سألتني أمي فاحترت بما أجيب
مصطفى شافان
جلست أمام حاسوبي أتوسل الكلمات ، التي قد تسعفني في كتابة مقال أبرأ به ذمتي أمام حروف الهجاء التي جعلها البعض في طي النسيان و أصبحوا يتكلمون لغة المستعمر و تناسوا بشاعة ما قام به في وطنهم ، الا أن الكلمات انحصرت و معها انقرضت الأخبار، فيما يشبه التواطؤ مع سنة بدأت تجمع شخوصها و أحداثها معلنة الرحيل. رحلت فلك النسيان يا سنة تغيرت فيها أشياء و أشياء فارحلي كسابقتك و لتأتي أخرى لنرى ما ستأخذ في حوزتها.
أقبلت السنة الجديدة فأين ابتسامة أمي ألازلت خائفة من كتابتي لمقال يعصف بمستقبلي في بلد الحريات كما نعتقد بلد الكلمة الحرة كما أتمنى. ألازلت سأرى في عاصمة الملل و الجمود تظاهرات شباب عاطل تحرك هدوئها و تحرك معها رجال المخزن استعداد لتكريم الأفواج المتدافعة نحو قبة البرلمان و تتحرك الأقلام لتندد و تشجب ما يتعرض له شباب طالب بحق التوظيف من تعنيف فكيف تسمونه المغرب الحر .
فسألتني أمي ما هو المغرب الحر الذي تتمناه ؟
حقيقة احترت بما أجبب , فكثيرا ما رسمت تلك الصورة الوردية لوطن مثالي لكنني اصطدمت بواقع جعلني ألغي فكرة الحلم بمغرب حر فسامحيني يا أمي فلم يبقى بذاكرتي من المغرب سوى المصطلح الذي أعدت تشكيل حروفه بصعوبة بعد كل التصدعات و الانهيارات لقانون الحريات بالمغرب عذرا يا أمي فقد شاهدت عيني و سمعت أذني ما يجعلك تكسر كل أقلامك التي تغنت بجمال المغرب.
صمتت أمي فرأيت في عينيها حسرة فقالت : خاب أملي فيك فما لكلامك هكذا اشتريت لك قصص جحا في صغرك و مؤلفات احسان عبد القدوس عندما أصبحت يافعا علمتك قراءة الكلمات لتستنتج لتحلل لتتعلم كيف غير البعض واقعهم كيف قلبوا السالب موجبا كيف كانت ارادتهم تحركهم نحو التغيير فلو قالوا كلامك هذا لعاشت بلدانهم في ظلام الجهل و العار لزمننا هذا فقد كانوا الشمعة الاولى التي أنيرت في الظلام الحالك فابدأ بنفسك فليس التشاؤم من سيصنع مغرب الغد و المغرب الحر يبنى فان كنت تحلم بمغرب حر فضع البنة الأولى عساها تكون نقطة ماء في أرض بور انتظرت نقطة ماء واحدة لتعطي الكثير فالمغرب يا ابني وطنك جيدا كان ام سيئا فليس العيب أن يكون كذلك لكن العيب ان نتركه كذلك.
ahmed
bravo
حقيقة عجزت حروفي عن التعبير فبفضل مقالك وضعت صورة ترسم لنا حال المغرب و شبابه