العلمانيون العرب و الدعوة لعبادة الاوثان و الاصنام
عبد الهادي وهبي
لقد أصيب الجسد العربي اليوم برصاصتين ، الأولى من الجمعيات المتاجرة بحقوق الإنسان ، و الثانية من جراثيم وكراكيب الفكر العلماني البائد ، لقد حاول العلمانيون في المشرق منذ عهد أتاتورك الذي خرب تركيا ،ودمرها تدميرا بدعم من الغرب ان يوهموننا أنهم ضد الدين بشكل عام ،وان مطلبهم هو فصل الدين عن الدولة ، هو يعلمون جيدا ان العالم العربي تخرب وتشرذم إلى دويلات مجهريه ، و يسعون جاهدين إلى مزيد من التجزؤ و الانقسام في الوقت الذي يتوحد فيه الغرب في إطار " التكتلات الجهوية " ،وفي الوقت الذي تلغى فيه الحدود السياسية ، يسارع العالم العربي إلى بناء المزيد من الحواجز الإسمنتية و الحديدية و جيش مجهز بالدبابات و الرادارات للمراقبة خشية ان يمر قط عبر هذه الحدود الوهمية التي صنعها الغرب الاستعماري
ان التيار العلماني العربي ،ومنه المغربي ، يعلم علم اليقين ان الدين الإسلامي خاصة اللحمة الوحيدة التي أصبحت تجمع الشعب العربي و المغربي خاصة ، وهم ليسوا ضد الدين إطلاقا ، هم ضد الطقوس الدينية الجماعية ، لهذا هاجموا في البداية " إمارة المؤمنين "، وهاجموا المكانة السياسية للملك في الدستور و القوانين المنبثقة عنه ،ثم هاجموا الطقوس الدينية لشهر رمضان الكريم ، وخرجوا يوم عيد الفطر المبارك ، ودعموا حركة "الإفطار العلني " في رمضان الكريم ، ودعموا حركة '' مصامينيش " وحركة مامعيدينش ، التيار العلماني بممارساته هذه يريد ان يقضي على أخر عقبة متعصية عليه وهي الهوية الدينية للمجتمع المغربي ، ولطالما دعا الى ان الطقوس الدينية " حريات فردية " ويرى ان الدولة مطالبة بإلغاء القوانين التي تجرم '' الإفطار العلني '' '' الإجهاض " العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية " و بالتالي يريد من المواطنين ان يلغوا كل الطقوس الدينية الجماعية مثل '' صلاة الجمعة "" رمضان الكريم '' الأعياد الدينية '' الزواج الشرعي '' تغيير مفهوم الأسرة '' وهنا من اجل الاعتراف القانوني و الدستوري بزواج الشواذ و السحاقيات وان يكون لهم بيتا للزوجية اقتداء بالغرب الفاسد حيث يتعاقد الشواذ و السحاقيات.
العلمانيون العرب يريدون من المواطن امن يذهب إلى سوق '' عكاظ " لشراء الأوثان و الأصنام ، و الاكتفاء بها بعبادتها في المنازل والدور كما كانت تفعل الشعوب القديمة قبل ان تهدي بالرسل و الأنبياء إلى طريق الحق و الطريق المستقيم ، و العلمانيون يريدون من ان نعود إلى الجاهلية التي هم يعيشون تحت عتباتها ، ولا يريدون اي هوية تدل على ان الطابع الاجتماعي للمواطن العربي و المغربي خاصة .
ثم ان هؤلاء الجهلة وحفدة الغرب يعتبرون انفسهم تنويريون ودعاة الديمقراطية ، فليتركوا الشعب يمارس حقوقه و حرياته الفردية و الجماعية , ولماذا يهاجمون الهوية الدينية وغيرها ، ولماذا يطالبون بحرية الجماعية في الشؤون السياسية و الاقتصادية ؟ و يريدون من الشؤون الدينية ان تكون فرية فقط ؟ الجواب واضح ،هو ان كراكيب الفكر العلماني تمثل اليوم أحفاد الاستشراق الذي انصب على دراسة الحياة الثقافية و الاجتماعية و الدينية للمشرق العربي خلال أواسط القرن الماضي ، وتوصل إلى ان الهوية الدينية هي الآصرة الوحيد ة التي ستجمع الشعوب العربية ، وبعد مرور أزيد من قرن على الحملات الاستشراقية ، ها هي النبؤة تحققت اليوم . وذهب الاستشراق ،ولكن ترك العلمانيين العرب الذين درسوا في الجامعات الغربية و غسلت أدماغهم من كل ما يربطهم بثقافتهم المشرقية و العربية و الإسلامية ، وعادوا إلينا في الجامعات و منابر الإعلام العربية لبث سموم الاستشراق .
لكن لا يزال الكثير من العلمانيين العرب الجهلة ، يصيحون في بلدان الغرب ، ويتشمتون ملتهم ليلا و نهارا من اجل حب أمريكا و بريطانيا و فرنسا ،و يقولون لهم '' هاتوا المزيد من الدولارات ،واليكم المزيد من شتم و سب العرب و المسلمين " على اعتبار ان اغلب العلمانيين أشباه الشياطين يتوزعون عبر الأحزاب الاشتراكية ،و جمعيات المتاجرة بحقوق الإنسان ، الواضح اليوم ان العلمانيين العرب لا سهم لهم سوى الدين ،وكان العالم العربي لا يعيش مشاكل اقتصادية و اجتماعية و سياسية يجب عليهم المساهمة في البحث و الدراسة للخروج منها و معالجتها ، حتى لا تبتعد عنا قطار التقدم أكثر مما هو متقدم الآن ،
وخلاصة القول : ان العلمانيون لم يفقهوا قوله تعالى ''' وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين " لأنهم عندما يقرؤون لا يفهمون ،وعندما يفهمون لا يطبقون ، وهذه الآية الكريمة دليل قاطع مانع على ان الدين حرية فريدة و جماعية ،وانه ممارسته بشكل جماعي ارقي من الممارسة الفردية ،و هناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة تؤكد ما أقوله ،وكان على الجهلة و دمى الغرب ان تقرأ تاريخها قبل قراءة أرشيف أسيادها في الجامعات الغربية .و أقول إلى ممثلي الفكر العلماني بالمغرب و على رأسهم عصيد و الرياضي و العاجي و قناة 2m مهما تكتبون من مقالات تافهة ومسلسلات مكسيكية وصباحيات مساحيق حروق التجميل لن تنالوا من الشعب المغربي المسلم إلا " حسبنا الله ونعم الوكيل " أفسدتم الذوق الفكري ،و أفسدتم الأسر باسم حقوق الإنسان ،و وأفسدتم المشهد السمعي-البصري . بالأفلام و المشاهد الساقطة حتى أصبحنا نتنكر لجنسيتنا أمام التساؤلات الأجنبية .
غيور
فكرك مخصي
أتحداك إن كنت قرأت سطرا واحدا عن العلمانية غير الكليشيهات الباتولوجية التي لقنك إيها من قاموا بخصي فكرك العنين؟ جواب أمثالك هو حسبنا الله و نعم الوكيل