تركيا داخل المغرب وخارجه
محمد رواسي
كثر الحديث هذه الأيام على ذكر أردوغان وتركيا على الصعيد العالمي وداخل المغرب حيث تم إعادة التفاهم المغربي التركي على اتفاقية تجارية جديدة بمفهوم رابح رابح حيث تضرر المغرب كثيرا من الاتفاقية القديمة وخاصة في قطاع النسيج القوة الضاربة لتركيا في الميدان.
وشنت الإمبريالية العالمية حملة تشهير بالأتراك بدءا من ملف الأرمن ومحاولة الانقلاب العسكري ووصولا إلى العقوبات التجارية التي فرضتها أمريكا على تركيا السنة الماضية.
وما تقوم به فرنسا وألمانيا وهولندا وأمريكا ومعهم إسرائيل ضد تركيا من محاولة زعزعة أمنها وتقليص دورها السياسي والحد من فاعلية افثصادها هي خطة مدروسة ومحبكة لكي يخلو الجو لهذه الدول والسيطرة على ثروات البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق ولم يعد من ينادي بالحرية للفلسطينيين وعموم العرب والمسلمين.
بقي في الشرق قوتين مزعجتين للغرب هما تركيا وإيران قوتين للممانعة ولربما لتغيير الموازين.
هاتين الدولتين الوحيدتين يتمتعان بحس سياسي وأمني في لمنطقة ويعلمان جيدا مخطط الغرب وإسرائيل .
وهما قاب قوسين أو أدنى للخروج من هيمنة الدول الضاغطة على العالم المتخلف ومنه العرب والمسلمين.
كان بإمكان تركيا التمدد اقتصاديا وتجاريا في الدول العربية والإسلامية
لولا إيعاز تلك الدول وتحذيراتها من قوة تركيا التي أصبحت تضاهي الدول المتقدمة في صناعتها وسياستها وتنظيم شعوبها.
بل تجاوزتهم في بعض المجالات ومنها بناء صرخ ديمقراطي انبهروا منه واعترفوا به.
هي الآن تصنع جميع أنواع السيارات والمركبات والدبابات وتطور الطائرات الحربية وتضع قدمها في البحر الأبيض المتوسط حيث الصراع على النفط والغاز والمواقع العسكرية. ولعبت تركيا دورا أساسيا لإعادة الفرقاء الليبيين لطاولة المفاوضات بلغة القوة التي لا يفهم الغرب أية لغة سواها.
وتزداد ضراوة الصراع بين الغرب وتركيا لو بقي أردوغان في سدة الحكم بعد 2021. حينها ستفتح تركيا ملفها النووي.
مزاعم الغرب تجاه إيران محاولة امتلاك سلاح نووي ونشر المذهب الشيعي وزعزعت استقرار السنة. ومزاعمهم تجاه تركيا الرغبة في إعادة الخلافة العثمانية والهيمنة على الدول الإسلامية وكأن الغرب أرحم الناس بباقي الدول العربية والإسلامية.