تعليمنا المنخورة إلى أين

تعليمنا المنخورة إلى أين

محمد شاكري

تعود الدراسة رسميا على الورق و يعود معه شد الحبل بين أسرة التعليم و الوزارة الوصية في غياب تام لسياسية تواصلية من طرف الوزير التقنراطي..و بين شد و جدب يبقى التلميذ هو الخاسر الكبير و تبقى منظومة التعليم المنخورة أصلاً هي الخاسر الأكبر..

نظريا لن تجد أحدا من المسؤولين يقلل أو يبخس قيمة التعليم في بناء الأمة و النهوض بها و لن تجد أحدا يعتقد في قرارة نفسه أن التقدم و الخروج من مستنقع التخلف لن يكون إلا بسياسة تعليمية رائدة يكون محورها المتعلم و المعلم..

و لأنهم يعرفون قيمة التعليم و ما يمكن أن يسهم به في بناء الوعي الفردي و الجماعي فإنهم و بكل بساطة يسعون إلى إفراغه من كل مضامين النقد و الوعي و كل ما يطلق العقل نحو رحابة الفكر و الإبداع..و واقع الحال يقول أن كل ما يريدونه من المدرسة هو "إنتاج" إنسان/ٱلة بمختلف المستويات و الدرجات..إنسان ٱلة يلبي حاجة الرأسمالي لتقنيين و عمال مهرة..

بالعودة إلى واقعنا التعليمي "المزفت" فإن أفضل ما كشف لنا هذا الصراع هو تواطؤ النقابات و خنوعها المذل أمام كل ما يُملى عليها دون الرجوع إلى قواعدها بل و بدون حس المسؤولية أو ضمير و هي التي -يا حسرتاه - وُجدت كي تدافع عن العامل و الموظف و المواطن..

لقد ظهر بالملموس أن الشرذمة التي تمارس العمل النقابي هي نسخة طبق الأصل لتلك التي تمارس السياسة في وطننا الحبيب يتقاسمون نفس مبادئ الإنتهازية و التملق و اللصوصية المقنعة بالمصلحة العامة، سياسيون و نقابيون ليس لديهم الحد الأدنى من الحس النقدي لقول كلمة لا في الزمان و المكان المناسبين..سياسيون و نقابيون يعلفون من المال العام تحت بنود الأجور و الإمتيازات مقابل ضمائرهم الميتة و أقلامهم الجاهزة للتوقيع..

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة