذلك لنسبة كبيرة منهم وهي نقطة حسنة نهنئ أصحابها  ونشد على أيديهم ونبارك لهم في أرزاقهم وأعمالهم .

وتكرير هذا المدح من رئيس الحكومة إنما هو عزاء للنفس وهروبا من البوح بالفشل ولا ينفع الشعب المغربي في شيئ.

وهي أسطوانة شبيهة بأسطوانة سلفه في شرح مشروعية الملكية التي لا تحتاج إلى تأكيد.

ما كنا ننتظره منك السيد الرئيس هو أن تتخذ إجراءات ملموسة لخلق الثروة وفرص العمل ومحاربة البطالة التي تجاوزت 20٪ ببعض المدن والضرب بقوة على من يتلاعب بمصالح الناس ويفسد في المال والسلطة. وهم تحت مسؤوليتك.

 ولقد أعطى السيد محمد الوفا مثالا خلال ترأسه وزارة التعليم.

بأن من بيده السلطة يمكنه إرغام كل المسؤولين على الامتثال للقانون وللعدالة والانصياغ إلى الحق وآداء الواجب وكان في عهده كل المدراء ورؤساء الأقسام والمديريات المركزية والفرعية يتبرؤون من أي عمل مخالف للحقيقة.

وكل منهم يقول نفسي نفسي. وحارب الأشباح وأعاد عدة ممتلكات للدولة من يد من تخافهم انت.

 وهؤلاء يخافون ولا يستحيوون وأنت أقوى منهم سلطة .

وواجه كل فاسد بحزم وكان يسمي الأشياء بمسمياتها.

وكان كذلك للسيد رباح موقف مشرف حينما واجه مستغلي المقالع والرخص والريع قبل أن ينسحب. 

ولازالت السيد الوزير أمامك فرصة لكي تصول وتجول وتحق الحق وتبطل أعمال المجرمين الذين هم تحت إمرتك يفسدون في الصحة ويذهبون للسهر في المصحات الخاصة لتوليد النساء ويتركون الأمهات تنزف في مستشفيات الدولة. والذين يفسدون في التعليم بشرح الدروس خارج مؤسسات الدولة ويبيعون الشهادات العليا. والمدراء الذين ثمن سياراتهم ومنازلهم الخاصة يفوق راتب 40 سنة عمل. 

ورؤساء الجماعات والوكالات الحضارية الذين امتلأت بيوتهم بالدولارات والمجوهرات.

والقضاة ورؤساء المحاكم الذي يسخرون سماسرة لابتزاز المواطنين وطمس الحقائق وتزييف العدالة. 

ويمكنك أن تصدر قرارات وتعليمات ترغم بها كل موظف وكل تاجر وكل عضو في جماعة أو غيرها بفعل ما يلزم.

إذا كنت تريد إبراء الذمة فذالك ممكن. ويمكنك إعادة الأمور إلى نصابها وتحرر المواطنين من الاستغلال البشع وتعيد لهم الاطمئنان والثقة في الحكومة. وتعطينا الأمل في التصويت عليك وعلى حزبك مرة أخرى. 

 

وإن كنت تريد ممارسة السياسة كما مارسها عدة رؤساء قبلك  إلى حين تسليم المفاتيح لأصحابها حري بك أن تنسحب لتوقف عداد السيئات التي تتحمل وزرها.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة