المؤسسات التعليمية والجودة الشاملة في التطبيق

المؤسسات التعليمية والجودة الشاملة في التطبيق

دغوغي عمر

ان المعطيات التي أفرزتها المرحلة السابقة في المجال التربوية تكاد تكون دون الطموح وهي بعيدة كل البعد عن الأهداف المرسومة للمؤسسة التربوية ولا تلبي بأي شكل من الإشكال متطلبات المرحلة الحالية التي يمر بها المجتمع  وتماشيا مع التقدم الحضاري ومن اجل مواكبة هذا التطور أصبح حتما علينا إيجاد طرق تؤدي بالعملية التربوية الى القفز نحو الأمام بخطوات سريعة ومدروسة متجنبين التلكؤ الذي قد يحدث نتيجة ذلك لذا وجب توفير المنهج العلمي السليم والمجرب والحذو على خطى الدول التي سبقتنا في هذا المجال وإيجاد رؤية واضحة تتناسب مع قدرات الطالب  من جهة دون نسيان الهدف الاسمي والأعلى الا وهو الارتقاء بواقع المجتمع الاقتصادي والصناعي والجانب الثقافي والأخلاقي والمؤسساتي من جهة اخرى ، ولعل مفهوم الجودة الشاملة يعتبر من اغزر المفاهيم انتاجا وملائمة للمرحلة الحالية والتي سوف تؤدي الى إحداث تطوير نوعي لدورة العمل في المدارس بما يتلاءم مع والمستجدات التربوية والتعليمية والإدارية ، ويواكب التطورات الساعية لتحقيق التميز في كافة العمليات التي تقوم بها المؤسسة التربوية.

المفهوم الاصطلاحي للجودة الشاملة:

في معجم تاج العروس الجَيِّدُ ككَيِّس : ضِدُّ الرَّديءِ على فَيْعل وأَصلُه جَيْوِد قلبت الواو ياءً لانكسارها ومجاورتها الياءَ ثمّ أُدغِمت الياءُ الزائدة فيها ج جِيادٌ وجِياداتٌ جمعُ الجمعِ . وفي مختار الصحاح مختار الصحاح)

ج و د : شيء جَيِّدٌ والجمع جِيَادٌ و جَيَائِدُ بالهمزة على غير قياس و جَادَ بماله يجود جُوداً فهو جَوَادٌ وقوم جُودٌ بوزن

وان مصطلح الجودة(Quality )مشتق من ( Qualities) ويعني بها الشيء أو الشخص ودرجة صلاحه، وهي لاتعني الأفضل أو الأحسن دوما،وإنما هي مفهوم نسبي يختلف النظر له باختلاف الجهة المسـتــفيدة منه سواء أكان الزبون، أم المصمم ،أم المجتمع ،أم المنظمة.

والجودة قد تعني صفه او درجة تفوق يمتلكها شخص ما أو شيء ما،كما تعني درجة الامتياز.

أو تعــــني الدرجة العالية من النوعية أو القيمة،فالجودة كمفهوم لغوي يعبر عن صفة ملازمة ومرتبطة بالموصوف الجيد،وتعني بشكل عـــــام بعــــض الدرجات أو المؤشرات التي يمكن من خلالها تحديد الشيء أو فهم بنيته.

وتتضمن الجودة الشاملة في العادة مجموعة مركبة من النوعيات الفرعية،ويتضمن عادة رتبه عالية من الامتياز والنقاء.

والجودة في الإسلام تعني الأداء على أكمل وجه وفي الوقت المناسب،فقد قال الله تعالى( انا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا)(7 ،الكهف) وفي قوله تعالى:( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور).)

وهناك الكثير من الألفاظ القرآنية أو ما ورد على لسان الرسول(ص) المتنوعة تطابق معنى الجودة منها: الإحسان،الإتقان،التسديد،السداد،والإكمال.

 ان فكرة الجودة ظهرت في الأربعينات من القرن الماضي في امريكا على يد عالم الإحصاء الأمريكي " ديمنــــج" الا أن تطبيقها تم في اليابان بعد خروجها منهزمة في الحرب العالمية الثانية، حيث كان ديمنج سباقا الى تحليل وعرض مقترح برنامج شامل لمفهوم الجودة وإدارتها ،وقد ظلت المبادئ التي اقترحها أساسا يستند اليها العديد من الباحثين في موضوع الجــــــودة وإدارتها،كما أصبحت تلك المبادئ تدرج خلال تصميم أي برنامج مقترح لأدارة الجودة الشاملة. 

وعندما سئل "ديمنج " عن سبب نجاح ادارة الجودة في اليابان بدرجة أكبر من الولايات المتحدة. 

قال:ان الفرق هو بعملية التنفيذ أي تجسيد مفهوم ادارة الجودة الشاملة وتطبيقها. 

وقد قام اليابانيون بأحداث جائزة بأسم "ديمنج" عام 1951م قدمت لأول مرة في اليابان للشركات التي نجحت في برامجها لتحسين الجودة. 

من ذلك يتضح أن مفهوم الجودة ارتبط على نطاق واسع بالمنتجات الصناعية والخدمات،لأنها حققت للمؤسسات قدرة عالية في المنافسة الاقتصادية ،كما ارتبطت الجودة بالمنتجات اليابانية التي استطاعت أن تحسن سمعتها وتغزو الأسواق العالمية من خلال قدرتها على إرضاء تطلعات المستفيدين.

وما حققتـــــــه الصناعة اليابانية كان بفضل رواد الجودة وهم ( جوزيف جوران،كاوروايشاكاوا،ادوردز ديمنج) الذين أسسوا لفلسفة الجودة في أوائل الخمسينات من القرن الماضي.

مصطلحات الجودة في العملية التعليمية:

يعلم الجميع ان الجودة مبدأ اقتصادي أداري وضع للشركات والمصانع، لذا كي نستطيع إيجاد تطبيقات لها في المجال التربوي لابد من وضع صيغ لها في المجال التربوي تطابق الصيغ والمصطلحات الاقتصادية من هنا يمكن الاتفاق على انه:

مدراء المدارس في التربية هم ( الإدارة أو القيادة).

المدرسون (المعلمون) والموظفون والطلبة في الصفوف الدراسية هم (الزبون الداخلي). وكما انه يمكن النظر الى الطلاب على أنهم المنتج وهم أيضاً (الزبون الداخلي) وأولياء أمورهم والمجتمع ككل ينظر إليهم على أنهم (الزبون الخارجي).

واضعو السياسة التعليمية الوزارة والمديريات الإقليمية في العمالات ينظر اليهم على انهم مجلس الإدارة.

إن الهدف الرئيسي في الجودة الشاملة هو رضا جميع المستفيدين من العملية التربوية وفي مقدمتهم الطلبة الذين يمثلون المستفيد الداخلي وكذلك المعلمون والجهاز الإداري والمستفيد الخارجي الذي يمثله أولياء الأمور والمجتمع المحلي وسوق العمل.

اسئلة حول الجودة

. ما نماذج الجودة الشاملة التي يمكن تطبيقها في المؤسسات التربوية؟

. ما مجالات تطبيق الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية؟

. ماهي التطبيقات الاجرائية لتطبيق الجودة الشاملة؟

أهداف الجودة

. التأكيد على أن الجودة وإتقان العمل وحسن إدارته مبدأ إسلامي بنصوص الكتاب والسنة، والأخذ به واجب ديني ووطني، وأنه من سمات العصر الذي نعيشه وهو مطلب وظيفي يجب أن يحتضن جميع جوانب العلمية التعليمية والتربوية.

. تطوير أداء جميع العاملين عن طريق تنمية روح العمل التعاوني الجماعي وتنمية مهارات العمل الجماعي بهدف الاستفادة من كافة الطاقات وكافة العاملين بالمؤسسة التربوية.

 ترسيخ مفاهيم الجودة الشاملة والقائمة على الفاعلية و الفعالية تحت شعارها الدائم ” أن نعمل الأشياء بطريقة صحيحة من أول مرة وفي كل مرة.

تحقيق نقلة نوعية في عملية التربية و التعليم تقوم على أساس التوثيق للبرامج والإجراءات والتفعيل للأنظمة واللوائح والتوجيهات والارتقاء بمستويات الطلاب.

الاهتمام بمستوى الأداء للإداريين والمعلمين والموظفين في المدارس من خلال المتابعة الفاعلة وإيجاد الإجراءات التصحيحية اللازمة وتنفيذ برامج التدريب المقننة والمستمرة والتأهيل الجيد، مع تركيز الجودة على جميع أنشطة مكونات النظام التعليمي ( المدخلات- العمليات- المخرجات.

اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لتلافي الأخطاء قبل وقوعها ورفع درجة الثقة في العاملين وفي مستوى الجودة التي حققتها المؤسسات داخل النظام والعمل على تحسينها بصفة مستمرة لتكون دائماً في موقعها الحقيقي.

الوقوف على المشكلات التربوية والتعليمية في الميدان، ودراسة هذه المشكلات وتحليلها بالأساليب والطرق العلمية المعروفة واقتراح الحلول المناسبة لها ومتابعة تنفيذها في المدارس التي تطبق نظام الجودة مع تعزيز الإيجابيات والعمل على تلافي السلبيات.

 التواصل التربوي مع الجهات الحكومية والأهلية التي تطبق نظام الجودة، والتعاون مع الدوائر والشركات والمؤسسات التي تعنى بالنظام لتحديث برامج الجودة وتطويرها بما يتفق مع النظام التربوي والتعليمي العام.

فوائد نظام الجودة

. ضبط وتطوير النظام الإداري في المدرسة نتيجة وضوح الأدوار وتحديد المسئوليات

الارتقاء بمستوى الطلاب في جميع الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية.

. ضبط شكاوى الطلاب وأولياء أمورهم، والإقلال منها ووضع الحلول المناسبة لها

زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى الأداء لجميع الإداريين والمعلمين والعاملين بالمدرسة.

الوفاء بمتطلبات الطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع والوصول إلى رضاهم.

توفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين في المدرسة.

تمكين إدارة المدرسة من تحليل المشكلات بالطرق العلمية الصحيحة والتعامل معها من خلال الإجراءات التصحيحية لمنع وقوعها مستقبلاً.

رفع مستوى الوعي لدى الطلاب وأولياء أمورهم تجاه المدرسة من خلال إبراز الالتزام بنظام الجودة.

الترابط والتكامل بين جميع الإداريين والمعلمين في المدرسة والعمل عن طريق الفريق وبروح الفريق.

تطبيق نظام الجودة يمنح المؤسسة التعليمية –المدرسة- والإدارة التعليمية، الاحترام والتقدير المحلي والاعتراف العالمي.

متطلبات تطبيق نظام الجودة الشاملة في المؤسسة التعليمية

من اجل تطبيق مبدأ الجودة الشاملة في التعليم يجب ان تتوفر قبل كل شيء القناعة الكاملة والتفهم الكامل من قبل المسؤولين في الوزارة اولا ومن ثم جميع أركان المؤسسة التربوية كي نستطيع تفعيل الأدوار للحصول على نتائج ترضي الجميع ويقتضي ذلك ايضاً:

 إشاعة الثقافة التنظيمية والمناخ التنظيمي الخاص بالجودة في المؤسسة التربوية نزولاً إلى المدرسة.

التعليم والتدريب المستمرين لكافة الأفراد إن كان على مستوى الوزارة أو مستوى المدرسة.

التنسيق وتفعيل الاتصال بين الإدارات والأقسام على المستويين الأفقي والعمودي.

مشاركة جميع الجهات وجميع الأفراد العاملين في جهود تحسين جودة العملية التعليمية.

تأسيس نظام معلومات دقيق وفعال لإدارة الجودة على الصعيدين المركزي والمدرسي.

إن المبادئ السابقة تؤثر وبشكل مباشر على عناصر تحقيق الجودة والتي يمكن تلخيصها بالأمور التالية:

تطبيق مبادئ الجودة.

 مشاركة الجميع في عملية التحسين المستمرة

تحديد وتوضيح إجراء العمل أو ما تطلق عليه بالإجراءات التنظيمية

ويؤكد ريتشاد ويليامز في كتاب( اساسيات ادارة الجودة الشاملة) ان العوامل المؤثرة على تطبيق الجودة الشاملة هي:

. محدودية فهم المدراء فيما يتعلق بتحسين الجودة يحول دون تطبيق أسلوب الجودة

عدم وضع سياسة لتحديد الاحتياجات التدريبية الفعلية مما يؤدي إلى الإخفاق في تطبيق الجودة الشاملة.

. التدريب غير الكافي على استخدام أدوات الجودة الشاملة 

. بعض الأقسام لا تطبق مبادئ الجودة الشاملة في كل أعمالها

. عدم تقبل الأفراد لجميع مبادئ الجودة الشاملة

. انعدام وجود معايير لحالات النجاح

. عدم وجود الحوافز للموظفين والموظفات عند تطبيق المراحل الأولية للجودة الشاملة

وهناك عوامل تساعد على التطبيق للجودة الشاملة في المؤسسة التربوية منها:

التركيز على عملية البحث والتطوير، وتستوجب جعلها من الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة التربوية.

. إرشاد الموظفين (الموظفات) إلى مبدأ التقويم الذاتي

تطبيق أسلوب الإدارة بالمشاركة وتعزيز الثقة بين الإدارة والموظفين الموظفات.

. توفير جواً مريحاً من العمل مما يشعر الموظفين (الموظفات) بأن الإدارة حريصة على توفير جميع الاحتياجات.

. مكافأة الموظفين (الموظفات) حسب الأداء والإنتاجية

. التركيز على أهمية قيمة العمل الجماعي بين أفراد المؤسسة التربوية الواحدة

. ربط القيم الإسلامية والمبادئ التنظيمية بعملية إدارة الجودة الشاملة

. مطالبة المسئولين موظفيهم (موظفاتهم) بالواجبات التي تخدم مبدأ الجودة

. تطوير خطة وإستراتيجية مفاهيم الجودة الشاملة وقيمها

. التركيز على منع حدوث الأخطاء الوقاية

اختيار أفضل الموظفين (الموظفات) وإيجاد فرصة للتدريب الذي يمكنهم من أداء مهامهم بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية.

. الاهتمام بمراقبة ومتابعة التغييرات التي تحدث من أجل إجراء التعديلات اللازمة

. الاهتمام بدراسة هيكل المؤسسة التربوية المتعلق بالعوائق التي تقف في سبيل تحقيق الجودة.

ويمثل فهم محاور الجودة الشاملة في التعليم أولى الخطوات في تحقيقها ومن هذه المحاور

.مرحلة الإعداد والسياسات : إعادة تنظيم العمل وفق العمليات الإدارية الجديدة ومشاركة

جميع العاملين ( العاملات ) وتطبيق إدارة الجودة على المستويين الإداري والوظيفي , واختيار الثقافة الملائمة للنواحي المختلفة للمؤسسة التربوية , وإتباع سياسة تساعد على تحقيق الأهداف الموضوعة ,مع تطوير العمليات والخدمات بصفة مستمرة وفق مبدأ التحسين المستمر.

.المهارات القيادية : توزيع المهام والمسئوليات على كل فرد بما يتفق مع قدراته وإمكاناته ,وتحديد السلطات المناسبة له بما يتفق مع مسئولياته , مع توضيح لخطوات العمل واجراءته , وتنمية العديد من المهارات المتعلقة بالعمل الجماعي وعمل الفريق لدى أفراد المؤسسة التربوية, وتحقيق الاتصال الفعال , والاهتمام بالتقدير والمكافآت عند الانجاز بفعالية , ووضع معايير للرقابة.

المسؤولية الاجتماعية : توثيق العلاقات الإنسانية في المؤسسة التربوية والمرونة والتكيف حسب مقتضيات الموقف , والإسهام في الاهتمام بالتواصل غير اللفظي , ومعالجة المشكلات وتذليل الصعوبات التي تواجه أعضاء المؤسسة التربوية , وتقديم الاستشارات البناءة.

. التخطيط الاستراتيجي : التعرف على الاتجاهات الحديثة في التخطيط الاستراتيجي

والمشاركة في وضع الخطط المتكاملة ,وصياغة الرؤية والرسالة للمؤسسة التربوية وترجمة الأهداف إلى خطوات تنفيذ وتحديد الأولويات ووضع بدائل جديدة واختيار البديل الأمثل.

القياس والتحليل للأداء : عرض الطرق والأساليب التي يتبعها أفراد المؤسسة التربوية خلال أداء العمل وتحديد الأدوات المستخدمة في العمل , ودراسة دقيقة لمكونات الأداء المختلفة وتسجيل البيانات الصحيحة المتعلقة بطبيعة كل عمل, والاستفادة من قياس الأداء في معرفة واقع الأداء الحالي وتحديد الطموح المستقبلي وتحليل الفجوة بين الأدائيين الحالي والمستقبلي.

التدريب : يهدف إلى إكساب المعلم ( المعلمة ) ومدير ( مديرة ) والموظفين ( الموظفات ) بالمؤسسة التربوية الخبرات والمهارات التي تسهم في تطوير العمل وتعديل الاتجاهات بما يحقق الأهداف المرسومة لرفع مستوى أداء العملية التعليمية والتربوية.

.القوى البشرية والموارد

أ - المديرون ( المديرات ): إن تحقيق إدارة الجودة الشاملة تستلزم من المدير دراسة القوى الثقافية أو المتغيرات السائدة والمحتملة مثل القوى الاقتصادية والقوى السياسية والقوى

الاجتماعية وكل ما ينعكس أثره من قوى على الإدارة المدرسية.

ب- المعلمون ( المعلمات ): من حيث الكفاية العددية والتدريسية ومستوى التدريب على المستجدات في المناهج ومستوى إعدادهم قبل وأثناء الخدمة وفهمهم لأهداف المراحل التعليمية ومساهمتهم في خدمة المجتمع واحترامهم لطلابهم وتقديرهم لإمكانياتهم.

ج- الطلاب ( الطالبات ):ويقصد بها مستوى تأهيل الطالب ( الطالبة ) علمياً وصحياً وثقافياً ونفسياً حتى يكون مخرج جيد قادر على الابتكار وتفهم وسائل العلم وأدواته.

د- البرامج التعليمية وطرق التدريس:ويقصد البرامج التعليمية شمولها وعمقها واستيعابها للتحديات العالمية والثورة المعرفية ومدى تطويعها بما يتناسب مع المتغيرات العامة ويساعد على تكوين الشخصية المتكاملة بحيث تكون طرق تدريسها بعيدة عن التلقين وتشجع الإبداع وتكشف عن المواهب الكامنة لدى الطلبة.

هـ- المباني التعليمية وتجهيزاتها: قدرة المبنى على تحقيق الأهداف التعليمية وتوافر الشروط الهندسية والصحية والسلامة وتوفر المكتبة المدرسية والمختبرات العلمية واللغوية وكافة الأجهزة والإنترنت والساحات المكشوفة والمغطاة وحجم المبنى وقابليته للاستيعاب ,وتوفير نصيب كاف للتلميذ ( للتلميذة ) من مساحة المبنى.

و- الإدارة التعليمية والانظمة التربوية: تتوقف جودة الإدارة التعليمية على القائد ومدى اقتناعه بالجودة الشاملة ويدخل في ذلك جودة التخطيط وجودة المتابعة، أما بالنسبة لجودة الانظمة التربوية فلابد أن تكون مرنة وواضحة ومواكبة لكافة التغيرات والتحولات من حولها لأن المؤسسة التعليمية توجد في عالم متغير تؤثر وتتأثر به. ,

ح- المناهج: من حيث ملاءمتها لمتطلبات سوق العمل وبيئة الطالب وكذلك مناسبتها لخصائص النمو في المرحلة التي يمر بها الطالب ومدى قدرتها على مواكبة العصر ومدى قدرتها على تنمية طرق التفكير النقدي والعلمي ومدى قدرتها على ربط التلميذ بواقعه ومساعدته على حل مشكلاته وتبسيط وترسيخ قيم العلم وتنمية روح الولاء للوطن والتعايش والتفاهم والسلام الدولي.

 الدعم المالي ( الإنفاق التعليمي ):لاشك أن توفر التمويل اللازم والكافي للتعليم يساعد على تحقيق الجودة الشاملة ويسهم في تطبيق برامجها ويتمثل التمويل في التمويل الحكومي أو التمويل الذاتي , على أن تصبح ميزانية أداء لا ميزانية بنود وتشمل النواحي العينية والمادية ,وتقدر تكاليفها على أساس حجم العمالة في المؤسسة التربوية وتكلفة الفرد في السنة الواحدة.

.الأنشطة والتقويم : توفير الخدمات والأنشطة والبرامج سواء كانت الإنمائية والوقائية والعلاجية لجميع الطلاب لتحقيق الاستفادة القصوى من العملية التعليمية والتربوية في ضوء الأهداف الموضوعة ، أما بالنسبة للتقويم فيشمل كفايات المعلمين والمناهج الدراسية والمباني وتجهيزاتها وتقويم أيضا الأدوات التعليمية لكل مرحلة ومساعدة المعلمات على تقويم الطلبة فيجب أن يكون شاملا ومتكاملا ومبنيا على أسس علمية.

الناتج التعليمي: تشتمل عناصر الجودة على الطالب والمعلم والبرامج التعليمية وطرق تدريسها وتمويل وإدارة المؤسسة التعليمية ويتطلب ذلك وجود معايير لتقييم كل عنصر وهذا يتطلب بدوره كافة العاملين بالمنظومة التطبيقية لإدارة الجودة الشاملة عليها مع إعادة هيكلة الوظائف والأنشطة وفق تلك المعايير ومستويات الأداء وأثرها على المدرسة والأسرة والمجتمع.

 

لذا اصبح من الضروري جدا اللجوء الى مبدا الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية لخلق جيل  جديد قادر على النهوض بالواقع الخدمي والانساني وهو يمتلك سلاح العلم والمعرفة من جهة وسلاح حب الوطن من جهة اخرى.

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة