التسول في طنجة...متى الحل؟؟

التسول في طنجة...متى الحل؟؟

محمد بنعياد

 

 

اتخذت ظاهرة التسول في المغرب منحى خطيرا حيث أصبحت تشكل تحديا قويا للحكومة المغربية في مواجهتها و الحد منها. و قد أضحت المدن الكبرى قبلة لكل من تاهت به الطرق في البلاد.

 

و للتسول طبع خاص في طنجة فقد أصبحت مهنة مربحة و يجد غالبية ممتهني هذه الحرفة طريقا سهلا لكسب المال دون عناء في حين نجد أن الطبقة التي تعاني و تحتاج للمال حقا  لا تمديدها طلبا للعون إل إذا انقطعت بهم السبل.

 

و تعتبر طنجة عاصمة لكل من انقطع عنه المال, فإلى جانب الهجرة الداخلية إلى الشمال طمعا في إيجاد عمل جيد و تحسين الدخل الفردي فإن المدينة لم تسلم من الهجرة الخارجية خاصة أنها تعرف تدفق عدد كبير من المهاجرين الأفارقة الذين يطمحون في العبور إلى الضفة الأخرى, الذين قضى معظمهم سنين طويلة متنقلا بين شوارع و أحياء المدينة طلبا للعون, فالبعض منهم يبحثون عن قوتهم اليومي و الأخر يبحثون عن مال لعل يساعدهم في الرجوع إلى بلدهم الأصلي بعدما تبخر حلمهم في العبور.

 

 و لأن كل مهنة تتطور بتقدم الزمن, فإن التسول أصبح يعتمد على وسائل و طرق جديدة تعودنا على مشاهدتها كل يوم في شوارع و أزقة و المدينة. فقد اتخذ غالبية المتسولين من إشارات المرور مكانا دائما لهم من أجل ممارسة حرفتهم, مرفقين بأطفال صغار و أحيانا معوقين من أجل كسب تعاطف المارة و مدهم ببعض الدراهم. كما أن مقاهي وسط المدينة أصبحت معتادة على استقبال فئة خاصة من المتسولين تعمد إلى طبع مقولات دينية مؤثرة أو آيات قرآنية أو أحاديث نبوية تدعو إلى مساعدة الفقير و المحتاج..فمن أجل إتقان عملها تقوم هذه الفئة إلى وضع مطبوع على كل طاولة و تركها للدقائق حتى يتسنى لمرتادي المقهى قراءة محتوى الورقة ثم يقوم المتسول بجمع الأوراق مع بعض الدراهم..

 

و من المواقف التي تثير استغراب البعض هي عندما يستوقفك شخص  في الشارع و يبدأ بالحديث عن مشاكله و ظروف عيشه فيفاجئك بطلب بعض الدراهم كي يعود إلى مدينته أو ليعيل أسرته مع أن شكله الخارجي و لباسه لا يوحيان بأنه إنسان محتاج..

 

باختصار, استفلحت هذه الطاهرة مدينة طنجة و أصبحت تشكل تحديا أساسيا في مواجهتها و لها انعكاسات سلبية على المجتمع و صورة المدينة في الخارج و بالتالي فعلى المعنيين بالأمر إيجاد حلول للحد من انتشارها.

عدد التعليقات (8 تعليق)

1

طنجاوية حرة

[email protected]

صح كل ما أوردته, النص قوي في مضامينه واضح في معانيه و متناسق في كلماته

2012/11/21 - 08:57
2

طانجاوية

طانجاوية

الله يعطـــيك الصـــحة المرة لي ماجا هدار على ظاهرة السرقة و الحوماق لي كثرو فطنجة بزاف

2012/11/21 - 09:13
3

rifiya

(y)

Kansaned lfikra d tarh ma9al 3la ser9a ... o ya rit low ikon inchaelah chi ma9al 3la lmochkil d transport. Bonne continuation mohamed

2012/11/21 - 10:25
4

Med Benayad

شكرا لكم

شكرا لكم على تشجيعاتكم و إن شاء الله سأكتب في ما هو غالب على مدينة طنجة..شكرا جزيلا :)

2012/11/21 - 10:53
5

adnan

tanger dyal lmagharba kamlin

ihh mazyan walakin tama rah 3andak wahad nabra isti3laiya w 3onsoriya banasba l maghraba li khadamin f tanger w hadi dima katgoloha matansach raha mdina maghribiya nta wala ghirak bhal bhal lmaghrib dyal lmgharba kamlin rah tanger kitisadha m3a nass li jaw man mdon tanyin wkhadamin tama fach makhamamti rah lharaka m3ahom ama hadok li lmotasawilin l afarika rah siyassat dyal dawla li mkhaliyahom hakda rah tama bazaf dyal lahsabat .

2012/11/22 - 10:22
6

sunshine

tout ce que vous avez dit est juste, il n 'y a aucun pourcentage de doute, un langage clair, et une synthèse bien précise, merci l'auteur de l'article

2012/11/22 - 12:22
7

بحر الريم

قمة الأسف

للأسف حقيقة مهما تهربنا منها هي تلاحقنا. مقال رائع و في الصميم لكون هذه الظاهرة استفحلت على مجتمعنا، و ما عدنا نعلم إلى متى و إلى اي مدى ستصل بنا نتائجها؟؟

2012/11/22 - 07:31
8

بشرى

تعاني عاصمة البوغاز من العديد من المشاكل التي يمكن ان نقول عنها عويصة نظرا لمخلفاتها ونتائجها السلبية على سمعة واسم المدينة على مر التاريخ وان كان المشكل الدي طرحه الاخ محمد في موضوعه وهو مشكورعليه من بينها فعلى المسؤولين اعادة النظر في مستقبل عروسة الشمال وانقادها من التهميش الدي تعاني منه

2013/04/27 - 02:48
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات