مع مول الحانوت: الفرق بين حاجّ حقيقي وحاجّ مزوّر

مع مول الحانوت: الفرق بين حاجّ حقيقي وحاجّ مزوّر

الطيب آيت أباه

ها احنا جينا، أوجبنا ليكوم الطيب مول الحانوت، اللي جا عندو مول الأونو البيضة، وعوض يخلص ليه الكريدي! قال ليه بارك لي، العُقبى ليك، راني عاد رجعت من الْحجّ، وزيدني شي بركة ذيال السلعة، راه الضياف، أنت مول الخير، داخلين خارجين علييّا في الفيلا، والكراج مطرطق بالقوالب ذيال السكر! غير ينقص علييّا الْغاشي، نشارجيه فشي كاميّو، ونجيبو ليك.. حتّى لمن بعد، ونصرفو كامل من عندك مونة! وبالثمن اللي يرضيك!

مول الحانوت بالفرحة، بقَى تايعمّر في الأونو البيضة بالسّلوع أشكال وأنواع، حتى تطرطقات! 

اجبد مول الحانوت كناش الكريدي من الْمجرّ، وزاد الطوطال الجديد على الطوطال القديم، وسجّل قدام "مول الأونو البيضة" وسام الترقية "الحاج"! باش ترجع السمية "الحاج مول الأونو البيضة"!

الحاصول، غير تحرّك الحاج مول الأونو البيضة من قدام الحانوت، وهو يصيفط مول الحانوت واحد الأوديو في مجموعة واتسابية ذيال البقّالا، تايعرض عليهوم السكار قالب بثمن زوين! 

الكارثة أنّ حتى بقال في المجموعة الواتسابية ماخاصّينو قوالب، ولا جاب ليه الحاج مول الأونو البيضة شي قالب!

مع مرور الأيام والشهور، بدات كاتجي ذيك الأونو البيضة لمول الحانوت في المنام عامرة قوالب، ومغلفة في كاغيط أزرق، جارّينها جوج نْمُورَا مزركطين سمان، طايرين بيها في السّمَا، بحال شغل عَرَبَة بّابّا نُوّيل! 

نهار العيد، قرر مول الحانوت يمشي عند الحاج مول الأونو البيضة للفيلا ذيالو، حجّ وزيارة، لعلّ وعسى يدير معاه شي تاويل ذ الخير، ويلقَى معاه شي تخريجة لذوك القوالب، على وجه هاذ العواشر!

صونا في الآنطير-فون بأذب منقطع النظير، جاوباتو الحاجة. قال ليها عافاك أنا مول الحانوت، بغيت السي الحاج!

اخرج عندو حاجّ آخر من غير الحاج اللي تايعرف! ومع تجاذب أطراف الحديث، رُوّيدا رُوّيدا، بدات ملامح الصدمة كاتطغَى على وجه مول الحانوت المضيوم، حيث الحقيقة المرة اللي غادي يستاقي من المنبع، أنّ السيد اللي كان تايجي عندو للحانوت بالأونو البيضة، وكايتصارف معاه، لم يكن سوى مجرد سائق عند الحاج مول الفيلا! وفوق من هادشي، الحاج ذيال بصّاح داير بالحاج ذيال بلعاني شكاية حول موضوع خيانة الأمانة! 

استأذن الحاج مول الفيلا من خونا مول الحانوت، ثم دخل، وأغلق الباب خلفه، باش يكمّل مسلسل سامحيني مع مراتو الحاجة، بأمرٍ عاجلٍ، تلقّاهُ منها عبر الآنطير-فون، تاركاً مول الحانوت بين باب الفيلا والأونو البيضة، مُعَلِّقا عيناه في عنان السماء.. إذا رأيتَهُ يخال لك من الوهلة الأولى أنه يحسبها وهي طايرة! بينما الذي طار فعلا، ويوشك أن يحلق بعيدا، هوّ الْفْرِييّخ!

بالنهاية، عواشر مبروكة من البارح حتى لدروكا.. وكل عام وأنتم على بال من كل حاج مزور ينتحل صفة حاج حقيقي، إذا نصب آدَى وإذا افترَى تمادَى..

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة