بركاتك يا بوليف..
نجاة حمص
أخيرا,وبعد فترة خمود وخمول دامت سنوات,بدأ وزراء العدالة والتنمية في تسخين طبول و"بنادير" ما قبل الانتخابات,لإعطاء الشعب جرعته المسكنة المعتادة,وهكذا وبعد الخرجة العنترية لمصطفى الرميد حول الإثراء غير المشروع,جاء دور محمد نجيب بوليف ليهاجم قروض "انطلاقة"..
برنامج "انطلاقة" هو مشروع ملكي يهدف إلى إحداث الآلاف من مناصب الشغل ودعم المقاولات,ويحظى بدعم مختلف المؤسسات البنكية والحكومة وبنك المغرب وغيرهم,لتشجيع الشباب وأصحاب المشاريع,بنسبة فائدة لا تتجاوز 1.75 بالمائة,وهي النسبة التي استغلها الوزير السابق وعضو الأمانة العامة بحزب العدالة والتنمية,ليطلع طلعته الانتخابية المبكرة,مذكرا المواطن المغربي بشعارات ما قبل وصول الحزب الإسلامي إلى الحكومة,عندما كان أعضاء العدالة والتنمية يلقون والشعب يبلع..
صحيح أن حزب العدالة والتنمية لا يعطي رشاوى مالية,لا يوزع الدجاج على الناخبين,ولا يقيم المؤدبات والسهرات,وليالي الأنس والفرفشة,نظرا لما يتكلفه ذلك من أموال طائلة,لكنه في المقابل يعمد إلى إستراتيجية مجانية, استغلال الدين ودغدغة مشاعر المواطن البسيط ,لتحسيسه بان الإسلام مهدد وان أعضاء الحزب هم الذين بإمكانهم مواجهة تقدم جحافل الكفار والمنافقين,وردع الزندقة والفسوق,وبعد أن يدلي الناخب بصوته,الذي يصوره له فقهاء العدالة والتنمية انه بمثابة سهم يرمى في سبيل الله,يعانق الحزب زنادقة الأمس و فساقه,وتبدأ سلسلة غذائية جديدة,وسنوات من الغنى المشروع,الجائز شرعا وقانونا..
الأسئلة التي تطرح هي من قبيل :هل يعلم السيد محمد نجيب بوليف,أن آخر هم الشباب العاطل عن العمل هو مسالة الربا؟,ونظرا لتزايد أعداد المنتحرين واستفحال الأمراض النفسية في صفوف المعطلين,من الأولى؟ أتجنب تلك النسبة الضئيلة من الربا أم حفظ النفس البشرية؟ علما أن الدين الحنيف قد سمح للمشرف على المنية بأكل الخنزير وشرب الخمر .ولنترك للمجلس العلمي الأعلى الكلمة,كما قال السيد الحسن عبيابة,وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة,فهو أوسع إدراكا و أغزر معرفة من "بو الليف"..
وبخصوص داء الشيزوفرينيا,لا ندري إذا كان الأولى بها صليا,معطلون يبحثون عن إقامة مشاريع مدرة للدخل بفائدة لا تتعدى 1.75 بالمائة,أم اقتناء فيلا مساحتها 380 مترا بتمارة,فقد كان السيد بوليف موضوع بحث خلال فبراير ,2019 من طرف لجنة النزاهة والشفافية التي يترأسها القيادي مصطفى الرميد, عندما أثير اسمه بكونه حصل على الفيلا موضوع النقاش .حيث حقق معه الرميد حينها وخلص انه استفاد فعلا من قرض بنكي,من اجل الحصول على العقار.
هكذا,وبعد أن وظف أعضاء الحزب أبنائهم وأقاربهم,وحشروا التابعين والمريدين في دهاليز المؤسسات العمومية والشبه عمومية,وحصل البرلمانيون المحسوبون عليهم على تعويضاتهم الخيالية,فان أخوف ما يخاف على الإسلام هي هذه المبادرة الاقتصادية,التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد المغربي من خلال حصول بعض الشباب العاطلين وحاملي الشهادات وأصحاب الأفكار الخلاقة, على قرض بنسبة فائدة ميكروسكوبية..
لنلطم بصمت!