أيهما أفسد الآخر
محمد رواسي
طرح أحد الأصدقاء سؤالا يقول فيه هل مواقع التواصل الاجتماعي أفسدت مجتمعنا؟
أم مجتمعنا فاسد فضحته مواقع التواصل الاجتماعي؟
هي حقيقة لا ننكرها أننا نعيش في فساد كبير وتدافع بين الخير والشر داخل المجتمع المغربي حينما تدهب إلى مناطق من الريف المغربي وتجد تماسك محكم بين الأسر وتعاون بين أفراد القبيلة وتلاحم أهلها تلاحظ أن جانب الخير والعطاء الإنساني الجميل طغى وبها تحلوا الحياة. وحينما تتوغل في أحياء المدن المغربية وتسمع عما يجري من جفاء سكانها وقسوة بعضهم على البعض وترى الشباب متسكع ومستعد لخلق الفوضى إلى درجة المس بحقوق الناس ومكتسباتهم والحد من حرياتهم يكون جانب الشر قد طغى وأعطى صورة سلبية للحياة.
وحينما ترى من بيدهم زمام الأمور يلهثون خلف مصالحهم وعينهم على المنافع وفسدت نفوسهم بل وصلوا حد المكر للمجتمع من داخله والمواطن لا يملك إلا أن يحوقل _لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم _
سرا ليفرج عن نفسه. جاءته الفرصة ليحوقل علنا ويسمع ما بداخله لغيره ويفضح المستور.
مواقع التواصل الاجتماعي كشفت خبايا فساد كبير يشار إليه دون تسمية صاحبه. والى هنا لازال دورها محدود في كشف الفساد والمفسدين. ولن يتأتى له ذالك ألا بعد رفع الخوف عنه وسيف القانون الأجوف الذي يحمي المفسدين.
وتنشر فيديوهات علنا تسمي أفعالهم وتنسبها إليهم دون حرج يذكر كما نقول أن يصدع بالحق وهو آمن.
يتم التشهير بالمفسدين مثلما يتم حاليا بأصحاب السيوف والسكاكين والشفرات والهراوات والأدوات الحادة ومستعمل الحيل والنصب.
وهنا أطرح تساؤلا هناك مواطنين لهم علم يقين بمواقع فيها فساد ربما عاينوها او عاشوها او فرضت عليهم ويعرفون المفسد وأدواته لكن ليست لهم الحماية لأنفسهم ومصالحهم ليفصحوا عما بداخلهم.
وما يؤرق كثيرا هو أن شعب بأكمله يعرف بؤرا ومستنقعات في مجالات عدة ولا يستطيع الحديث عن أصحابها.وكل زخم فيه تفاعل كبير في بلد متخلف تتدخل فيه أيادي خفية وعلنا لتفسد فيه. وبذلك تكون منصات التواصل الاجتماعي في المغرب سيف دو حدين.وفي الأخير أنقل لكم ملخص صاحب السؤال الأستاذ المفضل. شكرا أصدقائي على تفاعلكم
أغلب آراءكم صبت في اتجاه فساد الاثنين وبعض الآراء ذهبت لتبرئة مواقع التواصل الاجتماعي وأشارت لإسهامها في التواصل بين الناس بشكل إيجابي
آخرون ارتأوا أن هناك تأثيرا وتأثرا كتفاعل كيميائي يحدث في منحيين(خاص بمدرسي الكيمياء).
الفساد متواجد في كل عصر وفي كل قطر إلا أنه يتوارى كلما حل العدل في المجتمع ومع الأسف تبقى فئة مصرة على فسادها وكأنها مفطورة عليه وهذه الفئة زاد تعدادها في عصرنا الحاضر بحكم ميل الناس إلى اللهث وراء إشباع غرائزهم المادية والبيولوجية وصار التطاحن على من سيظفر بالنصيب الأكبر من متع الدنيا الحرام ،والأعداء متربصون بأعداءهم فكلما ضبطوا فاسدا فضحوه وجاءت مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة تنشر عليها الفضائح بكل حرية وبما أن جرأة بعضهم فاقت حدها الطبيعي ولم يعد للحياء مكان في المجتمع وبلغت الوقاحة في التعبير أشدها فسدت مواقع التواصل وفقدت طهرها وتلوثت بقبيح الصور والألفاظ.
وهكذا فسدت مواقع التواصل بسبب توجه أفراد من المجتمع لفضح فساد فئات منه.