"بيليه".. أسطورة كرة القدم التي لا تموت!
رحال لحسيني
انتهى المشوار الحياتي للأسطورة التاريخية لكرة القدم وملكها "بيليه" عن سن 82 سنة، بعد معاناة مع المرض (يوم امس 29 دجنبر 2022).
ورغم أن والده كان بدوره لاعبا، فتاريخ كرة القدم يكاد أن يكون قد انطلق مع "بيليه"، إذ لم يحظ أي لاعب من سابقيه ولا مجايليه بنفس الشهرة والوضع الاعتباري والرمزي الذي حققه، ولا بنصيبه من الألقاب والأرقام القياسية والاهتمام والجوائز والأوسمة التي حصدها، كما لم يزيحه من جاء بعده عن عرشه.
وبقي اسم "بيليه" رائد الكرة وملكها المتوج عبر تاريخ اللعبة.
اللاعب البرازيلي (اسمه: ادسون آرانتس دو ناسیمنتو) المعروف ب "بيليه"، هذا اللقب الذي حمله مضطرا جراء فشله في النطق السليم لاسم لاعبه المفضل انذاك (حارس مرمى نادي فاسكو دي غاما بيلي) أصبح يطلقه عليه زملائه في الدراسة وكان يسبب له الإزعاج ويدفعه للاشتباك معهم بسببه، لم يكن يعلم أن "الإسم" يحمل دلالات ايجابية في لغات أخرى كالمعجزة وكرة القدم، وسيصبح لاعبا بارزا وأسطورة به.
"بيليه" يعتبر أول لاعب واللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم لثلاث مرات عبر تاريخ اللعبة، وهو صاحب لقب أكثر هداف في مشوار الكروي ب 1279 هدف في 1363 مباراة لعبها (رسمية وودية) معترف بها، منها 1068 رسمية وبأنه أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف مع المنتخب البرازيلي ومع وأندية هذا البلد المجنون بسحر الكرة.
وبدأ مشواره الرياضي كلاعب كرة قدم محترف في سن 15 سنة، وعن سنة 16 سنة توج هدافا للدوري البرازيلي.
بعد تألقه اللافت، في سن مبكرة، وتهافت الفرق الرياضية الكبرى خصوصا الاوروبية لضمه لصفوفها بعقود مؤقتة أو كاملة، أصدرت الحكومة البرازيلية سنة 1961 قرارا رسميا يعتبر "بيليه" كنزا وطنيا لمنعه من الاحتراف واللعب خارج البرازيل.
حصل "بيليه" طيلة مشواره الرياضي وبعد اعتزاله أيضا على مئات الجوائز والألقاب الوطنية والقارية والدولية، من مختلف الهيئات الرياضية وغير الرياضية، وفي مقدمتها الفيفا، الاتحاد الدولي، اللجنة الأولمبية الدولية، الاتحادات الرياضية بالبرازيل وأمريكا الجنوبية والعالم ككل، وكذلك من طرف الامم المتحدة، والفتيكان الذي يوجد قميصه في متحفه...
ويعتبر "بيليه" اللاعب الذي أعطى للرقم 10 قيمة رمزية خاصة حتى أصبحت تتنافس على حمله أجيال من الهدافين واللاعبين المميزين في المنتخبات والفرق الرياضية.
وإلى الان، لازال "بيليه" أكثر لاعب فاز بكاس العالم، بالإضافة إلى عشرات الألقاب الخاصة بكأس العالم، منها لقب أصغر لاعب لعب في كاس العام، وأصغر لاعب فاز بكأس العالم عن سن 17 سنة، وأصغر لاعب سجل في كأس العالم، وأصغر لاعب سجل في نهاية كأس العالم، وأكثر من سجل في نهائيات العالم، وأكثر لا عب صنع أهداف..
بالاضافة إلى ندوينه لرقم أكثر لاعب سجل أهداف في سنة واحدة، وغير ذلك كثير جدا.
كما حصل على معظم الألقاب الوطنية والدولية، أبرزها أفضل رياضي في القرن، ولاعب القرن، التي تقاسمها مع مارادونا، بسبب تصويت الجماهير التي عايشت مارادونا لفائدة هذا الاخير، والتي لم تشاهد بيليه، دون إغفال العبقرية الكروية للساحر والمتمرد الأرجنتيني ديغو مارادونا، الذي يعد بدوره أسطورة من نوع خاص في تاريخ المستديرة عبر العالم.
كما حصل "بيليه" على العديد من الجوائز والأوسمة والألقاب، كالكرة الذهبية، وعدد لا يعد ولا يحصى من الأرقام القياسية والتي لم يتم تحطيمها إلى الآن.
وداعا "بيليه" الانسان..
ودامت الأسطورة الكروية "بيليه".