مرة أخرى "حفيظ الدراجي " ساير يْحَاجي و يْفاجي...احتجاز الصحافيين المغاربة بالجزائر
عبد اللطيف السعداني
قامت سلطات مطار وهران الجزائرية ، باحتجاز الوفد الإعلامي المغربي المرافق للرياضيين المغاربة المشاركين في ألعاب البحر الأبيض المتوسط ، لمدة تتجاوز الأربع و عشرين ساعة بالمطار ، قبل أن تقوم بترحيلهم نحو تونس ، مبررة هذا التصرف غير العادي بأنه " توجيهات و أوامر من جهات عليا " بناء على تصريحات مسؤولي المطار للصحافة الجزائرية .
و بغض النظر عن موقفي الشخصي أو موقف المسؤولين أو ممثلي الصحافة الوطنية ، فقد اطلعت على رأي بعض المؤسسات الإعلامية و المنظمات الصحافية الدولية و العربية كما اطلعت على مقالات و تغريدات الكثير من الإعلاميين و نجوم شاشات الاخبار الرياضية و من ضمنهم صحافيون و مراسلون جزائريون ، كما اطلعت أيضا على رد مكتوب و تفسير للمعلق الكروي بقنوات بي إين سبور الجزائري حفيظ الدراجي .
و إذا كان كل الجسم الصحفي يدين تصرف الدولة الجزائرية نحو رفاقهم و إخوانهم في مهنة المتاعب و الضمير رغم اختلاف الأوطان ، فإن الصحفي الجزائري الدراجي دافع على قرار سلطات بلاده ضد الصحفيين ، معتبرا ان أعضاء الوفد الإعلامي المغربي يتشكل من البوليس و المخابرات و " أن الألعاب المتوسطية بوهران مفتوحة للرياضيين و ليس لرجال البوليس و المخابرات " .
و الحقيقة ان هناك صحفيون بوليس و مخابرات مثلما هناك صحفيون مهنيون و صادقون ، و للتمييز بين النوعين ، لابد من طرح سؤالين لهما علاقة بالواقعة و الحادثة :
أولا ، من هو الصحفي البوليسي ؟ هل هو الذي يدافع عن رفاقه و زملائه و شركائه في المهنة ضد البوليس و القمع و تضييق الحريات أم الذي يدافع عن قرارات البوليس في حق الصحفيين ؟
و على ما يبدو فأنت الوحيد من الصحفيين الذي يدافع عن بوليس و مخابرات الجزائر ضد إعلاميين و حقهم في نقل الحدث و الأخبار و المعطيات للجمهور .
ثانيا - عندما وصل الوفد الرياضي المشارك في الألعاب المتوسطية ، رأينا قوة و حفاوة الإستقبال الشعبي الذي خصصه الجمهور الجزائري و الذي فاق استقبال كل الوفود من حيث الحماس و الروح و الحرارة و الزغاريد و كان تعبيرا شعبيا عن حب الجزائريين للمغرب ، مثلما كان تصرف الدولة الجزائرية تعبيرا من الكابرانات و المخابرات عن كرههم للمغرب .
و هذا هو السؤال الثاني ، من هو الصحفي الذي يعبر عن مشاعر شعبه و رأي شعبه و من هو الصحفي الذي يعبر عن مشاعر المخابرات و رأي الكابرانات .
و على ما يبدو أيضا فقد اخترت في هذه الواقعة أن تعبر كصحفي عن رأي و مشاعر و موقف المخابرات ، بدل التعبير عن رغبة و فرحة و عشق الشعب الجزائري للمغرب .