علماء البيترودولار
محمد الدفيلي
منذ سنوات سمعنا عن تحولات كبرى في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، دون أن تنعكس هذه الأخيرة على شعوب المنطقة المدمرة والمنهكة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من سياسات حكام مخبولين وعديمي الفائدة.الكل يتحدث عن التحولات السياسية والاقتصادية، لكن من إن تبدأ المسيرة حتى يتدخل كائن من كان، ويعرقل ذلك.يتساءل مجموعة من المتتبعين للشأن العربي والإسلامي قائلين:لماذا لا يتعلم هؤلاء من أخطائهم؟لماذا؟ لا يراجعون تاريخ الماضي أو القريب؟ألا يقرؤون؟ألا يسمعون؟هل لديهم عقول في رؤوسهم أم حجارة صماء؟
الكل يعلم قصة الثيران الثلاثة، وما قاله الثور الأخير عندما أراد أن يلتهم الأسد الذي تحايل عليهم، «أكلت يوم أكل الثور الأبيض".قبل الحرب العلمية الأولى، كانت الإمبراطورية العثمانية تسيطر على قسم كبير من العالم الإسلامي، كما كانت الدولة المغربية العلوية حامية القطر المغربي والساحل الصحراوي، و كانت دول ما وراء النهر.لكن عندما تجزؤوا إلى دويلات متناحرة حصل ما حصل.وحتى إلى العشرية الأخيرة كان العرب أقوياء إلى حد ما.لكن لا أجد أي مبرر لإعمالهم التخريبية لبعضهم البعض.قبل سنوات لم نكن نعرف ما هو الصراع الطائفي وهذه النزعات الهستيرية التي طفت إلى السطح.قبل سنوات كان صدام المشنوق حاكم عراقي بامتياز-رغم وجود أخطاء كارثية،لكن كانت تعالج بالعقل-حامي السنة،ولم يستطع هؤلاء الغوغائية الشيعة أن يتطاولوا على مقدساتنا ويحرفوا ديننا.لكن انظروا يوم سقط،استبيح العراق من كل الجهات والتيارات،حتى المسيحيين هجروا بشكل كبير ومفاجئ.نعم نتفق على وجود أخطاء كبيرة في تصرفات الحكام العرب اتجاه شعوبهم لكن كل عاقل لن يوافق على معالجة الخطأ بالخطأ.لكن نقوله صراحة كان وجوبا إسقاط حكم مبارك المسجون والهارب بن علي والمقتول القذافي والمتنازل علي صالح.لكن ما دون ذلك فهم حماة الديار إلى حد ما.انظروا إلى ما يجري في مصر، ليبيا، تونس واليمن.هؤلاء الناس لا يريدون ديمقراطياتنا الخاصة بنا كشعوب إسلامية عربية.يريدنا فتنتنا وقتلنا بعض لبعض،وهم يتفرجون علينا وينهبون خيراتنا.وهؤلاء المتفيقهون،علماء البيترودولار عليهم أن يدخلوا بخيط الصلح ورفع الناس العوام عن الأخطاء وتوجيه الرأي العام إلى جادة الصواب،عوض اعتلاء المنابر وتأجيج الناس وزرع الفتن وعدم محاباة الحاكم الظالم من جهة،أو التحريض على حاكم اخطأ لكن يريد الإصلاح.
ألا يتعض حكامنا العرب وان الدائرة دائرة عليهم أجلا أم عاجلا،لكن إن أصلحوا اليوم بينهم وبين شعوبهم من جهة،وأصلحوا بين الحكام والشعوب المتناحرة من ناحية أخرى،كان لهم أجدا وانفع،وذخرا في الدنيا والآخرة.نريد من عواصم البيترودولار عوض أن تزرع الفتنة في سوريا مثلا.أن تتوحد قواهم ويستثمروا في سوريا وبقية الدول العربية والإسلامية التي تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة.لكي يسود الاستقرار والأمن،وتكون الإنتاجية ويعيش الناس في رغد وهناء.نحن لا نطالب مواجهة آنية ضد إسرائيل أو أمريكا أو....نريد استثمارات واضحة ونية صادقة،وصرف الأموال إلى من يستحقها.حتى نعيد إلى الشعوب قيمتها الروحية و الاجتماعية والسياسية، لكي نستطيع فيما بعد مواجهة هؤلاء الكفرة، ومواجهة هؤلاء الغوغائية، الخوارج المعتزلة والشيعة.الذين سيخربون عروشكم يا حكام العرب السنة عاجلا أم آجلا.
حرروا شعوبكم وأنصفوها.إن الخطر قادم لكن ما إن تمسكنا بحبل الله ورسوله لن نخيب.أمس الجمعة قال مفتي الديار السورية العزيزة الشيخ أحمد بذر حسون لمدير قناة الميادين حماها الله غسان بن جدو في برنامجه "في الميادين"،"البداية الطائفية لن تقف هنا فقط/كما إنهم لا يريدون إقالة النظام بل تركيعه،كما دعا كل عقلاء العرب والمسلمين من علماء وغيرهم إلى زيارة سوريا وإيجاد الحلول عوض الشتم والسب من هنا أو هناك"كما دعا مسيحيي الشرق إلى عدم هجران ديارهم سواءا في مسيحيي فلسطين أو سوريا أو كلدانيي وسريانيي العراق أو موارنة جبل لبنان وبقية الطوائف المسيحية"وان المسيحية بنت الشرق.