الفقر في المغرب
محمد رواسي
لماذا لازم الفقر أغلب سكان المغرب علما أن به سهول خصبة وأراضي شاسعة وبحرين لايبغي احدهما على الأخر وجبال بل سلسلة جبال بها مناجم ومعادن وهضاب حبلى بالفوسفاط وتجني الدولة أنواعا من الضرائب إلى درجة الغرائب. وصحاري شاسعة بها حديد وفوسفاط وفوق رمالها نخل باسق.
كانت منطقة سايس لوحدها تشبع فرنسا وهولاندا وبلجيكا من الحوامض والبطاطس والحبوب وأنواع العنب ناهيك عن التين والزيتون بزرهون والنواحي.
بلغ الإنتاج مداه في الضيعات التي كانت تسيرها فرنسا وبلغ إنتاج الحبوب 70 قنطارا في الهكتار وتجاوز إنتاج الهكتار الواحد ال45 طنا من البطاطس والبصل. وكانت المياه تجري فوق الأرض منابعها بالسهول ومن جبال الأطلس القريب منها. كانت مكناس ونواحيها كافية لإطعام المغرب.
من فرط في هذه الخيرات وحول ضيعاتها إلى خراب. من أين أتى الفقر وبجوار سايس الغرب وما أدراك ما طماطم الغرب وقمح الغرب وموز الغرب.
فكيف أصبح المغاربة فقراء ومن دبر ويدبر ذالك اليوم.
الفقر في المغرب دبر بليل وساهم فيه أعداء الخارج ونفذ ذالك خونة الداخل. ورضي السادة والأهالي بالعبودية والولاء لفرنسا. إلى أن تم تدمير البلاد والعباد ولازالت أنياب المستعمر تبث سمومها في الجسم المغربي بتربيتها وثقاتها ومكرها وخذاعها بل أصبح من ينوب عنها من أبناء جلدتنا.
الفقر ليس أسبابه خارجية فقط بل داخلية تمثل في الجشع والطمع للحكومات المتعاقبة عليه ومن بشاكلتهم ممن احتكروا أمواله.
والفقر مرتبط بمن تخلو عن العمل ولهتو خلف الريع والامتيازات واستكان البعض للراحة والخمول.
الحكومات كانت تنهش وتسلب بدون حسيب ولا رقيب إلى أن جاءت الحكومتين الأخيرتين قيل أنهما لا يسرقان وتحت المسؤولية والمراقبة وأمسكت يداها عن أموال الدولة. لكن مدت يدها لجيوب من كان يريد الفرار من الفقر لتساهم بدورها في تأزيم الوضع. ولن تأتي أية حكومة مغربية برؤية مستقبلية والعمل على إبعاد شبح الفقر على مدى معين بل كلها تدير أزمات البلاد بخلق أزمات أخرى. لينمو الفقر ويزدهر ويحقق أعلى نسب نجاح الانتشار في بلدنا.