نسألك يا سلام أن ترحم عبد السلام
يوسف الإدريسي
ليس أصعب من مفارقة شخص له مكانة متميّزة في وجدانك ، لكنها حتمية المفارقة التي تنبثق من عقيدة إيمانية . لم يفارقوا القلب ، ولم يبرحوا مواطن اعتزازنا بهم ، ليس لشيء خارق أو تساؤل عالق ، بل لأنهم يحملون صفات تختلف عن توجهنا الخبزي المعاشي ، الذي يعتقل هممنا و يحول بينها و بين الآفاق ، قد نغفل عنهم في بعض اللحظات ، لكننا لا نستطيع أن ننسى ما نحمل لهم من ذكريات، لأنهم سر ديمومة حياتنا، وأنهم عنوان محبتنا لكل شيء جميل في الحياة .
ما كنت أحسب أن موت شخص يكون له هذا الوقع على نفسي ، حتى وصلني خبر وفاة الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله ، رغم أن الفقيد يحظى بمكانة خاصة بوجداني ، كان أثر النعي بالغا و وجيعا .
لقد عرفته منذ سنوات أو بالأحرى يسّر الله لي معرفته التي توثقت من خلالها صلات الأبوة والبنوة التي واكبها ذلك النبض الشعوري الدقيق المنبعث من نسائم الصحبة و المخاللة انسجاما مع قول الحبيب صلّى الله عليه و سلّم " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" .
لن أنسى ذلك اليوم الذي أخبرني فيه أحد الإخوان بالاستعداد لزيارة المرشد رحمه الله في مكان إقامته بسلا ، أتذكّر أني لم أنم إلا سويعة من الزمان متشوقا و مترقّبا لما سيُتناول من مواضيع في الزيارة التاريخية ، كنت أعتقد أن الشيخ سيغوص في مفاهيم الظلم و الاستكبار ، لأتفاجأ بتطرّقه لشروط التوبة ، الأمر الذي كان مستبعدا من مخيلتي باعتبار أنه كان حديث عهد بالحرية النسبية من سنوات الحصار الجبري الذي كان مضروبا عليه ، . لا أنكر أنني كنت أمنّي النفس للجلوس بين يديه متعلّما و مستفسرا عن مفاهيم منهاجية و مرتكزات أساسية كان يتضمنها كتاب المنهاج النبوي ، الكتاب الذي جذبني و ربطني بوشائج عالم غريب عجيب يتمحور حول الباعث الإيماني للتغيير الشامل المرتكز على الإنسان كقطب رحى .
رحم الله فقيد الأمة الإسلامية ساهم بجهده وماله وخبرته في بناء الجماعة وتربية أجيال من شباب الأمة الذين نهلوا منه معاني الصدق والمحبة والوفاء والرجولة والجهاد والبذل والعطاء. واحتضن بيته جموع المؤمنين المقبلين على ذكر الله تعالى وتعلم القرآن الكريم والتربية على شعب الإيمان وخصاله.
سيظل الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى ، ولا نزكي على الله أحدا ، نموذجا للرجل الجامع بين خطي العدل والإحسان، بين الذكر والجهاد، بين العلم والعمل ، بين الشدة على الظالمين والرحمة بالمستضعفين، بين الصائم القائم المتبتل المتواضع لجلال ربه والسابح في نهار الجهاد والدعوة من أجل إعلاء كلمة الله وجمع شمل رجالها. وهو بهذا مثال قائم ونموذج حي لما يمكن أن تخرجه المدرسة الجهادية الإحيائية التي تقتفي آثار النبوة وتنهل من معين القرآن .
The right
http://cloudzowbackupservice.com/databackupservice/activity/p/116681/
Attractive section of content. I just stumbled upon your site and in accession capital to assert that I acquire actually enjoyed account your blog posts. Any way Ia?ll be subscribing to your feeds and even I achievement you access consistently quickly.