التحالف الجزائري - الإيراني، ضد مصالح المغرب، من يلعب بالنار يكتوي بلهيبها !

التحالف الجزائري - الإيراني، ضد مصالح المغرب، من يلعب بالنار يكتوي بلهيبها    !

نصر الله البوعيشي

صوتت الجزائر وسوريا ولبنان ضد قرار مجلس الوزراء العرب بادانة موقف اوروبا من الخلاف المغربي الاسباني ومساندتها لاسترجاع المدينتين والثغور المحتلة  ، ويظهر من خلال موقف هذه الدول هيمنة إيران المباشرة على قرارها  السياسي ،  ومحاولتها احياء محور قديم  بزعامة ايران تنبه له المغرب  في حينه و تصدى له  ، وهاهي الجزائر تحاول بعثه كآخر ورقة تلعبها  بعد أن منيت بالفشل الذريع ديبلوماسيا  بفقدانها موطيء قدمها في افريقيا وفي مجموعة من دول امريكا اللاتينية ودب الفشل في أوصالها و عسكريا  بعد ان اغلق المغرب جميع   المنافذ ووضع  حدا  لتحركات مليشياتها و داخليا بعد خروج الشعب الجزائري للتنديد بعدائها للمغرب وصرفها مقدرات البلاد لتمويل الجبهة الانفصالية  في الوقت الذي اصبح المواطن الجزائري يبحث  عن جرعة ماء فلا يجدها ، اما عن  الغذاء فلم يعد في متناول السواد الاعظم من مواطني هذه الدولة التي تنام على واحد من اضخم احتياطيات الغاز في العالم .

          موقف الجزائر وارتماءها في احضان ايران سيحولها -اذا لم تتدارك الموقف - الى سوريا ولبنان ويمن وعراق جديدة وسيجلب لها هذا التحالف المقيت الحصار  وبعده الدمار ، وسيتحول الصراع الفارسي -العربي- التركي ،  و الغربي - الإيراني   من الشرق الاوسط  و الخليج الى شمال افريقيا  ،  وستصبح  الجزائر - الواقفة على حافة الانهيار -  ساحة لهذا الصراع   أول ضحاياه بسبب حدودها  الشاسعة  مع عدة دول افريقية  تنشط فيها مليشيات ومجموعات مسلحة و سيعجل  ذلك بتقسيمها الى دويلات تحكمها مجموعات مسلحة  بعد ان تكون قد دمرت عن آخرها . 

     وقد بدأت  بوادر  هذا الصراع تتجلى في الافق   خصوصا  بعد  التحركات العسكرية لحفتر ، وتأخير جلاء القوات التركية والمليشيات التابعة لها من ليبيا  بسبب تصريحات دمية العسكر   تبون  و تحركات  وفرنسا في مالي  بعد الانقلاب الابيض ،   وتواجد امريكا  وحلفاؤها  في المنطقة من خلال بوابة المناورات العسكرية " الاسد الافريقي "  واستعداد  روسيا لبناء قاعدة عسكرية في الجزائر  وكلها مؤشرات على ان الآتي للمنطقة اسوأ   وهو شبيه الى حد بعيد بالسيناريو السوري  بسبب رعونة وغباء حكام الجزائر .

         وعودة الى موضوع بيان الدول العربية وفي تعليق لها على الموضوع أشارت وزارة خارجية الجزائر   وهي تعلل رفضها الوقوف في الصف العربي لمساندة المغرب، إ لى كون الخلاف مغربي اسباني ويجب ان يحل بشكل ودي وثنائي بين الدولتين ، سبحان الله !  الجزائر تنصح المغرب بحل خلافه وديا مع اسبانيا  ؟  هل نسيت انها سبب المشكل كله بادخالها  ارهابي مطلوب للعدالة  باسم مستعار الى اسبانيا بتواطئ مكشوف معها ؟   الجزائر تنصح بحل الخلاف وديا وهي التي لا تذخر اي جهد لعرقلة اي حل لملف الصحراء رغم جميع المحاولات الودية التي تقدم بها المغرب ؟  الجزائر  تقدم نصيحة تتنافي مع سلوكها العدواني مع جارها العربي الامازيغي المسلم الذي اختارت محاربته بكل ما أوتيت من قوة حول خلاف تدعي انه لا ناقة لها فيه ولا جمل ؟  الجزائر التي سبق لها بالامس القريب ان ساندت اسبانيا ضد المغرب اثناء الخلاف على جزيرة ليلى ، تدعو الى احكام العقل والى التريث والى مراعاة المصالح العربية المشتركة مع اوروبا ومع اسبانيا بالذات . الجزائر التي ترفض الجلوس الى طاولة الحوار التي ما فتيء المغرب يدعوها لها لحل جميع المشاكل العالقة التي لا يوجد  بعضها الا في مخيلة حكام الجزائر ، اذا كانت الجزائر تؤمن بالود فلماذا لا ترفع حصارها عن المحتجزين في مخيمات تندوف وتترك لهم حرية الالتحاق بوطنهم وذويهم بدل المتاجرة بمأساتهم ؟ لماذا تجيش المرتزقة من لاجئي  الساحل والصحراء وتمولهم وتدربهم وتسلحهم ؟ 

        لماذا لا تسمح على الاقل باحصاء سكان المخيمات ؟ لماذا تلتجيء الى حزب الله الذراع العسكري لايران في لبنان ؟ لماذا ترتمي في احضان ايران ؟ اليس لمعاكسة المغرب والاستقواء بها ضد المغرب ؟

              سبق لعدة تقارير صحفية ان أشارت الى وجود ميلشيات حزب الله في تندوف كما تحدثت أخرى عن وجود خبراء عسكريين ايرانيين في العاصمة الجزائرية ، ولكن ما لا يعلمه اغبياء الجزائر هو انهم يلعبون بالنار ومن يلعب بالنار حتما سيكتوي بلهيبها .

