الحكرة هي نتيجة لمنظومة فاسدة

رشيد كمال

شعور بالألم، والضعف وانعدام الحيلة، والحيف والذل.. أو باختصار شعور بـ"الحكرة"، تلك الكلمة الشائعة في الدارجة المغربية والتي تحيل على سلوك يقوم على احتقار وإذلال الآخرين ويترك شعورا عميقا بالظلم والتهميش.

 

الحكرة، ذلك السلوك الذي يُربط غالبا بالسلطة ، والذي كان في حالات كثيرة الشرارة لاندلاع احتجاجات، ما يدفع للتساؤل عن أسباب هذا السلوك؟ علاقته بالسلطة؟ والخطر الذي قد يشكله على السلم الاجتماعي؟

 

الحكرة هي نتيجة للمنظومة الفاسدة، التي تجعل أبسط موظف أو مقدم أو قائد أو شرطي أو دركي وغيرهم يشعرون أنهم محميون، وبالتالي لا يشعرون بالخوف من التعسف واستغلال سلطاتهم.

 

هذا الأمر لا يقتصر على هؤلاء الذين لديهم علاقة مباشرة مع المواطن، بل تحول إلى مشكل حقيقي.

 

هذا الوضع الذي يعكس عدم توازن لا يمكن أن يستمر، لا يجب أن نواجهه بالصمت أو بردود أفعال موسمية وغير منظمة، بل بالاحتجاج على الوضع بطرق منظمة وسلمية .

 

يجب أن لا ننتظر أن توقف السلطة لوحدها الحكرة بل ضرورة أن يكون هناك نضال منظم، سلمي وحضاري لانتزاع سلم اجتماعي حقيقي .

 

عندما تسيء سلطة معينة إلى القانون أو تتعسف في استعمال السلطة تردعها السلطة الأخرى حين لا يكون هناك فصل حقيقي بين السلط، لا تردع السلطة السلطة وبالتالي لا توجد سلطة مضادة للسلطة المعتدية، وهنا تعم الفوضى وينعدم العدل.

 

غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة وغياب العقاب قد يؤدي بالمسؤولين إلى التمادي في الإساءة لمناصبهم واستغلال النفوذ والتعسف في ممارسة السلطة.

 

هناك أوجه مختلفة للحكرة، تؤدي بالشخص الى اليأس والإحباط الذي قد تخلفه في نفسه، والذي قد يؤدي بالشخص إلى الإقدام على أشياء تعاكس حتى رغباته .

 

قد يجعل الشخص يشعر وكأنه محشور في زاوية وبالتالي قد يلجأ إلى كل المنافذ القانونية وحتى غير القانونية للخروج منها.

 

 

وهناك ردود الفعل التي يمكن أن يقدم عليها شخص نتيجة إحساسه بالحكرة وهي متعددة ولا تقتصر على الاحتجاج فقط بل قد تشمل حالات أسوأ .