التصريح بالممتلكات
الغالي بنهشوم
سيدي الوزير:
أنا مسئول بإحدى القطاعات الوزارية ، تم تعييني في البداية بأحد السلاليم الدنيا في القطاع ، وبعد مضي بضع سنوات ترقيت بسرعة البرق ووصلت إلى أعلى المناصب ، وأنا الآن مسئول عن تدبير ملفات هذا القطاع، كنت لا أملك دراجة نارية يوم تعييني، أما اليوم فهأندا أنعم بثلاث سيارات فاخرة ، اثنتان وضعتهم الوزارة الوصية رهن إشارتي، والثالثة وضعتها رهن إشارة أبنائي، تنقلهم صباحا ومساء إلى مدارسهم الخاصة وتنقل زوجتي إلى النادي لممارسة أنشطتها الرياضية ولا أكلف نفسي عناء ملىء خزانة البنزين فالدولة تتولى ملأها .
سيدي الوزير :
* أجهز منزلي بأحدث الأجهزة الاليكترونية وكلها مركة مسجلة باسم القطاع ومن جملة هذه الأجهزة على سبيل التمثيل لا الحصر أملك 10 حواسيب يدوية أضع في كل غرفة حاسوبا، حتى في المرحاض لأن ابني يتردد كثيرا على هذا المكان فمن واجبي أن أوفر له شروط الراحة في بيت الراحة، زد على ذلك وسائل التبريد والتدفئة، وأدوات الغيار....
سيدي الوزير:
* إنني أحفظ كرامة الموظفين؛ ذلك أني استغل الحرفيين الموضوعين رهن إشارة القطاع -عفوا رهن إشارتي -للقيام بعملية الإصلاح والترميم داخل بيتي ، فإذا ما حصل عطل فني في إحدى الأسلاك الكهربائية أتصل على الفور بالكهربائي لإصلاحه، وإذا لم تعجبني صباغة البيت أمرت الصباغ/الموظف بتجديد الصباغة وإحضار جميع المستلزمات من مقر العمل، وإذا أردت تغيير أفرشة بيتي ضغطت على الزر فأمرت .الخازن بإرسال كل أنواع الأفرشة من " الفوتوي" وزرابي وكراسي متحركة وغير متحركة..... ونظرا لكثرة مشاغل زوجتي أدعو منظفات القطاع لتنظيف بيتي و إعداد الولائم التي غالبا مااستدعي زملائي بالقطاع لمناقشة الميزانية المرصودة وسبل توزيعها.
سيدي الوزير:
أستفيد من التعويضات الخيالية عن التنقل déplacement)) ولا أدري المبلغ الذي يرد على خزينتي مع العلم أنني رابط في مكاني أتنقل من بيتي إلى مقر عملي فقط بواسطة سيارة الدولة، وتلك نعمة منى القطاع عليها بها.
سيدي الوزير:
-كل التوظيفات التي يعرفها القطاع تتم باختياري؛ أوظف ذوي القربى عملا بالسنة ، وأوظف ذوي النفوذ عملا بالقول المّأثور، وأوظف ذوي المال والجمال؛ فسماسرتي يتجولون بين المقاهي الفاخرة يترصدون الباحثين عن وظيفة، فمن أراد الحصول على وظيفة فليدفع الدولار أو البسيطة وربما تنفع الوسيطة.
سيدي الوزير:
أما الترقيات فهي لا تخضع لمقاييس إدارية؛ لأن المراسيم المعمول بها في قانون الوظيفة العمومية بالية (1958)، وغير موضوعية ولذلك وجدتني أسن معايير جديدة في الترقي، فهناك الترقي السريع للموظفين العاملين في الخلية الاستخباراتية ولسماسرتي ولمتملقي، والسائقين الخصوصيين، والترقي البطيء للمغضوب عليهم من موظفي.
سيدي الوزير:
- في كل سنة أغير التجهيزات المكتبية لأنها متقادمة ومتهالكة فأقوم ببيعها، وريعها يدخل مباشرة إلى حسابي الخاص، وأشتري أخرى جديدة قديمة بأثمنة خيالية، وربحا هو الآخر يدفىء جيبي في ليالي الشتاء البارد، ومع ذلك فأنا قنوع جدا أغط الطرف عن الصفقات الصغيرة.
- سيدي الوزير:
- أصبت بالتخمة جراء الولائم التي تقدم على طاولتي بالإدارة فكل الاجتماعات التي تنعقد ب"وزارتي" لمناقشة الملفات التي تخص القطاع أو الصفقات المزمع إبرامها، أطلب من ممون الحفلات أن يقدم مالذ وطاب من المأكولات والمشروبات ما حل منها أو ما حرم على المائدة المستديرة ، فما أحلى النقاش وسط كؤوس الراح ، وقطع لحم الحلوف المشوي والسمك المقلي، والعطر البارزي.
سيدي الوزير:
كل الصفقات التي تتم باسم القطاع أنا من يدبرها، وأنا من يعود علي نفعها، لا أبالي إن كانت هذه الصفقات في صالح القطاع، أم لا المهم أني أومن بفلسفة " اللهم ارحمني وارحم محمدا ولاترحم معنا أحدا"