تداعيات اضمحلال الهم التربوي عند المدرس
مراد الصغراوي
تعددت القراءات للقرارات التي استصدرتها وزارة التربية الوطنية خلال الأشهر السالفة، والتي تفرقت وتنافرت لكنها عادت والتأمت في توافق حين خص الأمر عماد التربية، ولست أخص هنا بالذكر إلا المدرس ذاك المخلوق الذي يكن له الجميع كبير التقدير والاحترام على مجهوده الجبار في محاربته جهل العقول وتعليم النشء مبادئ القيم وكنه الأصول، كم كان ارتياح رجال ونساء التربية كبيرا لما قررت الوزارة أن تضخ في أجرهم زيادة تقدر بدريمات معدودات فتعالت تهليلاتهم وشكروا الدولة على نيتها الحسنة واعتبروا ذلك خطوة مباركة تستحق التنويه والتثمين، وبالمقابل غضبوا وهددوا بالعصيان التربوي حين تعلق الأمر بإصلاح المنظومة التربوية في شقها المتعلق ببيدغوجيا الإدماج أو حينما باشرت الوزارة العمل بمخطط الخط الأخضر، مما يجعلنا نشاطر صاحب الرأي القائل أهل التربوية خبزويون بطبعهم.
حينما يضمحل الهم التربوي عند المدرس كائنا ما كان معلما أو أستاذا أو حتى مشرف تربوي، أكيد فالعملية التعليمية التعلمية ستتضرر لأن جسم التربية جد مرهف وحساس ونحن الآن نلمس النتائج السلبية لتخلي العديد من الأطر التربوية عن رسالتهم ، فاسحين المجال لتبني المطالب الخبزوية التي حلت محل الهم التربوي الذي من المفروض أن يكون هو شغلهم الشاغل في هكذا مرحلة، غير أن قاطرة الضمير التربوي حادت عن مسارها الحقيقي وتاهت في غمرة المقامرة والسعي وراء الرواتب والدرجات، ناسين أو متناسين أن في القسم متعلم بريء ينتظر عودت مدرسه الحي الذي يفيض عطاء وحيوية ليغدق عليه من إبداعه وتجديده التربوي، لا أن ينام ويسرح في حلم التمني الوردي كأن يمن عليه الله بسلم جديد .إن تلاشي الهم التربوي عند الأغلبية الساحقة من رجال ونساء التربية فتح الباب على مصراعيه لتسرب الضعف والوهن إلى منظومتنا التربوية ومن ثمة ميلاد تلميذ مشوه معرفيا، الذي هو في الحقيقة تحصيل حاصل للانفصام الحاصل بين المدرس كشخص وبين المدرس كمسؤول عن تقويم تشوهات متعلميه. ومن المعلوم أن مستقبل أي منظومة تعليمية يكمن في ما يحدث من تفاعلات وعلاقات داخل المدرسة ،ذلك أن ملامح كثيرة لهذا المستقبل تبقى،وفي كل مظاهرها المادية والمالية والبشرية والتربوية رهينة بنوعية السياسة التعليمية ومقاربتها لثنائية المنشود والممكن، بين هذا المنشود والممكن تتموضع السياسة التعليمية لرجل التعليم التي تبقى أسئلتها كلها مشوبة بالمصلحة، ذلك أنه بمجرد قولنا أن في مجتمع ما سياسة تعليمية، فإن هذا يعني ضمنيا أن ثمة صراعات بين مصالح جماعات من الناس، وهي بذلك آلية الانحياز والإقصاء العلمي والثقافي والاجتماعي.
ليس الغرض هنا توصيف مشكل المنظومة التربوية التي هي أزمة مدرس بامتياز، ولا التوقف من جديد عند أسبابها وتجلياتها ودواعيها . لكن الغرض هنا هو الإشارة إلى أن أزمة المدرسة وأزمة منظومة التربية والتعليم بوجه عام، إنما كانت دائما ولا تزال متأتية من عدم وجود رؤية واضحة لمراكز التكوين التربوية بالمغرب لما تريد أن يكون عليه المدرس في المنظومة التربوية الحديثة. بالتالي، فالأزمة الحالية هي متأتية، في الجزء الأكبر منها من غياب هذه الرؤية في الشكل كما في المضمون.
أولا:هذا المدرس تنكر لواجبه في بناء الأجيال وأصبح اسم على غير مسمى شغله الشاغل هو جيبه يسعى إلى المحافظة على اتزانه بطرق عدة نسبة كبيرة منها غير مشروعة كالساعات الإضافية المحظورة تربويا أو الاشتغال في ما يصطلح عليه ب "النوار" في مؤسسات القطاع الخصوصي الممنوعة من الاستفادة من خدمات المدرس العمومي بقرار وزاري.
ثانيا :هذا المدرس بات ولأكثر من عشرين سنة مضت ليس أداة لإفراز نخبة متدنية فحسب بل مصدر تكلفة للدولة لطالما اشتكي منه واعتبر مصدر استنزاف لخزينة الدولة سيما وأن المطالب الخبزية للشغيلة التعليمية كثيرة لا تكاد تتوقف.
ثلثا: هذا الاعتبار، اعتبار أن مطالب الشغيلة التعليمية كثيرة كان خلف العديد من الاختيارات والمشاريع لعل أقواها على الإطلاق هو مشروع تحسين وضعية المدرس المادية والمعنوية الذي أطلقته الوزارة مع الموازاة مع الميثاق الوطني للتربية والتكوين لكن رغم ذلك لم تترتب عن هذا الخيار نتائج حقيقية يعتد بها.
هذه أمور معروفة ولربما متعارف عليها. لكننا لو أردنا، من جهة أخرى، مساءلة مستقبل هذه المدرسة في ظل تدني مردودية المدرس أمام هيمنة غياب الضمير المهني الحي، بناء على تقنيات وطرق الاستشراف، لاستوقفتنا ثلاثة حلول كبرى.
+الحل الأول، هو حل الإبقاء على القائم أعني الاستمرار في ترك المدرسة العمومية على ماهي عليه اليوم في ترهلها وفوضويتها وتسيبها وتنافر عناصرها وتضارب المشاريع والمشاريع المضادة حولها.
هذا الحل قائم وهو السائد حاليا، لكنه لا يعتد به في لغة المستقبليات، لأنه مستحيل الاستمرار، على الأقل من زاوية أن التحول سنة من سنن الكون، ولا يمكن لأي عنصر أن يبقى قارا وجامدا إلى ما لا نهاية.
+ الحل الثاني، حل الإصلاح، وهو الذي على أساسه صيغ الميثاق، الذي حكم سياق المدرسة لأكثر من عشر سنوات من الزمن. لكنه أفرز بدوره إخفاقا مدرسيا فظيعا باعتراف تقارير البنك الدولي، الذي يعتبر الملهم الأساس للسياسة التعليمية والتربوية بالمغرب. وأفرز في أعقاب ذلك برنامجا استعجاليا ماسخا اختزاليا، كونه اعتبر أن مشكل المدرسة المغربية هو مجرد مشكل إمكانات، في حين أن المشكل أعمق من ذلك بكثير.
+ بقي الحل الثالث، وهو سيناريو التغيير أي إعادة صياغة المنظومة على أسس جديدة، وبمرجعية جديدة ووفق رؤية لا تقبل كبير تأويل.
إن نوعية الأجيال القادمة تتوقف على نوعية المدرسة العمومية،وعلى ما يتاح لهذه الأجيال،أو لا يتاح لهم في هذه المدرسة،ونوعية الطاقة التي ننتظرها من هذه الأجيال تتوقف على ما نقدمه لها عمليا من وسائل تضمن لها الاستجابة الفعلية لتحديات السياق الذي توجد فيه.ونعتقد أن أول خطوة في هذا الاتجاه هي التي تكمن في العودة إلى منطق البصيرة ورؤية الحقيقة التي تتجلى في الحياة اليومية للمدرسة العمومية، وفي هذه الخطوة يمكن أن نميز بين (ميثاق مكاتب الدراسات) وأزمة المدرسة العمومية التي هي أزمة موارد بشرية .
درس واقعي
خلط الأوراق
يا أيها الأخ الكريم لا تحصر تدني مستوى المتعلمين في تنصل البعض من المسؤولية أنا أستاذ شاب ولجت هذه المهنة الشريفة منذ 3 سنوات عندما نعالج مشكلا ما يجب أن نتطرق الى الأسباب حسب درجة الأهمية من وجهة نظري هناك أسباب أهم مما ذكرت و خير مثال عتبات النجاح المعتمدة للانتقال من قسم الى اخر هناك متعلمين حصلوا على معدل 06/20 في الثالثة اعدادي ليلجوا بعدها الثانوي التأهيلي بمستوى جد ضعيف اعاقة ذهنية حتى لو قمنا باستنساخ كزافييه ووضع نسخه رهن اشارة هؤلاء المتعلمين ما أظن أنهم سيرتقون بمستواهم المعرفي لذلك يجب أن تقوم بجرد أسباب هذا التدني و ترتيبها حسب الأهمية فخلط الأوراق لن يكون الا اخفاءا لأشعة الشمس بالغربال
فاروق
شهادة
بالامس دهبت الى مكتبة لاقتني بعض لوازم المدرسية لابني فصادفت 3 اشخاص ينسخون بعض الدروس بطريقة التصغيير اي النقلة .فلما دهبوا استفسرت صاحب المكتبة على هؤلاء الاشخاص و ما الغرض من بالنقلة . فاجابني بانهم اساتدة و يتابعون دراسنهم في الكلية لاجل تحسين ضروفهم المادية......
EPS
من المسؤول ؟؟؟؟
بعد أن قرأت المقال و الردود التي تأتي من جهات ليس بينهم و بين التعليم الاالخير و الأحسان, اجدني مضطر لكي أرد و أنور العامة بالحقيقة المريرة للتعليم بالمغرب التي راح ضحيتها المعلم و المتعلم على السواء جراء تماطل الجهات المعنية و جراء جعل التعليم حقل من حقول التجارة و الربح السريع من لذن المسؤلين. و هنا سوف أطرح بعض الأسئلة و لكم الإجابة : هل المعلم مسؤول عن 3 أو 4 مستويات في الحجرة الواحدة ؟ هل تامعلم مسؤل عن ما يفوق 40 تلميذ في القسم ؟ هل المعلم مسؤول عن الخريطة المدرسية التي يؤدي تطبيقها الى إنجاح من حصل على 2على 10 في الابتدائي و 5 على 20 في الاعدادي ؟ هل المعلم مسؤول عن الهدر المدرسي ؟ هل المعلم مسؤول عن النقص في اطر التربية و التعليم رغم وجود اعداد هائلة من المعطلين يطالبون بالتشغيل ؟ هل المعلم مسؤول عن البرامج المكدسة ؟ هل تكويين سنة واحدة كافية لكي نكون مدرس ؟ هل هل هل هل ؟؟؟؟؟؟
zaair
انت وأمثالك الذين فعلا ليس فيكم للتعليم خيرٌ، ومن أين يعرف أمثاك حتى القيام بأدنى الواجب، فكيف بالإحسان أيها الخبزوي الصرف... كيف ياإلاهي بمتخلف فكرا وأخلاقا مثلك أن يسمح لنفسه باعتبار قضية وطنية كقضية التعليم حكرا على أمثالك دون باقي المجتمع من مسؤولين وثلاميذ وأوليائهم والمواطنين عموما؟ هذا هو فكركم البئيس...هكذا تتعاملون بدكتاتورية الجهل والتسلط، ليس مع ضحاياكم الثلاميذ وحسب، وإنما أيضا مع آبائهم وأوليائهم. وفوق كل ذلك تمارسون لعبة (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) أما كذبك وتضليلك في إطار عملية "تنوير العامة" فيدل أكثر على سطحيتك وتخلف أفكارك وتدني أخلاقك.لأنك تعتقد أن القراء لايعلمون أن كل ماقلته جزء منه كذب، والجزء الآخر فيه بعض الصحة ولكنه لا وجود له إلا في مناطق نائية قليلة لايستطيع الفاشلون مثلك أن يغطوا بها على هذه الكارثة الوطنية على مستوى التربية والتعليم على مسوى الوطن برمته والتي أوصلتنا إليها ثقافة المدرسين الخبزويين منعدمي الضمائر. على فكرة انا صاحب التعليق رقم 5 الذي ربما احتقرته واعتبرته لايستحق التدخل . وأنا ولي ثلاميذ
zaair
pour eps
أنت وأمثالك الذين فعلا ليس فيكم للتعليم خيرٌ، ومن أين يعرف أمثاك حتى القيام بأدنى الواجب، فكيف بالإحسان أيها الخبزوي الصرف... كيف ياإلاهي بمتخلف فكرا وأخلاقا مثلك أن يسمح لنفسه باعتبار قضية وطنية كقضية التعليم حكرا على أمثالك دون باقي المجتمع من مسؤولين وثلاميذ وأوليائهم والمواطنين عموما؟ هذا هو فكركم البئيس...هكذا تتعاملون بدكتاتورية الجهل والتسلط، ليس مع ضحاياكم الثلاميذ وحسب، وإنما أيضا مع آبائهم وأوليائهم. وفوق كل ذلك تمارسون لعبة (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) أما كذبك وتضليلك في إطار عملية "تنوير العامة" فيدل أكثر على سطحيتك وتخلف أفكارك وتدني أخلاقك.لأنك تعتقد أن القراء لايعلمون أن كل ماقلته جزء منه كذب، والجزء الآخر فيه بعض الصحة ولكنه لا وجود له إلا في مناطق نائية قليلة لايستطيع الفاشلون مثلك أن يغطوا بها على هذه الكارثة الوطنية على مستوى التربية والتعليم على مستوى الوطن برمته والتي أوصلتنا إليها ثقافة المدرسين الخبزويين منعدمي الضمائر. على فكرة انا صاحب التعليق رقم 5 الذي ربما احتقرته واعتبرته لايستحق التدخل . وأنا ولي ثلاميذ
معلم و افتخر
الغربال لتغطية الشمس
اولا الكل من حقه تحسين وضعيته وفق شرع الله وهذه سنة من سنن الله في الكون ثانيا كفى من التنظير الذي لا يمت للواقع التربوي بصلة اما الخبز فاعتقد ان الكل يجري وراءه يبقى اجر المعلم من الاجور الضعيفة في الوظيفة العمومية ان لم نقل الهزيلة .