الجزائر مدرسةٌ رائدة في فبركة الأخبار المزيفة

الجزائر مدرسةٌ رائدة في فبركة الأخبار المزيفة

نورالدين زاوش

يبدو أن النمسا لم تصدم فقط فرنسا وهولندا المتواجدة معها في المجموعة الرابعة من نهائيات كأس أوروبا، حيث تأهلت إلى دور الثمن وهي على رأس الترتيب؛ ولكنها أيضا صدمت السيد "عطاف" وزير خارجية الجزائر حينما رفضت في بيانها الصحافي المشترك إدراج نقطة مناقشة ملف "الصحراء الغربية" الذي لم يناقش أصلا؛ إلا أن مثل هذه الصدمات "الخفيفة" لن تنال من عزيمة الجزائر شيئا، خصوصا وأنها اعتادت عليها يوما بعد يوم، حتى صارت لديها قاعدة لا يشكك فيها أحد، وربما كانت أول قاعدة لا استثناء لها في التاريخ.

إلا أن ما ينطبق على نظام العسكر المعتوه، لا ينطبق على الشعب الجزائري الذي ما زالت تفاجئه الصدمات على كثرتها وبشاعتها، وآخرها اندلاع أزمة العطش المهول الذي يهدد حياة البشر والشجر على حدٍّ سواء. إن هذه الكارثة الخطيرة لا تجد مبرراتها في الجفاف الذي حل بالبلاد؛ فالجفاف قد ضرب نصف كوكب الأرض، كما أن نُدرة المواد الأساسية التي تنجب كيلومتراتٍ من الطوابير في دويلة الجزائر كل يوم، لا تعود أسبابها إلى اندلاع الحرب الأكرانية، أو الحرب على غزة الأبية، أو تعطل سفن الملاحة البحرية؛ وإلا وجدنا هذه الطوابير في جل بلدان العالم؛ بل الأسباب الحقيقية وراء تقهقر الجزائر، التي صارت عاصمتها من أسوإ المدن للعيش في العالم، وتدهور حالة الجزائريين الذين باتوا يفتقرون إلى أدنى مقومات العيش، هي كون كبرانات الجزائر لا يخصصون ولو يوما في الأسبوع من أجل حل مشاكلها الداخلية المتفاقمة، ومناقشة الاحتياجات البسيطة لمواطنيها الأبرياء، وأن كل وقتها وجهدها ومالها مخصص "لشعب" لقيط غير شعبها، وأن كل اهتمامها مُنصب على ملف لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.

إن الحل الوحيد الذي وجده هذا النظام الساقط، إن عاجلا أو آجلا، لحل مشكلة الماء الخطيرة، هو فبركة الأخبار الزائفة اتجاه المملكة المغربية الشريفة؛ حيث بادرت وزارة "الذباب الإلكتروني ومحاربة الخرائط التابعة لمديرية الجيش الوطني" تحت القيادة المباشرة لقائد الأركان "شنقريحة" للنشر على مواقع التواصل بلاغا مزيفا عن وكالة الماء والكهرباء، تُخطِر فيه سكان الجهة الشرقية بالمملكة المغربية بانقطاع جزئي للكهرباء طيلة شهري يوليوز وغشت؛ علّ هذا الخبر يخمد بعض النار التي تتأجج في صدور الجزائريين البسطاء الذين صاروا يشربون المياه الملوثة، وفي كثير من الأحيان لا يجدونها؛ في حين أن الدواب في صحرائنا المغربية الأبية تشرب الماء الصالح للشرب، وفي بعض الأحيان تعافه.

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة