عائلات للبيع
ماءالعينين بوية
على منصة اليوتيب، حساب لأسرة او ما تنعت به نفسها "فاميلي"، حصد بمرئياته ملايين المشاهدات، هل يقدم رسالات تربوية، أخلاقية،علمية،وطنية....لا قد تغيب كل هذه المصطلحات، لتحضر المقالب و الموائد، النزه و الاستجمام!!!
عائلات تركض خلف الربح السريع، جارة معها ملايين المشاهدين، اغلبهم صبية، ثقافة الاستهلاك، المقامرة و المغامرة من أجل تجوال أو أكل، يتسابق أفراد الاسرة باستبلاد و دون إحترام للروابط لانتاج حلقة يشاهدها الملايين، صناعة لمحتوى لا يحمل أي رسالة تربوية أو أخلاقية، من غير منافسات لأجل الاستهلاك و لا شيء غير الاستهلاك، مما يقزم الأسرة بكل أفرادها فتجعلهم عبيد المشاهدات و المشاركات المدرة للربح، فتتشذر الحسابات و تتبلقن الأسر، تتناثر المشاكل، و يزداد الفضول، وتخلق صناعة و مساحة للإشهار، يستلب هذه الأسر نحو الركض و بمن يدمن عليهم و جلهم أطفال، نحو خلق المزيد من التفاهة و الانغماس في محتويات بدائية بليدة للمقامرة و الصياح و الأكل و الشراء...فالأب و الأم و الأبناء، الجد و الجدة...بيادق لعب، لا يمنعهم إحترام متبادل و لا تراتبية اخلاقية من صناعة مشاهد يصبح فيها الجد أو الجدة لعبة بين ضحكات الأطفال الهيسترية.
من يتحكم في هذه القنوات، من يردعها، من يؤطرها، من ينقذ آلاف الاطفال و المراهقين من الانسياق وراء يوميات تافهة و مدمرة؟
أكان اليوتيب أو الفيس، او أي مواقع اخرى ، فهذه الشبكات مكنت ببساطة التناول، أن تخلق ظواهر غلبت القوانين، فغلبت المؤسسات الرقابية، و بات من اللازم تأطير و مراقبة هذه الحسابات الشخصية النفعية، وما تقدمه من محتوى هدام.