الذكاء الاصطناعي
كمال الراوي
الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence فرع من فروع علوم الكمبيوتر Computer science، يهدف إلى محاكاة السلوك البشري وذلك لإنتاج برمجيات وآلات ذكية، ويعد عاملا أساسيا ومحـركا للتقـدم والنمـو والازدهـار خـلال السنوات القليلة القادمة في جميع مجالات الحياة: العسكرية والصناعية والاقتصادية والتطبيقات الطبية والتعليمية...
الحواسيب والبرامج التقليدية، يتم برمجتها على كل خطوة تقوم بها، بينما في الحواسيب والنظم الذكية يحاول المبرمج أن يجعلها تتخذ قرارها من تلقاء نفسها، وذلك من خلال نقل قدرات الذكاء البشري إلى الآلات، كالقدرة على الاستدلال والاستنتاج والإدراك والقدرة على التعلم والتمييز البصري ...
ومما لا ريب فيه أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في ثورة صناعية لم تشهدها البشرية من قبل، مما سيؤدي إلى تغيير جذري في حياة الإنسان، وربما ما كنا نراه خيالا في أفلام هوليود (الصراع بين الإنسان والآلة) سيصبح واقعا في مستقبل بدأت تظهر معالمه الآن.
وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي ما يزال في مراحله الأولى، إلا أنه تمكن من إعطاء نتائج دقيقة تضاهي النتائج البشرية وتفوقه أحيانا فمثلا في المجال الطبي، يعمل الذكاء الاصطناعي على تلقين وتزويد الآلات والأجهزة بالبيانات واللوغاريتمات الضرورية، حتى يصبح الجهاز قادرا على التحليل الدقيق والسريع للمعطيات الطبية، البحث في تفاصيل تبدو للإنسان تافهة (كطريقة المشي، إيقاع الصوت....) قد تكون علامات تحذير مبكرة للإصابة بأمراض وقف الإنسان عاجزا أمام تحديد أسبابها. بالإضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح يتدخل في العمليات الجراحية الدقيقة كجراحة الأعصاب والعمود الفقري وأيضا في الطب النفسي
وللذكاء الاصطناعي عدة تطبيقات أخرى في حياتنا اليومية لا يمكن حصرها، ونذكر فقط على سبيل المثال:
السيارات ذاتية القيادة والطائرات دون طيار.
الإنسان الآلي (الروبوت) وهو جهاز ميكانيكي مبـرمج للعمـل مسـتقلا عـن السـيطرة البشـرية، يتم توظيفه في مختلف الصناعات والخدمات وفي المجال العسكري والطبي والتعليمي ...
المدن الذكية smart city : استخدام تقنيات وطرق ذكية لدعم مدينة وإدارتها والتحكم ومراقبة تفاصيلها (الإنارة، توزيع الماء والكهرباء، المواصلات، الاتصالات....).
تحليل البيانات الاقتصادية كالبورصة وتطوير أنظمة تداول الأسهم.
برامج الألعاب كألعاب الشطرنج وألعاب الفيديو.
عناقيد Google البحثية...
تحديات المستقبل والسرعة الكبيرة التي يعرفها التطور العلمي والتكنولوجي في العالم، يستدعي تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات الحكومية والإعلامية والتعليمية، والعمل على تطوير الكفاءات والقدرات الوطنية في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي لدى جميع فئات المجتمع وخصوصا مواطني ومواطنات الغد أي أطفال اليوم، والعمل على التوعية المجتمعية بأساسيات هذا المجال، وإعطاء أهمية كبيرة لمجال التعليم وتجاوز الحسابات السياسية الضيقة والتافهة التي قد تفوت علينا فرصة استباق تحديات المستقبل. والعمل أيضا على تشجيع الأطر ذات الكفاءات والمؤهلات القادرة على مواكبة التحدي. بالإضافة إلى الغوص في مضمون وتفاصيل القضايا عوض الاكتفاء بعناوينها، لأن المستقبل سيكون للاجتهاد الحقيقي والابتكار، ولن يكون هناك مجال للتحايل والتلاعب بالكلمات والمصطلحات بهدف المراوغة والتمويه والإلهاء.