      إن  الجزائر بهذا التحالف الخبيث تفتح  المنطقة على جبهات صراع عديدة مع الدول العربية والغربية والاسلامية على حد سواء ، فالمعروف أنه أينما حلت ايران يحل الدمار ، نحن نعرف ان الجزائر مستعدة للتحالف مع الشيطان لتحقق ولو انتالنزر القليل من مآربها المعلنة وغير المعلنة   وعبثا تحاول لان المغرب صاحب قضية عادلة تتعلق باستكمال وحدته الترابية ، و الصحراء و والثغور و الجزر المحتلة  قضية شعب ضحى  ومستعد للتضحية من اجلها بالغالي والنفيس وليست قضية حكام او قضية طغمة عسكرية .  في حين أن عسكر الجزائر اصحاب  قضية خاسرة تتعلق بمرض نفسي  ،  فعقلهم  المريض يخيل لهم  ان المغرب هو عدوهم وهو سبب ما هم فيه من تأخر وفوضى وظلم وفساد وعطش ومجاعة  ،  ولا علاج حسب اعتقادهم  الا في رؤية المغرب متخلفا مثلهم .  

      شيوخ العسكر الجزائري يعلمون انهم راحلون فجلهم مسنون ولكنهم يصرون ألا يرحلوا قبل أن  يأخذوا معهم المنطقة الى المجهول .

       وقد اقسموا الا يرحلوا قبل ان يسيئوا لمن احسن اليهم ،  لطالما احسن المغرب للاشقاء الجزائرين اثناء الاستعمار واثناء المقاومة وبعد التحرير ، والنتيجة كما ترون  الاستقواء  بقوى خارجية لفرملة تقدم المغرب واستكمال وحدته الترابية .

        حكام الجزائر اغبياء  ، أغبياء لانهم لا يعلمون ٍ ان ايجاد منفذ لهم الى المحيط الاطلسي حلم بعيد المنال كما يعلمون ولكنهم يتجاهلون  أن هدف ايران كان و ما يزال هو خراب الدول العربية  هدفعهم هو سيادة العرق الفارسي  ودينيا  القضاء على المذهب السني واحلال ولاية الفقيه محله هدفهم  هو احياء النزعات الشعوبية لتفتح المجال لسيطرة الجنس الفارسي هكذا يؤمنون وهكذا كان يؤمن هتلير الذي تسبب في دمار العالم وفي قتل ملايين البشر  و هكذا تعتقد تركيا  ، وهي  نفس  اهداف  امريكا وصنيعتها اسرائيل كلهم يبحثنون عن  موطئ قدم في المنطقة ليس حبا في سواد عيون شعوب المنطقة  او  دفاعا عن حقوقهم المشروعة بل بحثا  عن التوسع   والهيمنة واستغلال   مقدرات الشعوب وخيراتها    .

     هل سيرجع   عسكر الجزائر  الىجادة الصواب   ؟ لا أعتقد ، هل ستعود الى جادة الصواب ؟ لا أظن .

ولكن ما اعتقده وما أنا متخوف منه ويجب أن يتخوف منه الجميع هو أن القادم الى شمال افريقيا أسوأ مما وقع في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي لبنان اذا استمرت الجزائر في غيها ؟ 

 وعلى المغرب  القوي عسكريا أن  يرفع درجة الاستعداد الدفاعي العسكري لتأمين الحدود المغربية البحرية والبرية  والجوية  من الاختراقات، 

 

          الأمر الأخير والذي يعتبر من أهم المهام التي تواجه  المغرب  هو تعزيز الجبهة الداخلية وتقويتها، فالجبهة الداخلية كانت ولا تزال هي الحصن الحصين لهذا البلد، و تعزيز الجبهة الداخلية،ا يتطلب طي صفحة  الماضي و تحقيق انفراج سياسي داخلي ،  فليس من المعقول ان نسمع في مغرب اليوم عن اعتقال مواطن بسبب رأيه  او موقفه  ، وليس من المعقول  أن تصدر أحكام قضائية  على فاسدين ولا تطبق  العقوبات الزجرية ، في مغرب اليوم  لا كلمة  يجب ان يعلو فوق كلمة القانون  ،  ونحن على ابواب الاستحقاقات الانتخابية فلا يجب ان نسمح  بترشح الفاسدين  ومروجي المخدرات بالتلاعب بارادة الناس من خلال ترهيبهم  تارة وياستغلال فقرهم تارة اخرى ...  كفى  من تشجيع التفاهة  والتافهين الذين أصبحوا يؤثتون مشاهدنا كل يوم في حين يتم اقصاء وتهميش  ومحاربة الكفاءات في جميع المجالات  فالجبهة الداخلية القوية هي أفضل استعداد دفاعي ضد الاخطار الخارجية التي تتربص بنا .

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة