معرض الكتاب وتهميش مجلس الجالية لكتاب مغاربة العالم

معرض الكتاب وتهميش مجلس الجالية لكتاب مغاربة العالم

محمد بونوار

دأب المغرب على تنظيم معرض الكتاب منذ سنة 1989 بمدينة الدار البيضاء ، ومؤخرا تعطل لمدة سنتين بسبب جائحة كورونا ، لكنه مع قدوم سنة 2022 ، استعاد مكانته  ،لكن هذه المرة بمدينة الرباط – عاصمة الانوار وعاصمة المغرب .

الموضوع الذي نريد اليوم طرحة على المجتمع المغربي هو دور مجلس الجالية الذي يمثل حوالي 5 ملايين من المغاربة متواجدين في 5 قارات بنسب مختلفة .

في الحقيقة كتبنا غير ما مرة عن مجلس الجالية ، ونبهنا الى الخروقات القانونية والدستورية التي تعرفها هذه المؤسسة ، والتي انتهت مدة انتدابها سنة 2011 ، وهو ما يعني أن أكثر من 10 سنوات وهذه المؤسسة تعمل خارج الاطار القانوني وبدون رئاسة فعلية ، لأن رئيسها الفعلي – ادريس اليزمي -  اختفى عن الانظار وعن الساحة السياسية منذ  زمن بعيد  ، ومرت الرئاسة الى الامين العام بشكل ظرفي .

مشاكل هذه المؤسسة تكمن في الابتعاد عن مغاربة العالم عند الشدائد وأيام الضيق ، بلغة بسيطة لا ترقى هذه المؤسسة  الى مستوى يليق بما يحلم ويفكر وما يخالج صدور مغاربة العالم ، ومن قيمتهم وانجازاتهم ، ويساعد على بلورة  صورة مغاربة العالم سواء في الميدان الرياضي ، أو الادبي ، أو الثقافي ، أو السياسي .

تلميع صورة المغرب يحتاج  الى ناس لهم كفاءات ولهم أفكار ولهم خيال واسع ، ولهم غيرة وطنية كبيرة  ، تدافع عن المغرب وتترافع عنه بشكل تلقائي ، والدفاع في هذه الحالة يجب على الجميع ان يعرف أن النقد في حد ذاته يشكل نقطة حسنة لأنه يعين على تدارك المواقف واٍصلاح ما يمكن اصلاحه وذالك سعيا الى تحقيق التقدم والرخاء والقطع مع الماضي وما يحمله من برامج مجانبة للصواب ، وغير متوافقة مع الحالة المعاشة .

 

الكتاب المغاربة القاطنين خارج الوطن والذين ينشرون مقالات بين الحين والاخر بخصوص مواضيع دولية ووطنية يستحقون التشجيع لانهم يرفعون راية المغرب في الثقافة العربية ، ويدعمون تزكية الانسان المغربي كفاعل ثقافي ،  ومثال يحتدى به ، ومرجعية فكرية تبرهن على التفوق والسبق مقارنة مع دول أخرى ، في نفس المقاس . ويمكن اعتبارهم شعلة ومنار في تأثيث الاعلام الدولي والوطني .

وهناك جهات أخرى تقوم اٍما بترجمة محتوى المقالات المنشورة سعيا للاستفاذة منها ، أو باٍعادة نشرها لأهمية المحتوى وأهمية الافكار التي يتم طرحها طمعا لتعميم الفائدة .

مجلس الجالية يحضى بتقدير كبير من وزارة الثقافة المغربية ، حيث يحصل كل سنة على رواق متميز بمعرض الكتاب ، لكن رغم وجود ثلة من مغاربة العالم ينشرون على مدى سنوات مقالات محترمة من الطراز الكبير مع نخبة من ألمع كتاب العرب ، على جرائد ومواقع دولية ذات صيت وشهرة  ، مقالات تعتني بمشاكل وأحداث دولية ومغربية بين الحين والاخر ، هذه المبادرات تعتبر في حد ذاتها مميزة لان سلطات بلدان الاقامة تسجل كل صغيرة وكبيرة في هذا المضمار وهو ما يفرض على هذه الفئة من الكتاب الالمام الكبير بالسياسات الدولية حتى لا يقعوا في أخطاء يمكن أن تعكر الجو بين الدول .

بلغة بسيطة كتابة ونشر مقالات ليس بالامر الهين كما يتخيل البعض ، لكن رغم كل هذا فهذه النخبة المميزة من مغاربة العالم ، والذين يمكن عدهم على رؤوس أصابع اليد ، مقصية ومهمشة من طرف مجلس الجالية كلما تم تنظيم معرض الكتاب والنشر ، ومقصية ومهمشة أيضا طوال السنة وفي جميع المناسبات ، ولا تتوصل ولو برسالة اشعارية بخصوص معرض الكتاب ، أو ما شابه ذالك من التظاهرات الثقافية  ، أما التكريم والجوائز فتبقى بعيدة  كل البعد ، مسافة بعد السماء عن الارض .

كم من مقال كان سببا في تدارك مشكل وتم أخذه بعين الاعتبار ، كم من مقال كان نقطة مهمة في ايجاد مخرج لمشكلة وطنية  ، كم من مقال كان بمثابة تزكية للثوابث الوطنية ، وكم من مقال كان سببا في اعادة النظر في طريقة عمل برنامج وطني  .

الزبونية والتحايل والتهميش هي السمة الغالبة على مجلس الجالية ، ليس فقط في مجال الثقافة  ومعرض الكتاب ، بل هناك  مشاكل بالجملة  في مجال الشراكة وتمويل الجمعيات وتنظيم الحفلات واللائحة طويلة .

 

أملنا كبير أن تنكب الجهات العليا على مراجعة هذا المجلس الذي يمثل مغاربة العالم في الوثائق الدستورية ، أما على أرض الواقع فاٍنه يخفي أشياء أخرى .وفي مقدمتها مشاكل في التدبير والتسير، ويحتاج الى ترميم شامل وكامل ، لأن هناك كفاءات أخرى يمكن أن تمنح لمجلس الجالية وللمغرب قفزة نوعية تتناغم مع مستوى التطلعات والمطالب ، وتظهر مغاربة العالم كثروة ورصيد ثمين .  

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات