حكْرُونا لَبْراكْنة
نورالدين زاوش
ما يعانيه المغرب من فظاعات من مجاورة هذا البلد الخبيث سيئ الذكر والتاريخ، عديم الهوية والمروءة، منقوص السيادة والرجولة، لا يقل فظاعة عما تعانيه الدول المجاورة لإسرائيل كالأردن ولبنان وسوريا؛ بل إنه أسوأ حتى من هذه الدولة الصهيونية المجرمة؛ على الأقل، لم تقم هذه الأخيرة بتقتيل شعبها وتشريدهم، واختطافهم بالليل والنهار، وتطويعهم بالحديد والنار؛ مثلما تفعل دويلة الجزائر؛ أكبر مستشفى مجانين في درب التبانة.
حينما تجد دويلة، بِشُرْطتها وأمنها وجيشها وجماركها ومخابراتها المدنية والحربية، تتصارع مع فريق كروي حول خريطة على قميصه المعتمد من طرف "الكاف"، تشعر يقينا بأنك بصدد التعامل مع أبهى صور الشر المطلق، والغباء المطبق، والخبث الذي لا يمكن وصفه أو تحديد ملامحه؛ ففي نفس التوقيت الذي يعلن فيه السيد "فرحات مهني"، من نيويورك، قيام دولة "لقْبايل الشقيقة"، وانطلاق شحذ الاعتراف الدولي بها، والعمل على إدارجها في أروقة الأمم المتحدة في لجنة تصفية الاستعمار، الأمر الذي من المفروض أن يُحدث زلزالا سياسيا في نظام العسكر اللئيم، ويخلق حالة من الطوارئ غير المسبوقة داخل كيان هذا النظام الملطخة أيديه بدماء الجزائريين الأبرياء، نجد هذا النظام المارق منفصلا تماما عن الواقع، وخارج التغطية وكأنه لا يعيش في كوننا هذا؛ بل في كونٍ مُوازٍ من أكوان "ستيفن هاوكينغ".
لقد بات واضحا للعيان، أن هذا البلد يعاني من شيء لم يسبق لبلد في أرجاء المعمور أن عانى منه؛ صحيح أن العلم، إلى حدود كتابة هذا المقال، عاجز عن معرفة كُنْهه أو حقيقته أو طريقة التعافي منه؛ لكن الجميع مُجْمعٌ على أن فك طلاسم هذا اللغز العويص لن يكون في الأمد القريب؛ وربما لن يتأتَّى للبشرية الاهتداء إليه في يوم من الأيام.
لقد حسم المغرب الشريف معركة الصحراء على أرض الواقع من غير رِجعة؛ ولم يتبقَّ سوى بضع معارك هامشية تدور رحاها حول الرسومات على الأقمصة والجدران والمواقع الإلكترونية؛ وإذا كانت المعركة الأساسية قد كلفت نظام الشر والمكر مئات الملايير من الدولارات، فعلى هذا الأخير أن يوفر بضعة ملايير أخرى، يستنزفها من قوت الجزائريين المستغفلين، من أجمل إكمال مسلسل المعارك الثانوية.